العميل المزدوج سلاح جيسوس السري لكشف خطط بلان بتكرار سيناريو تشيلسي

تتجه الأنظار نحو مواجهة كروية مرتقبة تجمع بين الاتحاد حامل اللقب وغريمه النصر يوم الجمعة المقبل في إطار منافسات الجولة الرابعة من دوري روشن السعودي للمحترفين. المباراة التي ستقام على ملعب الإنماء تعد قمة مبكرة وحاسمة في صراع الصدارة بين الفريقين اللذين يتشاركانها حاليا مع تفوق العالمي بفارق الأهداف.

في عالم كرة القدم تلعب التفاصيل الدقيقة والحسابات الخاصة دورا محوريا في التحضير للمواجهات الكبرى خصوصا عندما تكون المباراة قادرة على حسم صدارة الترتيب بشكل مبكر. ويسعى الاتحاد في هذه المواجهة لتحقيق هدفين أولهما تأكيد تفوقه في الدوري على النصر بعد فوزه عليه في الموسم الماضي وثانيهما تعويض الخسارة التي تعرض لها أمامه في نصف نهائي كأس السوبر السعودي قبل انطلاق الموسم الحالي.

لكن في خضم التحضيرات الفنية والحسابات المعقدة التي تشغل بال المدربين الفرنسي لوران بلان في الاتحاد والبرتغالي جورجي جيسوس في النصر تبرز ورقة قد تمنح تفوقا نسبيا لأحدهما. هذه الميزة غير المباشرة قد تكون في حوزة مدرب النصر بفضل لاعب في صفوفه يمتلك معرفة دقيقة بخبايا الخصم.

اللاعب هو المدافع عبدالإله العمري الذي قضى الموسم الماضي معارا لصفوف الاتحاد وعمل تحت قيادة بلان مباشرة. هذه التجربة تمنح العمري معرفة عميقة بخطط المدرب الفرنسي وأسلوبه الدفاعي الذي يعتبره صخرة يبني عليها استقرار الفريق وثباته.

فشل انتقال العمري بشكل نهائي للاتحاد وبقاؤه في النصر هذا الموسم قد يقدم فائدة كبيرة لفريقه الحالي ومدربه جيسوس. حتى لو لم يكن العمري ضمن التشكيلة الأساسية التي قد تعتمد على ثنائية إينيجو مارتينيز ومحمد سيماكان فإن المعلومات التي يمتلكها عن طرق لعب الاتحاد وثغراته المحتملة تمثل كنزا استخباراتيا يمكن لجيسوس الاستماع إليه والاستفادة منه لكشف نقاط القوة والضعف لدى منافسه.

هذا الموقف ليس فريدا من نوعه في عالم كرة القدم فقد سبق للمدرب الإيطالي إنزو ماريسكا حين كان يقود تشيلسي الإنجليزي أن كشف عن امتلاك منافسه بايرن ميونخ الألماني ميزة مماثلة قبل مواجهتهما في دوري أبطال أوروبا.

النادي الإنجليزي كان قد استغنى عن خدمات لاعبه السنغالي نيكولاس جاكسون لصالح بايرن ميونخ الذي كان خصمه في البطولة الأوروبية. وأكد ماريسكا وقتها أن جاكسون قادر على كشف كل أوراق تشيلسي وخططه للمباراة لطاقم تدريب الفريق البافاري لأنه على دراية تامة بطريقة الاستعداد للمباريات الكبرى.

وبالفعل تفوق بايرن ميونخ بشكل كبير في تلك المباراة وحقق فوزا بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد وظهر تشيلسي الذي كان بطلا لكأس العالم للأندية حينها بلا قوة في أغلب فترات اللقاء. هذا السيناريو قد يلهم جيسوس للاستفادة القصوى من العمري الذي قد يكون بمثابة كتاب مفتوح يكشف أسرار خصمه.

امتلاك مدرب معلومات وافية عن طريقة تفكير المدرب المنافس وتكتيكه المفضل يمثل أفضلية كبرى. ويتعين على الطرف الآخر إما المجازفة بالاعتماد على نفس النهج أو تغيير أسلوبه على أمل أن يستوعبه اللاعبون سريعا وهو ما يحمل مخاطرة أيضا.