الصداع.. أسباب خفية ومدهشة لا علاقة لها بضغط الدم أو قلة النوم

قد يعاني الكثيرون من نوبات صداع متكررة ومزعجة بالرغم من تمتعهم بظروف صحية مستقرة ونوم كافٍ مما يثير الحيرة حول الأسباب الحقيقية وراء هذا الألم. الحقيقة أن هناك العديد من المحفزات غير المتوقعة التي قد نتجاهلها في روتيننا اليومي وهي المسؤولة المباشرة عن هذه الآلام المباغتة.
أحد أبرز هذه الأسباب هو التوتر العضلي في مناطق لا تخطر على البال مثل الرقبة والفك. فالجلوس بوضعية غير صحيحة لساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر أو الضغط على الأسنان دون وعي يمكن أن يؤدي إلى إجهاد شديد في هذه العضلات وهذا التوتر ينتقل ليسبب ما يعرف بالصداع التوتري المزعج.
كما أن الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكية بات سببا شائعا لما يعرف بصداع التكنولوجيا. فالضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يسبب إجهادا كبيرا للعينين والدماغ خاصة عند التحديق لفترات طويلة دون الحصول على قسط من الراحة مما يحفز نوبات الصداع.
ويلعب النظام الغذائي دورا حيويا أيضا فتخطي وجبات الطعام أو تأخيرها يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم وهذا الانخفاض المفاجئ حتى لدى غير المصابين بالسكري قد يكون كافيا لإثارة صداع حاد ومفاجئ قد تصاحبه أحيانا أعراض مثل الدوخة أو التهيج.
وهناك أنواع معينة من الأطعمة والمشروبات التي تعتبر مثيرات عصبية لدى بعض الأشخاص وتسبب لهم الصداع مباشرة. تشمل هذه القائمة الشوكولاتة الداكنة والجبن المعتق بالإضافة إلى الأطعمة التي تحتوي على مادة الغلوتامات أحادية الصوديوم والموجودة بكثرة في الوجبات السريعة والأطعمة المصنعة.
يرتبط استهلاك الكافيين بشكل معقد بالصداع فتناول كميات كبيرة من القهوة والمشروبات المنبهة قد يكون سببا في حد ذاته للصداع لدى البعض. وفي المقابل فإن التوقف المفاجئ عن تناول الكافيين بعد الاعتياد عليه لفترة طويلة يؤدي إلى أعراض انسحابية من بينها صداع شديد ومؤلم.
قد لا يدرك البعض أن الروائح القوية والنفاذة قد تكون المسبب الخفي للصداع الذي يعانون منه. فالعطور ومنظفات المنزل والمواد الكيميائية المختلفة يمكنها أن تحفز الأعصاب الموجودة في الأنف وتؤثر بشكل مباشر على الأوعية الدموية في الدماغ مما يطلق نوبة الصداع خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي.
وفي كثير من الأحيان يكون الصداع عرضا جسديا صامتا للقلق والتوتر النفسي المتراكم. حتى لو لم يشعر الشخص بأنه مضغوط نفسيا فإن الدماغ والجسم يتفاعلان مع الضغوطات بطرق غير مباشرة وقد تكون نوبات الصداع المتكررة هي إحدى هذه الطرق التي يعبر بها الجسم عن الإرهاق النفسي.