سباليتي والاتحاد.. الكشف عن سر استبعاده بسبب اللغة وتاريخ المدربين الإيطاليين

اقترب نادي الاتحاد السعودي من حسم ملف المدير الفني الجديد للفريق الأول لكرة القدم خلفا للمدرب الفرنسي لوران بلان الذي تمت إقالته بسبب تراجع النتائج حيث تشير المصادر إلى أن الإدارة توصلت لاتفاق شبه نهائي مع المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو ليتولى المهمة.
جاء التوجه نحو كونسيساو بعد استبعاد المدرب الإيطالي الشهير لوتشيانو سباليتي من دائرة المرشحين رغم وجود تواصل معه خلال الفترة الماضية حيث رفضت اللجنة الفنية بالنادي المضي قدما في المفاوضات معه لسببين جوهريين الأول يتعلق بالجانب اللغوي إذ لا يجيد سباليتي التحدث باللغة الإنجليزية مما يشكل عائقا كبيرا في التواصل مع اللاعبين والجهاز الإداري أما السبب الثاني فيعود إلى عدم قناعة مسؤولي النادي بالمدرسة التدريبية الإيطالية وتجاربها غير الموفقة مؤخرا في الملاعب السعودية مثل روبيرتو مانشيني وستيفانو بيولي.
وكان من المتوقع أن يتم الإعلان الرسمي عن التعاقد مع المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو يوم الأحد الماضي إلا أن بعض الترتيبات الإجرائية بين الطرفين أدت إلى تأجيل الإعلان ومن المنتظر وصول مدرب ميلان السابق إلى مدينة جدة خلال الأسبوع الجاري تمهيدا لعقد مؤتمر صحفي لتقديمه لوسائل الإعلام والجمهور بشكل رسمي.
على الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققها المدرب الفرنسي لوران بلان مع الفريق في الموسم الماضي وتحقيقه الثنائية المحلية المتمثلة في دوري المحترفين وكأس خادم الحرمين الشريفين قررت إدارة النادي إقالته من منصبه وكان بلان الذي يمتد عقده حتى يونيو 2026 قد قاد الفريق في ست وأربعين مباراة بجميع البطولات حقق الفوز في خمس وثلاثين منها وتعادل في خمس مواجهات بينما خسر ست مباريات فقط بنسبة فوز وصلت إلى ستة وسبعين بالمئة.
يتميز المدرب الإيطالي لوتشيانو سباليتي الذي خرج من حسابات الاتحاد بسيرة ذاتية حافلة بالإنجازات ويعد من أبرز الأسماء التدريبية في إيطاليا خلال العقدين الأخيرين حيث صنع لنفسه مكانة مرموقة بعد قيادته لأندية كبيرة مثل روما وإنتر ميلان قبل أن يصنع التاريخ مع نابولي ويقوده للتتويج بلقب الدوري الإيطالي لموسم 2022/2023 كما تولى لاحقا مهمة تدريب المنتخب الإيطالي الأول وهو ما يعكس حجم خبرته وقدرته على العمل تحت ضغط المنافسات الكبرى.
وعلى المستوى التكتيكي يميل سباليتي إلى الاعتماد على خطط لعب مرنة مثل 4-2-3-1 و 4-3-3 مع تركيزه على الاستحواذ على الكرة وبناء اللعب المتنوع كما يمنح الظهيرين أدوارا هجومية لزيادة العرض الهجومي ويتيح للأجنحة حرية التحرك والاختراق لخلق المساحات وصناعة الفرص لزملائهم.
أما على الصعيد الدفاعي فيعتمد لوتشيانو سباليتي على تطبيق الضغط العالي على الخصوم في مناطقهم لإجبارهم على ارتكاب الأخطاء وفقدان الكرة ولكنه لا يتردد في التحول إلى كتلة دفاعية منظمة في منتصف الملعب عند الحاجة وهذا التوازن بين الشقين الهجومي والدفاعي جعله واحدا من أكثر المدربين مرونة من الناحية التكتيكية في القارة الأوروبية.
يواجه المدرب الجديد للعميد تحديا صعبا وجدولا مزدحما بالمباريات القوية خلال شهر أكتوبر المقبل على الصعيدين المحلي والآسيوي وهو ما حذر منه الإعلامي خالد الشنيف نجم أهلي جدة السابق الذي توقع إقالة المدرب الجديد بنسبة كبيرة بسبب صعوبة المواجهات التي تنتظره وقال إن موقف الفريق معقد خلال الفترة الحالية.
لكن في المقابل أعرب حمد المنتشري لاعب الاتحاد السابق عن ثقته في قدرة رجال العميد على تجاوز هذه المرحلة الصعبة مؤكدا أنه في حال تعاقد النادي مع مدرب يمتلك شخصية قوية وقدرات فنية عالية فإنه سينجح في قيادة الفريق لتحقيق أهدافه خصوصا وأنه يمتلك مجموعة جيدة من اللاعبين تحتاج فقط إلى إدارة فنية جيدة وأضاف أنه يتمنى أن يركز المدرب القادم على تحقيق لقب دوري أبطال آسيا.
تنتظر المدرب كونسيساو مواجهات حاسمة ستكون بمثابة اختبار حقيقي لقدراته حيث ستكون البداية أمام الفيحاء يوم 17 أكتوبر ضمن منافسات الجولة الخامسة من دوري روشن ثم يلتقي الفريق مع الشرطة العراقي يوم 20 أكتوبر في الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا ويسعى الاتحاد خلال هذه المواجهة إلى تصحيح مساره القاري بعد تعرضه لهزيمتين أمام الوحدة وشباب الأهلي الإماراتيين.
بعد ذلك بأربعة أيام يستضيف الاتحاد نظيره الهلال في الجولة السادسة من الدوري ثم يحل ضيفا على النصر في دور الستة عشر من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين وهي مواجهات ستضع ضغطا كبيرا على المدرب البرتغالي خاصة إذا لم يحقق الفريق نتائج إيجابية فيها.