أخطاء الريجيم المدمرة.. عادات يومية بسيطة تمنعك من خسارة الوزن نهائياً

أخطاء الريجيم المدمرة.. عادات يومية بسيطة تمنعك من خسارة الوزن نهائياً
أخطاء الريجيم المدمرة.. عادات يومية بسيطة تمنعك من خسارة الوزن نهائياً

يواجه العديد من الأشخاص تحديا كبيرا يتمثل في ثبات أوزانهم رغم اتباعهم أنظمة غذائية قد تبدو صارمة وصحية للوهلة الأولى مما يولد شعورا بالإحباط بعد أسابيع من الالتزام والحرمان دون تحقيق نتائج ملموسة على الميزان. تكمن المشكلة في كثير من الأحيان ليس في كمية الطعام المتناول بل في تفاصيل دقيقة وعادات غذائية خاطئة قد تنسف جهود إنقاص الوزن بالكامل دون أن يدرك الشخص ذلك.

أحد أبرز الأخطاء الشائعة هو التركيز الحصري على حساب السعرات الحرارية كأرقام مجردة دون الانتباه إلى جودتها ومصدرها. فالسعرات الحرارية ليست متساوية في تأثيرها على الجسم فسعرة حرارية من البروتين تختلف كليا عن نظيرتها من السكر. يعمل البروتين على تعزيز الشعور بالشبع لفترات أطول ويحفز بناء الكتلة العضلية التي ترفع بدورها معدل حرق الدهون بينما السكريات البسيطة تسبب ارتفاعا مفاجئا في الأنسولين وتتحول بسهولة إلى دهون مخزنة. كما يقع الكثيرون في خطأ تقدير كميات الطعام بشكل غير دقيق خاصة عند تناول الوجبات خارج المنزل أو أثناء تذوق الطعام خلال عملية الطهي. ولتجاوز هذه العقبة ينصح بالتركيز على الأطعمة الكاملة الغنية بالعناصر الغذائية واستخدام ميزان الطعام في المراحل الأولى من النظام الغذائي لضمان الدقة.

كما أن إهمال السعرات الحرارية السائلة يعد فخا شائعا يسقط فيه الكثيرون فالعصائر والمشروبات الغازية وحتى القهوة المضاف إليها الحليب والسكر ومشروبات الطاقة قد تحتوي على مئات السعرات الحرارية التي يتم استهلاكها دون وعي ودون أن تمنح أي شعور بالشبع. الحل الأمثل يكمن في الالتزام بشرب الماء كمشروب أساسي واللجوء إلى الشاي والقهوة دون إضافات سكرية مع مراقبة استهلاك أي مشروبات أخرى حتى لو كانت تبدو صحية مثل عصائر الفاكهة الطبيعية.

يعد عدم الحصول على قسط كاف من النوم عاملا مهما يؤثر سلبا على عملية فقدان الوزن. فالسهر لساعات طويلة يخل بتوازن الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الشهية حيث يرتفع هرمون الجوع وينخفض هرمون الشبع مما يدفع الجسم إلى الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون. لذا يجب الحرص على النوم لمدة تتراوح بين سبع وثماني ساعات يوميا والابتعاد عن استخدام الشاشات الإلكترونية قبل ساعة على الأقل من الخلود إلى الفراش لتحسين جودة النوم.

إن الاعتقاد بأن ممارسة الرياضة وحدها كافية لخسارة الوزن دون الاهتمام بالنظام الغذائي هو مفهوم خاطئ. فالرياضة عنصر مساعد ومهم لكنها لا يمكن أن تعوض عن عجز السعرات الحرارية المطلوب. والأسوأ من ذلك أن بعض الأشخاص يميلون إلى مكافأة أنفسهم بوجبات دسمة بعد أداء التمارين الرياضية معتقدين أنهم حرقوا ما يكفي من السعرات لتبرير ذلك وهو ما يعيد السعرات التي فقدوها وربما أكثر. يجب النظر إلى الرياضة كداعم أساسي لنمط حياة صحي وليس كبديل عن التغذية السليمة والمتوازنة.

كذلك فإن عدم تناول كميات كافية من البروتين يعد من الأسباب الرئيسية لفشل الحميات الغذائية. فالبروتين عنصر أساسي للشعور بالامتلاء والحفاظ على الكتلة العضلية التي تعتبر محرك حرق الدهون في الجسم. عندما يركز النظام الغذائي على الخضروات والفواكه فقط دون مصادر بروتين كافية فإن الجسم قد يلجأ إلى تكسير العضلات للحصول على الطاقة بدلا من حرق الدهون. من الضروري إدراج مصادر بروتين عالية الجودة في كل وجبة مثل البيض والدجاج والأسماك والبقوليات والزبادي اليوناني.

من المفارقات أيضا أن الإفراط في تناول الأطعمة الصحية قد يؤدي إلى زيادة الوزن. فأطعمة مثل المكسرات وزيت الزيتون والأفوكادو بالرغم من فوائدها الصحية العديدة إلا أنها غنية جدا بالسعرات الحرارية. تناول كميات كبيرة منها يضيف فائضا كبيرا من السعرات إلى مجمل الاستهلاك اليومي. الاعتدال هو المفتاح فيجب مراقبة حجم الحصص وتذكر أن الطعام الصحي ليس خاليا من السعرات الحرارية.

يعتبر تناول الوجبات بسرعة عادة سيئة تعيق فقدان الوزن لأن الدماغ يحتاج إلى بعض الوقت تصل إلى عشرين دقيقة تقريبا ليرسل إشارات الشبع إلى المعدة. الأكل السريع يؤدي غالبا إلى استهلاك كميات أكبر من الطعام قبل أن يدرك الجسم أنه قد اكتفى. ينصح بتناول الطعام ببطء ومضغه جيدا والابتعاد عن المشتتات مثل شاشات التلفاز والهواتف أثناء تناول الوجبات للتركيز على إشارات الجسم.

الوقوع في فخ الوجبات الخفيفة التي تسوق على أنها صحية مثل ألواح البروتين والزبادي المنكه والفواكه المجففة قد يكون سببا في ثبات الوزن. هذه المنتجات غالبا ما تكون معالجة ومليئة بالسكريات المضافة والمحليات الصناعية والسعرات الحرارية الخفية. الخيار الأفضل هو اللجوء إلى وجبات خفيفة طبيعية وغير معالجة مثل الفواكه الكاملة أو المكسرات النيئة غير المملحة.

عندما يواجه الشخص ثباتا في وزنه لفترة قصيرة يميل البعض إلى التخلي عن النظام الغذائي المتبع بسرعة والبحث عن آخر جديد. هذا التغيير المستمر يربك الجسم ويمنعه من التكيف. ثبات الوزن هو مرحلة طبيعية في رحلة فقدان الدهون وقد تكون لأسباب مؤقتة مثل احتباس السوائل. الصبر والاستمرارية هما الحل مع التركيز على مقاسات الجسم وشكل الملابس كمؤشرات للتقدم بدلا من الاعتماد الكلي على رقم الميزان.

إن الخطأ الأكبر هو التعامل مع الرجيم كفترة مؤقتة من الحرمان تنتهي بالوصول إلى الوزن المطلوب ثم العودة إلى العادات القديمة مما يؤدي حتما إلى استعادة الوزن المفقود بسرعة. النجاح الحقيقي يكمن في بناء عادات غذائية صحية ومستدامة يمكن اتباعها كنمط حياة دائم والتركيز على التوازن بدلا من الحرمان الشديد.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *