المنتخب السعودي في أكتوبر: بين انتصارات كبيرة وهزائم مقلقة قبل الملحق الآسيوي

المنتخب السعودي في أكتوبر: بين انتصارات كبيرة وهزائم مقلقة قبل الملحق الآسيوي
المنتخب السعودي في أكتوبر: بين انتصارات كبيرة وهزائم مقلقة قبل الملحق الآسيوي

يقف المنتخب السعودي على أعتاب تحقيق إنجاز تاريخي ببلوغ نهائيات كأس العالم للمرة السابعة في تاريخه حيث تفصله خطوتان فقط عن حسم التأهل رسميا قبل مواجهتيه المرتقبتين ضد إندونيسيا والعراق ضمن الملحق المؤهل للمونديال العالمي. ويسعى الأخضر لتحقيق نتيجة إيجابية تضمن له صدارة المجموعة وتجنب الدخول في حسابات معقدة قد تعرقل مسيرته نحو البطولة الأهم في عالم كرة القدم.

على مدار تاريخه الطويل يمثل شهر أكتوبر محطة فارقة في مسيرة المنتخب السعودي فهو شهر حافل بالذكريات المتناقضة بين انتصارات رائعة وإخفاقات مؤلمة شهدت على لحظات حاسمة في تاريخ الكرة السعودية. ويمتلك الأخضر سجلا مميزا من المواجهات التي خاضها في هذا الشهر حيث لعب 108 مباريات دولية تمكن خلالها من تحقيق الفوز في 52 لقاء بينما حسم التعادل 29 مواجهة وتلقى الخسارة في 27 مباراة. وتكشف هذه الأرقام عن تفوق واضح حيث بلغت نسبة انتصاراته 48.15% مقابل 26.85% للتعادلات و25% فقط للهزائم. وعلى الصعيد التهديفي سجل هجومه 193 هدفا في حين استقبلت شباكه 111 هدفا.

تعود أولى مباريات المنتخب السعودي في شهر أكتوبر إلى عام 1957 حين شارك في دورة الألعاب العربية التي أقيمت في لبنان. وكانت البداية موفقة بفوز تاريخي على المنتخب السوري بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في 22 أكتوبر من ذلك العام. لكن مسيرته في تلك الدورة شهدت تعثرا بعد ذلك حيث تعادل مع لبنان البلد المضيف بهدف لمثله ثم تعرض لأول هزيمة له في هذا الشهر أمام المنتخب الأردني بهدف دون رد.

بالنظر إلى تصفيات كأس العالم على وجه التحديد يكتسب شهر أكتوبر أهمية خاصة فقد خاض الأخضر خلاله 27 مباراة مصيرية في مختلف التصفيات المؤهلة للمونديال. ونجح في تحقيق الفوز في 13 مباراة منها وتعادل في 9 لقاءات بينما خسر 5 مباريات فقط. وكانت البداية في هذا السياق مقلقة بعض الشيء خلال التصفيات المؤهلة لمونديال إيطاليا 1990 حيث واجه في 12 أكتوبر 1989 منتخب الصين في سنغافورة ورغم تقدمه بهدف لفهد الهريفي من ركلة جزاء إلا أنه خسر المواجهة بهدفين لهدف. وفي تلك التصفيات لم يحقق سوى فوز وحيد على كوريا الشمالية بهدفين دون مقابل سجلهما فهد المصيبيح وسعدون حمود بينما خسر من كوريا الجنوبية وتعادل مع قطر والإمارات.

لكن الصورة تغيرت تماما في تصفيات مونديال 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية حيث شهد أكتوبر 1993 مسيرة استثنائية. بدأ الأخضر مشواره بتعادل سلبي مع اليابان ثم فوز على كوريا الشمالية بهدفين لهدف وتعادلين متتاليين مع كوريا الجنوبية والعراق بنتيجة هدف لهدف. وجاءت اللحظة الحاسمة في مواجهة تاريخية ضد إيران حيث حقق المنتخب السعودي فوزا دراماتيكيا بأربعة أهداف مقابل ثلاثة ليحجز مقعده في المونديال. وشهدت تلك المباراة تسجيل كل من سامي الجابر وفهد المهلل ومنصور الموسى وحمزة إدريس أهداف الأخضر ليقود المدرب الوطني محمد الخراشي الفريق لإنجاز أبهر العالم لاحقا.

واستمر حضور المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم ليصبح أمرا معتادا. ففي تصفيات مونديال فرنسا 1998 لعب الأخضر في أكتوبر 1997 مباريات متقلبة خسر فيها من الصين والكويت لكنه عوض ذلك بفوز ثمين على قطر وإيران ليضمن تأهله. وفي الطريق إلى مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان كان أكتوبر 2001 شهرا ناجحا بكل المقاييس حيث فاز على العراق بهدفين لهدف وعلى تايلاند بأربعة أهداف لهدف. كما شهدت تصفيات مونديال ألمانيا 2006 فوزا على إندونيسيا بثلاثة أهداف لهدف في أكتوبر 2004.

وفي رحلته نحو مونديال روسيا 2018 لعب المنتخب السعودي في أكتوبر 2015 وفاز على الإمارات بهدفين لهدف وفي أكتوبر 2016 تعادل مع أستراليا بهدفين لمثلهما وكرر فوزه على الإمارات بثلاثية نظيفة. أما في تصفيات مونديال 2022 فقد كانت النتائج في أكتوبر ممتازة حيث فاز في ثلاث مباريات على سنغافورة واليابان والصين وتعادل سلبيا مع فلسطين. وعلى النقيض تماما جاءت نتائج أكتوبر في التصفيات الحالية مقلقة حيث خسر الأخضر أمام اليابان بهدفين دون رد وتعادل سلبيا مع البحرين ما يضع على عاتق الفريق بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد مسؤولية كبيرة لتصحيح المسار وتحقيق حلم التأهل للمونديال القادم في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك عام 2026.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *