حراس الأخضر يخضعون لخطة خاصة ومبتكرة استعدادًا لمواجهة إندونيسيا الحاسمة

يعيش المنتخب السعودي الأول لكرة القدم حالة من التركيز العالي في معسكره المقام بمدينة جدة حيث تتواصل التحضيرات المكثفة وسط أجواء من الجدية والطموح استعدادا لخوض غمار الملحق الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

ابتكر الجهاز الفني للمنتخب السعودي بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد أسلوبا تدريبيا غير تقليدي ومبتكرا لرفع الكفاءة الفنية والذهنية لحراس المرمى خلال الحصص التدريبية الأخيرة حيث اعتمد مدرب الحراس على استخدام ثلاث كرات مختلفة في التدريبات شملت الكرة الرسمية المعتمدة للمباريات وكرة قدم أمريكية وثالثة صغيرة الحجم في خطوة لافتة تهدف إلى تعزيز قدرات الحراس.

تهدف هذه الخطة التدريبية المبتكرة إلى رفع دقة ردة فعل حراس المرمى وتحسين سرعة استجابتهم عند التعامل مع كرات متفاوتة في الأحجام والأوزان والمسارات وهو ما يساهم في تعزيز التركيز وتطوير القدرات الذهنية والفنية لهم في المواقف الحاسمة التي قد تواجههم خلال المباريات المقبلة.

يخوض المنتخب السعودي مواجهتين قويتين ضمن المجموعة الثانية حيث يواجه نظيره الإندونيسي يوم الأربعاء المقبل قبل أن يلتقي المنتخب العراقي في الرابع عشر من أكتوبر الجاري في مباراة قد تحدد بشكل كبير هوية المتأهل مباشرة إلى نهائيات كأس العالم.

على الرغم من حالة التفاؤل والتركيز العالية داخل المعسكر إلا أن مركز حراسة المرمى لا يزال يشكل تحديا خاصا للمدرب رينارد في ظل قلة الدقائق التي لعبها حراس المنتخب مع أنديتهم هذا الموسم فنواف العقيدي شارك في مباراة واحدة فقط مع فريقه النصر بمعدل 90 دقيقة بينما خاض راغد النجار مباراتين بمجموع 180 دقيقة في حين لم يظهر عبدالرحمن الصانبي ومحمد اليامي في أي مواجهة رسمية حتى الآن.

عاد الحارس نواف العقيدي البالغ من العمر 25 عاما مؤخرا للمشاركة بعد تعافيه من تمزق عضلي تعرض له نهاية شهر أغسطس الماضي وبات جاهزا للمشاركة أمام إندونيسيا وهو ما يعتبر دفعة معنوية كبيرة للمنتخب الأخضر في هذه المرحلة الحرجة من التصفيات.

يمتلك العقيدي في سجله 13 مباراة دولية مع المنتخب السعودي استقبل خلالها 16 هدفا وخرج بشباك نظيفة في 5 منها مما يجعله أحد أهم الخيارات المتاحة في ظل غياب الخبرة الدولية عن باقي الحراس.

يدخل الأخضر هذه المرحلة بطموحات كبيرة من أجل انتزاع بطاقة التأهل السابعة في تاريخه إلى المونديال مدفوعا بتجربة غنية في النسخة السابقة من البطولة وبدعم جماهيري ضخم يتطلع لعودة المنتخب إلى الواجهة العالمية بعد المشاركة الأخيرة في قطر 2022.

يتأهل متصدر المجموعة مباشرة إلى النهائيات بينما يخوض صاحب المركز الثاني مواجهة فاصلة مع وصيف المجموعة الأولى للعبور إلى الملحق العالمي الحاسم.

على الصعيد الفني واصل المدرب رينارد تطبيق تمرينات الاستحواذ والضغط العالي خلال تدريبات الفريق على الملعب الرديف بمدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة حيث ركز على رفع الانسجام بين خطوط الفريق وتجهيز اللاعبين بدنيا وتكتيكيا.

شهد المران الأخير مشاركة جميع اللاعبين بعد تعافي المصابين حيث انخرط أيمن يحيى ومحمد سليمان في التدريبات الجماعية لأول مرة منذ فترة ليكتمل عقد الأخضر بشكل مثالي قبل المواجهة المنتظرة كما تجاوز حسان تمبكتي إصابة طفيفة كان يعاني منها.

ينتظر أن يصل سعود عبدالحميد لاعب لانس الفرنسي ومروان الصحفي جناح أنتويرب البلجيكي مساء الأحد إلى جدة بعد انتهاء التزاماتهما مع نادييهما وسينضمان مباشرة إلى التدريبات الجماعية ويعول رينارد كثيرا على هذا الثنائي لما يتمتعان به من خبرات أوروبية وسرعة في الارتداد الدفاعي والهجومي.

تسود أجواء إيجابية معسكر المنتخب السعودي في جدة انعكست في حماس واضح خلال التدريبات ورغبة قوية لدى اللاعبين في تحقيق نتيجة إيجابية أمام إندونيسيا قبل خوض المواجهة المرتقبة أمام أسود الرافدين.