أغلى صفقة بتاريخ السعودية.. كواليس مزاد تاريخي حطم كل الأرقام القياسية

في كواليس سوق الانتقالات التي لا تهدأ تكشف الأسرار عن صفقات كبرى حُسمت في اللحظات الأخيرة بعيدا عن أعين المفاوضات المعلنة ومن أبرز هذه القصص صفقة انتقال اللاعب متعب الحربي التاريخية إلى صفوف الهلال التي قلبت الطاولة على نادي النصر في الساعات الأخيرة من الميركاتو الصيفي لعام 2024.
كان تألق الحربي اللافت مع ناديه الشباب والمنتخب السعودي سببا في إشعال منافسة شرسة بين كبار أندية الدوري السعودي بقيادة النصر والأهلي والهلال للحصول على خدماته وفي فترات الانتقالات ارتبط اسمه بقوة بالانضمام للأهلي قبل أن يدخل النصر بقوة في السباق ويصبح الأقرب لحسم الصفقة. وقد أشارت تقارير صحفية في ذلك الوقت إلى أن اللاعب توصل بالفعل لاتفاق شبه نهائي مع النصر وأن الإعلان الرسمي كان مسألة وقت فقط بعد إنهاء التفاصيل المالية الأخيرة مع إدارة نادي الشباب.
لكن عالم انتقالات اللاعبين غالبا ما يشهد تحولات درامية حيث تنهار صفقات في لحظاتها الأخيرة وتولد أخرى من العدم وهذا ما ينطبق تماما على الساحة السعودية التي لا تختلف عن نظيرتها الأوروبية في حجم الإثارة والكواليس الخفية التي تحكم الصفقات الكبرى بعيدا عن الأضواء.
بعد أكثر من عام على إتمام الصفقة كشف محمد المنجم رئيس نادي الشباب السابق في تصريحات تلفزيونية عن تفاصيل خفية تقف وراء انتقال الحربي للهلال موضحا أنه تعمد تسريب أخبار المفاوضات مع النصر إلى وسائل الإعلام بهدف خلق مزاد علني لرفع القيمة المالية للصفقة وهو ما نجح فيه بالفعل. وأوضح المنجم أن طريقة تفاوض إدارة النصر لم تكن بالشكل المناسب حيث كان يتحدث معه أكثر من شخص من داخل النادي وهو ما أدى لتعثر الأمور.
في المقابل أشار إلى أن مفاوضات الهلال كانت مختلفة تماما وأكثر احترافية. وأكد أن حسم الصفقة لصالح الزعيم جاء بفضل تواصل مباشر من فهد بن نافل رئيس الهلال آنذاك والذي كان موجودا في باريس حيث أجرى اتصالا هاتفيا معه في ساعة متأخرة قرابة الثالثة فجرا وطلب ضم متعب الحربي بشكل نهائي. وشدد المنجم على أن هذا الاتصال المباشر كان الفارق الحقيقي بين إدارتي الناديين.
وتمكن الهلال من خطف اللاعب في اللحظات الأخيرة مقابل مبلغ تاريخي بلغ 123 مليون ريال ليصبح متعب الحربي بذلك أغلى لاعب سعودي في التاريخ في صفقة شكلت ضربة قوية لفريق النصر الذي كان يعتقد أنه حسم الأمر لصالحه. وأضاف المنجم أنه اشترط على بن نافل الحصول على المبلغ المذكور بالإضافة إلى استعارة اللاعب مصعب الجوير وهو ما وافق عليه رئيس الهلال فورا وأرسل موافقته الرسمية لتتم الصفقة.
يعد متعب الحربي أحد أبرز المواهب التي صعدت بسرعة الصاروخ في سماء الكرة السعودية. بدأ مسيرته مع الفريق الأول لنادي الشباب في عام 2020 وهو في عمر 19 عاما فقط بعد تصعيده من الفئات السنية بالنادي وسرعان ما أثبت نفسه كأحد أهم العناصر التي لا غنى عنها في تشكيلة الليوث حيث شارك في 107 مباريات سجل خلالها 5 أهداف وقدم 12 تمريرة حاسمة. كما برز مع المنتخب السعودي تحت 23 عاما حيث خاض 6 مباريات وأحرز هدفين لفت بهما أنظار جميع الأندية الكبرى.
يتميز الحربي بقدرات فنية وتكتيكية عالية جعلت منه لاعبا مهما في مركز الظهير الأيسر. يمتلك سرعة فائقة تساعده على أداء الأدوار الدفاعية والهجومية بكفاءة عالية بالإضافة إلى دقة تمرير ممتازة تمكنه من بناء الهجمات من الخلف. وعلى الصعيد الدفاعي يجيد الحربي إغلاق المساحات والضغط المبكر على المنافسين مع قراءة جيدة لتحركات الخصم على الأطراف.
أما هجوميا فيملك مرونة كبيرة في التحرك على الخط الجانبي وقدرة على إرسال عرضيات متقنة تشكل خطورة دائمة على دفاعات الفرق المنافسة وتفتح المساحات أمام المهاجمين داخل منطقة الجزاء. كما يظهر التزاما تكتيكيا بتعليمات المدرب وقدرة على التكيف مع مختلف أساليب اللعب سواء التي تعتمد على التوازن الدفاعي أو الاندفاع الهجومي عبر الأجنحة وهو ما جعله ورقة رابحة لأي فريق.
رغم أنه لم يتمكن من حجز مكان أساسي دائم في تشكيلة الهلال المليئة بالنجوم إلا أنه يعد ورقة مهمة لا غنى عنها سواء كبديل أو عند الاستعانة به في بعض المباريات. لقد نجح الحربي في فرض شخصيته على المدرب البرتغالي السابق جورجي جيسوس وأصبح أحد العناصر المهمة في خطط الفريق الحالية. شارك الحربي بقميص الهلال في 42 مباراة بمختلف المسابقات سجل خلالها هدفا واحدا وقدم 3 تمريرات حاسمة وظهر بشكل بارز في مواجهات كبرى مثل بطولة كأس العالم للأندية.