المدرسة البرتغالية في الاتحاد.. حكاية ألقاب وإخفاقات انتهت بإقالة نونو سانتو

يسعى نادي اتحاد جدة لفتح صفحة جديدة في قيادته الفنية بعد بداية موسم متعثرة أدت إلى رحيل المدرب السابق لوران بلان بسبب تراجع النتائج وتتجه الأنظار حاليا وبقوة نحو المدرسة البرتغالية مجددا حيث يبرز اسم سيرجيو كونسيساو مدرب بورتو وميلان السابق كخيار رئيسي لتولي المهمة في الفترة القادمة.
ويعد المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو أحد أبرز الأسماء المطروحة لخلافة بلان الذي غادر منصبه عقب الخسارة في الكلاسيكو أمام النصر ضمن منافسات دوري روشن للمحترفين وهي الهزيمة التي أثرت على مسيرة الفريق في رحلة الدفاع عن لقبه بطلا للموسم الماضي. ويمتلك كونسيساو البالغ من العمر 50 عاما مسيرة تدريبية ناجحة خصوصا مع نادي بورتو البرتغالي الذي قاده منذ عام 2017 وحتى صيف 2024 محققا معه العديد من الألقاب المحلية.
ويُعرف كونسيساو بشخصيته الصارمة وقدرته على فرض الانضباط وبث الروح القتالية في فرقه وهو ما قد يحتاجه الفريق لاستعادة الاستقرار. وتكتيكيا يعتمد المدرب البرتغالي على أسلوب لعب مرن يميل غالبا إلى خطتي 4-4-2 و 4-3-3 مع التركيز على الضغط المتقدم والاستغلال المكثف للأطراف هجوميا. وتتميز فلسفته بالقدرة على التحول السريع من الحالة الدفاعية إلى الهجمات المرتدة الخطيرة كما يملك خبرة واسعة في تطوير اللاعبين الشباب ودمجهم مع عناصر الخبرة.
ورغم هذه الإيجابيات لا يخلو أسلوبه من بعض الجوانب التي تثير الجدل فشخصيته الحادة قد تؤدي إلى صدامات مع الحكام أو الإدارات كما يؤخذ عليه أحيانا الاعتماد المفرط على الجانب الدفاعي في بعض المباريات الأوروبية الكبرى مما حد من طموحات فريقه قاريا. غير أن الكثيرين يرون أن مزيج شخصيته القوية وخبرته التكتيكية قد يمنح العميد دفعة جديدة لاستعادة التوازن والمنافسة بقوة.
ولا يملك اتحاد جدة تاريخا طويلا ومستقرا مع المدربين البرتغاليين فرغم المحاولات المتعددة كانت التجارب السابقة متذبذبة بين النجاح المحدود والإخفاق السريع. ويمثل نونو إسبيريتو سانتو التجربة البرتغالية الأنجح والأطول في تاريخ النادي الحديث حيث قاد الفريق في 53 مباراة محققا 37 انتصارا مقابل 9 تعادلات و7 هزائم فقط ويعتبر أطول مدرب استمر مع الفريق منذ عهد التشيلي لويس سييرا.
لكن هذه المسيرة الناجحة التي قاد خلالها الفريق لتحقيق لقب الدوري انتهت بشكل مفاجئ بسبب خلافات مع نجوم الفريق الكبار وعلى رأسهم كريم بنزيما الذي انتقد أسلوبه الدفاعي أمام زملائه. وزادت الأمور تعقيدا بعد سلسلة من الهزائم المؤثرة أبرزها الخسارة في الكلاسيكو أمام الهلال بنتيجة 4-3 ثم خسارة ديربي جدة أمام الأهلي بهدف نظيف مما مهد لرحيله.
وقبل تجربة سانتو بنحو 12 عاما بدأت علاقة الاتحاد بالمدربين البرتغاليين عام 2010 حين تم استقدام المدرب المخضرم مانويل جوزيه الذي جاء بسجل حافل بالإنجازات القارية والمحلية مع الأهلي المصري وجيل تاريخي ضم لاعبين مثل محمد أبوتريكة ومحمد بركات. ورغم البداية الجيدة بنتائج مميزة دخل الفريق تحت قيادته في دوامة من التعادلات المتكررة بدأت بالتعادل 1-1 مع الوحدة وأعقبها 7 تعادلات أخرى ليرحل المدرب بعد نصف موسم تقريبا دون تحقيق الفوز بشكل مستمر.
وأكمل مواطنه توني مهمة جوزيه لكن النتائج لم تتحسن بل ساءت حيث فشل في تحقيق الفوز على الهلال واكتفى بالتعادل السلبي ثم خسر من الاتفاق في ربع نهائي كأس ولي العهد ليودع البطولة. وكانت الخسارة أمام بيروزي الإيراني في دوري أبطال آسيا بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ومهدت لرحيله سريعا لتنقطع علاقة النادي بالمدرسة البرتغالية لفترة طويلة حتى عودتها مجددا مع نونو سانتو.