صديق رونالدو يشعل حرب الميركاتو بين النصر والهلال بصفقة تاريخية غير متوقعة

يشهد سوق الانتقالات الشتوي المقبل تجدد الصراع بين قطبي العاصمة السعودية الهلال والنصر سعيا لضم النجم البرتغالي برونو فيرنانديز قائد فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي والذي يعد هدفا رئيسيا لكلا الناديين لتعزيز صفوفهما بنجم عالمي بارز في منتصف الموسم. ويحظى اللاعب باهتمام كبير من عمالقة دوري روشن حيث تعتبره الإدارة المسؤولة عن تطوير المسابقة صفقة تسويقية وفنية ضخمة من شأنها أن تزيد من قوة وجاذبية البطولة.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يرتبط فيها اسم فيرنانديز بالانتقال إلى الدوري السعودي فقد كان اللاعب محط أنظار العديد من الأندية خلال فترة الانتقالات الصيفية لعام 2025. وتلقى قائد الشياطين الحمر ثلاثة عروض مغرية حينها من أندية الهلال والنصر والاتحاد لكنه فضل البقاء في الملاعب الأوروبية. وتشير التقارير إلى أن مواطنه كريستيانو رونالدو حاول التدخل بشكل مباشر لإقناعه بالانضمام للدوري السعودي لكن اللاعب كان قد حسم قراره بالاستمرار في أولد ترافورد.
كان نادي الهلال هو الأقرب بالفعل للحصول على خدمات اللاعب البرتغالي في المحاولة السابقة حيث كان مستعدا لدفع مبلغ يتجاوز 80 مليون جنيه إسترليني لإتمام الصفقة. ووصلت المفاوضات إلى مراحل متقدمة لدرجة أن وكيل أعماله ميجيل بينيو سافر إلى السعودية وعقد اجتماعات مكثفة استمرت لمدة أسبوع تقريبا لبحث تفاصيل العرض. ورغم جدية العرض الهلالي قرر فيرنانديز بعد التشاور مع عائلته رفض الانتقال معتبرا أن البقاء في أوروبا هو الخيار الأفضل له خاصة قبل المشاركة في مونديال 2026 الذي قد يكون الأخير في مسيرته.
ولد برونو ميجيل بورخيس فيرنانديز في سبتمبر عام 1994 بمدينة مايا البرتغالية وبدأ مسيرته الاحترافية بشكل لافت في إيطاليا. وهناك دافع عن ألوان عدة أندية شملت نوفارا وأودينيزي وسامبدوريا قبل أن يعود إلى وطنه عبر بوابة نادي سبورتينج لشبونة في عام 2017. وفي لشبونة انفجرت موهبته بشكل كامل حيث سجل أكثر من 60 هدفا وقدم ما يزيد على 50 تمريرة حاسمة خلال موسمين ونصف فقط لينتقل بعدها إلى مانشستر يونايتد في شتاء 2020 مقابل صفقة بلغت قيمتها نحو 55 مليون يورو.
منذ وصوله إلى الدوري الإنجليزي الممتاز أثبت برونو قيمته سريعا وأصبح عنصرا لا غنى عنه في تشكيلة الشياطين الحمر. ولعب دورا كبيرا في تحسين الأداء الهجومي للفريق بفضل قدراته الفنية العالية. وخاض اللاعب مع الأندية التي مثلها أكثر من 598 مباراة تمكن خلالها من تسجيل 154 هدفا وصناعة 117 هدفا آخر ما يجعله واحدا من أبرز لاعبي خط الوسط في أوروبا من حيث المساهمات التهديفية.
يشغل فيرنانديز مركز صانع الألعاب ويتميز برؤيته الثاقبة وقدرته على خلق الفرص لزملائه والتسديد القوي من خارج منطقة الجزاء. كما يشتهر بتنفيذ الركلات الثابتة وركلات الجزاء بدقة عالية ويتمتع بمرونة تكتيكية تسمح له باللعب في مراكز مختلفة. وبفضل روحه العالية وشخصيته القوية داخل الملعب وخارجه نال شرف حمل شارة القيادة في مانشستر يونايتد.
في تصريحات سابقة أكد فيرنانديز صاحب الثلاثين عاما تلقيه اتصالا من رئيس الهلال للاستفسار عن إمكانية انتقاله لكنه أوضح أن إدارة مانشستر يونايتد لم تكن ترغب في بيعه مضيفا أنه لو كان يريد الرحيل لحدث ذلك بالفعل. لكن تقارير حديثة أفادت بأن اللاعب أصبح الآن أكثر انفتاحا على فكرة خوض تجربة جديدة خارج أوروبا سواء في الدوري السعودي أو الأمريكي خلال الفترة المقبلة خصوصا وأن عقده الحالي في مسرح الأحلام يمتد حتى صيف عام 2027.
يُعرف عن برونو فيرنانديز روحه التنافسية العالية وحماسه الذي لا يهدأ داخل الملعب ولا يتردد في توجيه زملائه ويعتبر نموذجا للاعب الذي يجمع بين الموهبة والشخصية القيادية. ولعل أكثر ما يميزه هو تحمله للمسؤولية في المواقف الصعبة فهو لا يختبئ خلف الأعذار بل يسعى دائما لصنع الفارق سواء بالتمرير أو التسجيل أو التحفيز.
على الرغم من الانتقادات التي تطاله باستمرار بسبب أسلوبه الانفعالي والذي يرى بعض النقاد أنه لا يليق بقائد الفريق أكد فيرنانديز أنه لن يغير طريقته في اللعب. وقال في تصريحات صحفية إن للناس الحق في تكوين رأيهم الخاص عنه بناء على ما يشاهدونه في المباريات أو يسمعونه في المقابلات وهو يحترم ذلك لكنه لن يحكم على أحد قبل أن يعرفه. وأضاف أن ما يراه الجمهور في الملعب يعكس شخصية برونو الحقيقية المليئة بالشغف والحماس في كل شيء يفعله مؤكدا أنه يكون أكثر هدوءا خارج المستطيل الأخضر.