جيسوس يطارد حلمه القديم بصفقة مدوية قد تنسف مشروع النصر بأكمله

في تصريحات مفاجئة أطلقها كليبر ليتي رئيس نادي فلامنجو البرازيلي كشف عن مفاجأة من العيار الثقيل تتعلق بالمدرب البرتغالي المخضرم جورجي جيسوس المدير الفني الحالي لفريق النصر السعودي والذي كان قريبا جدا من العودة لتدريب الفريق البرازيلي في وقت سابق.
وأكد ليتي خلال ظهوره الإعلامي أن جيسوس كان على وشك العودة إلى فلامنجو في عام 2021 لكنه طلب وقتا إضافيا للتفكير في العرض وهو ما دفع إدارة النادي البرازيلي في ذلك الوقت إلى صرف النظر عن الأمر والتعاقد مع المدرب باولو سوزا بدلا منه وأضاف أن المدرب البرتغالي لا يزال يحمل رغبة كبيرة في العودة لتدريب الفريق الذي حقق معه نجاحات تاريخية خلال المستقبل القريب.
ويعيش جيسوس حاليا فترة مميزة مع النصر الذي تولى قيادته الفنية الصيف الماضي بطلب مباشر من مواطنه الأسطورة كريستيانو رونالدو حيث يبدو الفريق أكثر قوة وجاهزية للمنافسة على الألقاب بعد التدعيمات الكبيرة التي أبرمها النادي خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة.
وقد بدأ الفريق الموسم بقوة تحت قيادته حيث تمكن من تجاوز اتحاد جدة في نصف نهائي السوبر السعودي على الرغم من خسارة اللقب في المباراة النهائية أمام أهلي جدة بركلات الترجيح بعد التعادل ورغم النقص العددي في صفوفه.
أما على صعيد الدوري فقد بصم العالمي على انطلاقة مثالية متصدرا الترتيب بالعلامة الكاملة بعد حصده اثنتي عشرة نقطة من أربع مباريات مسجلا خلالها خمسة وعشرين هدفا بينما لم تستقبل شباكه سوى هدف وحيد وحقق الفريق انتصارات كبيرة على أندية مثل التعاون والخلود والرياض بالإضافة إلى الفوز الحاسم على الاتحاد في الكلاسيكو وهو الانتصار الذي أدى إلى إقالة المدرب الفرنسي لوران بلان.
مسيرة جيسوس التدريبية بدأت مع أندية صغيرة في البرتغال قبل أن يسطع نجمه بشكل لافت مع نادي بنفيكا بين عامي 2009 و2015 حيث قاد الفريق لتحقيق ثلاثة ألقاب في الدوري المحلي ووصل معه إلى نهائي الدوري الأوروبي في مناسبتين ثم خاض تجربة أخرى مع سبورتنج لشبونة قبل أن ينتقل إلى منطقة الخليج العربي.
وكانت محطته مع فلامنجو هي الأبرز في مسيرته حيث قاد الفريق البرازيلي للتتويج بأربعة ألقاب كبرى كان أبرزها الفوز بالدوري البرازيلي وكأس ليبرتادوريس وحقق معه أرقاما مذهلة بتحقيق ستة وأربعين انتصارا وتسعة تعادلات مقابل سبع هزائم فقط خلال اثنتين وستين مباراة.
كما حقق المدرب البرتغالي نجاحات لافتة في منطقة الخليج وتحديدا مع الهلال السعودي الذي قاده في ولايتين ناجحتين حصد خلالهما ألقاب دوري روشن للمحترفين وكأس الملك وكأس السوبر السعودي مرتين.
وعلى المستوى القاري استهل النصر مشواره في دوري أبطال آسيا بانتصار ساحق على استقلال دوشنبه الطاجيكي بنتيجة خمسة أهداف دون مقابل ثم فاز على الزوراء العراقي بهدفين نظيفين ليؤكد عزمه على المنافسة بقوة على اللقب الآسيوي.
وفي بطولة كأس الملك افتتح الفريق مشواره بفوز كبير على نادي جدة برباعية نظيفة ليقترب جيسوس من معادلة رقمه السابق الذي حققه مع الهلال بتحقيق عشرة انتصارات متتالية في مختلف المسابقات حيث وصل الآن إلى سبعة انتصارات متتالية.
تظهر الأرقام والإحصائيات تطورا لافتا في أداء النصر تحت قيادة جيسوس خاصة على المستوى الدفاعي فقد استقبل الفريق أربعة أهداف فقط في أول تسع مباريات بمعدل يقل عن نصف هدف في المباراة الواحدة وهو رقم غير مسبوق في بداياته التدريبية مع الأندية السابقة التي استقبلت شباكها ما بين ستة وسبعة أهداف في أول عشر مباريات.
ويستعد النصر حاليا لمواجهة الفتح يوم الثامن عشر من أكتوبر في الدوري المحلي قبل أن يلتقي فريق جوا الهندي آسيويا في الثاني والعشرين من الشهر ذاته ثم يواجه الحزم يوم الخامس والعشرين من نفس الشهر في دوري روشن وسط طموحات كبيرة لمواصلة سلسلة الانتصارات وترسيخ هوية جديدة للفريق مع مدربه البرتغالي المحنك.
ويعد جيسوس المولود عام 1954 من أبرز الأسماء في عالم التدريب خلال العقدين الأخيرين وبدأ مسيرته كلاعب في خط الوسط مع فرق الناشئين بنادي سبورتنج لشبونة وتنقل بين عدة أندية برتغالية في الدرجتين الأولى والثانية مثل بيلينينسش وفارزيم وأمادورا ورغم أنه لم يحظ بمسيرة لامعة كلاعب دولي أو في الأندية الكبرى إلا أنه عرف بجهده الكبير داخل الملعب وكان ينظر إليه كعنصر تكتيكي مهم.
واعتزل جيسوس اللعب في منتصف الثمانينيات ليتجه مباشرة إلى عالم التدريب الذي بدأه مع أندية صغيرة في البرتغال مثل أمادورا وفيلغويراس حيث كون خبرة كبيرة في التعامل مع الإمكانيات المحدودة قبل أن يثبت نفسه تدريجيا ويقود فرقا أكبر وكانت انطلاقته الحقيقية مع بنفيكا عام 2009 حين قاد الفريق لتقديم كرة قدم هجومية ممتعة.