اشتباك حماس وعشيرة المجايدة يتصاعد وإسرائيل تتدخل بشكل مفاجئ في خان يونس

اندلعت اشتباكات عنيفة فجر الجمعة في منطقة المجايدة بمحافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة بين مسلحين من حركة حماس وأفراد من عشيرة المجايدة التي يُعرف عن غالبية أبنائها انتماؤهم لحركة فتح مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى بين الطرفين شملوا مدنيين.
وقد نفذت الأجهزة الأمنية التابعة لحماس عملية واسعة النطاق في المنطقة وصفتها بأنها موجهة ضد من أسمتهم عصابة المجايدة الإجرامية المسلحة. وزعمت الأجهزة الأمنية أن هذه المجموعة متورطة في سلسلة من الجرائم الخطيرة التي وقعت خلال الحرب على قطاع غزة مشيرة إلى أن العملية الأمنية جاءت بعد ثبوت تورطهم في اعتداءات آثمة.
وتعود جذور التوتر الحالي إلى حادثة وقعت قبل شهرين تقريبا عندما هاجم عناصر من حماس أفرادا من عشيرة المجايدة في منطقة المواصي بخان يونس ما تسبب بإصابة أحدهم الذي توفي لاحقا متأثرا بجراحه. وردا على ذلك أقدم أفراد من العشيرة بعد يومين على اختطاف عنصرين من حماس أحدهما كان يعمل مرافقا ليحيى السنوار القائد السابق للمكتب السياسي للحركة حيث تعرض للطعن قبل أن يتم إطلاق سراحه هو وزميله.
وتصاعدت الأحداث حين شنت عشيرة المجايدة هجوما آخر استهدف عناصر من حماس بينهم أفراد ينشطون في وحدة سهم التي تشكلت حديثا لملاحقة المتهمين بالتعاون مع إسرائيل واللصوص وقد تمت مصادرة أسلحتهم ومعداتهم. وفي أعقاب ذلك طالبت حركة حماس وجهاء عشيرة المجايدة بتسليم المتورطين في تلك الأحداث وإعادة الأسلحة المصادرة.
إلا أن رفض العشيرة لهذه المطالب أبقى الأجواء مشحونة حتى تفجرت الأوضاع بشكل دموي. فبعد حوالي ثلاثة أسابيع من الحادثة الأولى أقدم مسلحون من عشيرة المجايدة على شن هجوم استهدف عنصرين من نخبة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وقاموا بقتلهما بإطلاق النار عليهما والاستيلاء على أسلحتهما وفقا لمصادر مطلعة. بينما ذكرت رواية أخرى أن عنصري القسام كانا يخططان لاغتيال بعض أفراد العشيرة.
وفي صباح يوم الجمعة شنت قوة تابعة لوحدة سهم في حماس مدعومة بما لا يقل عن 250 مسلحا بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة هجوما واسعا ومفاجئا على منازل تعود لأفراد العشيرة. وأسفر الهجوم الذي تم عبر مداهمة منزلين عن مقتل شخصين من أبناء العشيرة متهمين بقتل عنصري القسام بالإضافة إلى شقيقهما الذي يُعتقد أنه كان المتسبب في الشرارة الأولى للأحداث. كما قتل عدد آخر من أفراد العشيرة وسقط أيضا قتلى من جانب عناصر حماس.
وتدخل الطيران الإسرائيلي في خضم هذه الاشتباكات الداخلية الفلسطينية حيث هاجم بعد حوالي ساعة من بدء هجوم حماس تجمعات لمقاتلي الحركة. وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء الجمعة أنه استهدف عشرين مقاتلا من كتائب القسام في هجوم شنه في خان يونس. وأكدت مصادر من حماس أن أحد القتلى التابعين لها كان قائدا ميدانيا في كتائب القسام شارك في الهجوم على أفراد العشيرة.
واتهمت الأجهزة الأمنية التابعة لحماس مجموعة المجايدة بسرقة مساعدات إنسانية مخصصة للنازحين والجوعى بقيمة تتجاوز خمسة عشر مليون دولار والمتاجرة بها لشراء السلاح ونشر الفوضى الأمنية. كما اتهمتها بالانخراط في مليشيات يقودها العميل المطلوب ياسر أبو شباب وتنفيذ اعتداءات آثمة كان آخرها قتل اثنين من رجال المقاومة بدم بارد حسب وصفها.
وتعرف عشيرة المجايدة بحيازتها للسلاح وينتمي عدد كبير من أبنائها إلى حركة فتح كما أن بعضهم مجند في أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. وعقب المواجهات تمكنت عناصر حماس من اعتقال عدد من أبناء عشيرة المجايدة في حين أقدم أفراد العشيرة على احتجاز عناصر من حماس. وتُبذل حاليا جهود وساطة من قبل عشائر ووجهاء آخرين للتوصل إلى اتفاق يقضي بتبادل الجثامين والمحتجزين الأحياء ومنع تجدد المواجهات في ظل المخاوف من تدهور الوضع الأمني مع استمرار الحرب الإسرائيلية.