قائد الهلال السابق يودع الملاعب في نهاية صادمة تهز الوسط الرياضي السعودي

في خطوة مفاجئة وصادمة للوسط الرياضي أسدل القدر ستاره على مسيرة أحد أبرز نجوم كرة القدم السعودية حيث أعلن اللاعب عبد الله عطيف قراره باعتزال اللعب نهائيا تقريبا بنهاية عقده الحالي مع النادي الأهلي وذلك بعد معركة طويلة ومريرة مع الإصابات المتلاحقة التي حالت دون عودته للملاعب.

كان عبد الله عطيف قد انضم إلى صفوف أهلي جدة في صيف عام 2023 بعد رحلة تاريخية حافلة مع نادي الهلال لكن القدر لم يمهله لتقديم ما كان يطمح إليه مع فريقه الجديد فبعد دقيقة واحدة فقط من مشاركته الأولى بقميص الراقي ضد نادي الطائي في 29 أغسطس 2023 تعرض لإصابة قاسية بقطع في الرباط الصليبي وهي الضربة التي أنهت مسيرته فعليا.

لم تكن هذه الإصابة هي الأولى من نوعها في مسيرة اللاعب الذي لقبته الجماهير بالموسيقار بل كانت الثالثة على مستوى الرباط الصليبي حيث سبق له أن عانى من مرارة التجربة مرتين خلال فترته مع الهلال وهو ما جعل عملية تعافيه وعودته للمستطيل الأخضر أمرا بالغ الصعوبة هذه المرة وأدى في النهاية إلى اتخاذه القرار الأصعب.

ويعتبر عطيف أحد أهم لاعبي خط الوسط الذين مروا على نادي الهلال في العقد الأخير حيث انضم إلى الزعيم في صيف 2012 قادما من نادي الشباب ومكث في صفوفه لمدة 11 عاما كتب خلالها تاريخا لا ينسى وساهم في تحقيق 15 لقبا رسميا يأتي في مقدمتها الفوز بلقب الدوري السعودي خمس مرات والتتويج بلقب دوري أبطال آسيا في مناسبتين.

في تصريحات تلفزيونية كشف عطيف عن كواليس قراره الصعب مؤكدا أنه سيعتزل كرة القدم بنسبة 99% بعد انتهاء عقده مع الأهلي وأوضح أنه كان يمتلك عرضين من الشباب والأهلي لكنه فضل الانتقال إلى جدة ورغب في تقديم الكثير لفريقه الجديد غير أن الإصابة منعته ولسوء حظه لم يتمكن من مساعدة الراقي. وأكد عطيف أنه لم يكن يعاني من أي إصابة قبل الانضمام للأهلي وأن النادي أجرى له العديد من الفحوصات والاختبارات الطبية الدقيقة قبل التوقيع ونجح في اجتيازها كلها.

لم يكن عطيف مجرد لاعب في الملعب بل كان قائدا حقيقيا وصاحب شخصية مؤثرة داخل غرفة الملابس وخارجها حيث كانت خبرته الطويلة ومهاراته المميزة تجعل منه مثالا يحتذى به لزملائه سواء في التدريبات أو خلال المباريات الصعبة وكان حلقة وصل مهمة بين اللاعبين والمدربين يوجه الأقدام الشابة ويحفز اللاعبين المخضرمين لتقديم أفضل أداء ممكن.

نهاية مسيرة عطيف الصادمة تعيد إلى الأذهان مصير الحرس القديم لنادي الهلال الذي تشتت بشكل غريب في السنوات الأخيرة فقد رحل العديد من النجوم الذين صنعوا أمجاد النادي في العصر الحديث فعبد الله المعيوف أصبح بلا ناد حاليا بينما انتقل سلمان الفرج ومحمد البريك إلى مشروع نيوم الصاعد حديثا لدوري روشن وعاد ياسر الشهراني لصفوف القادسية واعتزل بافيتيمبي غوميس كرة القدم نهائيا أما محمد جحفلي فقد تدهورت مسيرته منذ رحيله ليلعب مع الخلود ثم يعود لمسقط رأسه مع الفيصلي في دوري الدرجة الأولى.

رغم ابتعاده عن الملاعب حرص عطيف على دعم المنتخب السعودي قبل خوضه مواجهتي إندونيسيا والعراق في الملحق المؤهل لنهائيات كأس العالم 2026 مشيدا بالمدرب هيرفي رينارد الذي سبق له العمل معه ووصفه بالمدرب الكبير الذي يمتلك شخصية مميزة وقدرة على قيادة المجموعة نحو تحقيق الحلم وأشار إلى أن رينارد يعتمد بشكل أساسي على العامل النفسي في تحفيز اللاعبين من خلال خطاباته المميزة قبل المباريات.