الشباب أمام الخليجية.. هل يستعيد الليوث هيبتهم المفقودة في ليلة حاسمة

الشباب أمام الخليجية.. هل يستعيد الليوث هيبتهم المفقودة في ليلة حاسمة
الشباب أمام الخليجية.. هل يستعيد الليوث هيبتهم المفقودة في ليلة حاسمة

يعيش نادي الشباب مرحلة فارقة في تاريخه الطويل حيث يقف الليث الأبيض الذي كان علامة مميزة في كرة القدم السعودية لعقود طويلة عند مفترق طرق بين ماض مجيد يزخر بالألقاب وحاضر متعثر يبحث فيه عن استعادة هويته البطولية المفقودة وسط تساؤلات جماهيره حول قدرته على العودة.

تمثل بطولة الأندية الخليجية الحالية فرصة ثمينة للفريق من أجل إعادة ترتيب صفوفه والتقاط الأنفاس بعيدا عن الضغوط الكبيرة لدوري روشن السعودي الذي لم تكن انطلاقته فيه على قدر الطموحات المنشودة فهذه البطولة ذات الإيقاع الأقل حدة قد تكون منصة مثالية لإعادة بناء الثقة.

وعلى الرغم من أن البطولة الخليجية لا تحظى ببريق دوري أبطال آسيا إلا أنها تحمل قيمة معنوية كبيرة لناد يسعى جاهدا لاستعادة شخصيته المفقودة خصوصا أنه سبق له التتويج بلقبها مرتين عامي 1993 و1994 والطريق نحو اللقب الثالث لن يكون مستحيلا ولكنه يتطلب استعادة الروح القتالية.

ويخوض شيخ الأندية منافسات البطولة ضمن المجموعة الثانية التي تضم إلى جانبه أندية الريان القطري وحضرموت اليمني والنهضة العماني ورغم التعادل الأخير الذي حققه الفريق على ملعبه في الرياض أمام النهضة بهدف لمثله إلا أنه لا يزال يحتفظ بحظوظه في المنافسة.

وتنتظر الفريق مواجهة قادمة أمام نظيره حضرموت يوم الثلاثاء الموافق 21 من أكتوبر الجاري قبل أن يحل ضيفا على الريان القطري في الخامس من نوفمبر المقبل وهما مباراتان حاسمتان في تحديد مسار الفريق نحو الأدوار الإقصائية.

ويأتي هذا السعي لإثبات الذات في البطولة الخليجية في وقت يعاني فيه الفريق على المستوى المحلي حيث لم تكن بداية الموسم الجاري 2025-2026 مثالية على الإطلاق بعد سلسلة من النتائج المتذبذبة التي وضعت الفريق في مركز لا يليق بتاريخه العريق.

فقد استهل الفريق مشواره في الدوري بخسارة قاسية أمام الخليج قبل أن يستعيد توازنه بفوز على الحزم بهدفين دون رد ثم عاد ليتعادل مع الفيحاء وبعد تجاوز عقبة أبها في كأس الملك سقط مجددا أمام الخلود ليحصد أربع نقاط فقط من أربع جولات وضعته في المركز الثاني عشر وهو مركز لا يرضي طموحات كيان يملك في خزائنه 43 بطولة رسمية موثقة.

ويقود مشروع إعادة البناء في النادي المدرب الإسباني إيمانول ألجواسيل الذي يملك سيرة ذاتية لافتة مع فريق ريال سوسيداد الإسباني حيث قاده لتحقيق لقب كأس الملك بعد غياب دام 34 عاما وأعاده للمشاركة في دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ عقدين من الزمن.

لكن تجربة الرياض تبدو مختلفة تماما فالظروف أكثر تعقيدا والأدوات أقل مما كانت عليه في إسبانيا وقد واجه المدرب تحديات كبيرة منذ وصوله تمثلت في تأخر فترة الإعداد للموسم الجديد وتأخر حسم الصفقات بالإضافة إلى تغييرات إدارية متلاحقة أثرت جميعها على استقرار الفريق وانسجامه داخل الملعب.

ودخل الفريق الموسم الجديد وكأنه يخوض مرحلة تحضيرية متأخرة في وقت كانت فيه الأندية المنافسة قد أنهت معسكراتها واستقرت على قوائمها النهائية وهو ما انعكس سلبا على الأداء والنتائج ومع ذلك لا تزال جماهير الشباب تعلق آمالا كبيرة على شخصية المدرب وخبرته في التعامل مع الضغوط لقيادة مرحلة إعادة التأسيس.

وبعيدا عن أرض الملعب يشهد النادي تحولا إداريا وماليا ضخما بعد إتمام صفقة استثمارية كبرى مع إحدى الشركات الرائدة ضمن مشروع الخصخصة الرياضي وهذه الخطوة التي توصف بأنها الأكبر في تاريخ النادي من المتوقع أن توفر دعما ماليا واستراتيجيا واسع النطاق.

وتفتح هذه النقلة النوعية الباب أمام تعزيز قدرات الفريق المستقبلية سواء على مستوى جلب لاعبين مؤثرين أو تطوير البنية التحتية للنادي لكن التحدي الأكبر يكمن في كيفية ترجمة هذا الدعم المالي إلى نجاح ملموس على أرض الواقع وهو ما تنتظره الجماهير بفارغ الصبر.

إن عودة الشباب إلى منصات التتويج التي غاب عنها منذ فوزه بكأس الملك عام 2014 لم تعد مجرد مسألة تاريخ أو اسم فالأمر يتطلب استقرارا إداريا وانضباطا فنيا وإيمانا بالمشروع الحالي الذي يقوده ألجواسيل واستغلال الفرص المتاحة مثل البطولة الخليجية لبناء هوية جديدة للفريق الأبيض العاصمي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *