حارس يوفنتوس وإنتر ميلان يغيب.. ضربة قوية لإندونيسيا قبل مواجهة السعودية

تلقى المنتخب الإندونيسي ضربة موجعة قبل انطلاق مشواره الحاسم في الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2026 حيث تأكد غياب حارسه الأساسي إيميل أوديرو عن المواجهة المرتقبة أمام المنتخب السعودي بسبب إصابة مفاجئة تعرض لها مؤخرا ليضع فريقه في مأزق حقيقي قبل المباراة الافتتاحية الهامة.
يستعد المنتخبان السعودي والإندونيسي لافتتاح منافسات المجموعة الثانية في الملحق الآسيوي المؤهل للمونديال الذي تستضيفه الولايات المتحدة وكندا والمكسيك حيث يلتقيان يوم الأربعاء المقبل على ملعب الإنماء في أولى جولات الملحق. وتضم المجموعة أيضا المنتخب العراقي الذي سيواجهه كلا المنتخبين في وقت لاحق من الشهر.
وقرر الجهاز الفني للمنتخب الإندونيسي استبعاد الحارس إيميل أوديرو من قائمته التي ستواجه السعودية والعراق بعدما تعرض لإصابة خلال عمليات الإحماء قبل مباراة ناديه كريمونيزي ضد كومو يوم السبت الماضي ضمن منافسات الدوري الإيطالي. وهذه الإصابة تجبر المدرب على خوض المواجهتين المصيريتين دون حارسه الأول مما يشكل ضربة قوية لآمال المنتخب.
ولن يكون أوديرو الغائب الوحيد عن صفوف المنتخب الإندونيسي بل سبقه صانع الألعاب الشاب مارسيلينو فردينان البالغ من العمر 21 عاما والذي يعاني من إصابة في أوتار الركبة. وأكد سوماردي سيلاكو مدير المنتخب أن فردينان استبعد من القائمة بسبب هذه الإصابة التي تعرض لها خلال مباراة ودية ضد لبنان الشهر الماضي استعدادا للملحق. ويعد غياب فردينان مؤثرا بشكل خاص لأنه صاحب هدفي الفوز التاريخي لإندونيسيا على السعودية في المرحلة الثالثة من التصفيات.
ويعد أوديرو البالغ من العمر 28 عاما أحد أبرز الأسماء في تشكيلة إندونيسيا الحالية وهو يلعب لنادي كريمونيزي معارا من فريقه الأصلي كومو. وبدأ الحارس مسيرته في قطاع الناشئين بنادي يوفنتوس وتم تصعيده للفريق الأول عام 2015 قبل أن يخوض عدة تجارب على سبيل الإعارة مع فينيزيا وسامبدوريا الذي انتقل إليه بشكل نهائي في 2019. وبعد أربعة مواسم انتقل إلى إنتر ميلان ثم إلى كومو ومنه خرج معارا لعدة أندية. وعلى الصعيد الدولي مثل أوديرو منتخبات إيطاليا للفئات العمرية المختلفة لكنه قرر في يونيو الماضي تمثيل منتخب إندونيسيا وخاض معه 4 مباريات حافظ على نظافة شباكه في ثلاث منها.
ورغم أن التاريخ يميل بوضوح لصالح المنتخب السعودي في مواجهاته المباشرة مع إندونيسيا إلا أن الجمهور السعودي يشعر بالقلق من أن التعثرين الوحيدين أمام هذا المنتخب جاءا في المرحلة الثالثة من تصفيات مونديال 2026 الحالية. فقد تعادل المنتخبان ذهابا 1-1 وخسر الأخضر إيابا 0-2 وهي النتائج التي أفقدت السعودية خمس نقاط ثمينة كانت كفيلة بضمان تأهله المباشر للنهائيات. وعلى مدار تاريخ المواجهات منذ مطلع الألفية التقى الفريقان تسع مرات فاز المنتخب السعودي في سبع منها مقابل تعادل وهزيمة.
ويحمل المنتخب الإندونيسي حلما كبيرا بالوصول إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثانية في تاريخه والأولى منذ 88 عاما حيث كانت مشاركته الوحيدة عام 1938 تحت اسم جزر الهند الشرقية الهولندية. في المقابل يطمح الأخضر السعودي للتأهل للمرة السابعة في تاريخه والثالثة على التوالي بعد مشاركته في نسخ 1994 و1998 و2002 و2006 و2018 و2022 وكان أفضل إنجازاته بلوغ دور الستة عشر في مشاركته الأولى بالولايات المتحدة.
ويعتمد نظام الملحق الآسيوي على تقسيم المنتخبات الستة إلى مجموعتين تضم كل منهما ثلاثة منتخبات. ويتأهل متصدر كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم بينما يلعب صاحبا المركز الثاني مباراة فاصلة لتحديد المنتخب الذي سيخوض الملحق العالمي.
وتعود جذور كرة القدم في إندونيسيا إلى الحقبة الاستعمارية الهولندية في بدايات القرن العشرين حيث انتشرت اللعبة بين السكان المحليين. وشهد عام 1930 تأسيس الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم ليكون من أوائل الاتحادات الوطنية في قارة آسيا. وبعد الاستقلال في 1945 واصل الاتحاد المحلي تنظيم البطولات التي شهدت تطورا تدريجيا وصولا إلى إطلاق الدوري الإندونيسي الممتاز عام 1994 الذي ساهم في رفع مستوى المنافسة. ورغم القاعدة الجماهيرية الكبيرة واجهت الكرة الإندونيسية أزمات إدارية أدت إلى تعليق نشاطها من قبل الفيفا أكثر من مرة بسبب التدخلات الحكومية وهو ما أثر على نتائج المنتخب الوطني. لكن في السنوات الأخيرة بدأت الكرة الإندونيسية تستعيد مكانتها عبر استقطاب لاعبين مجنسين ومدربين أوروبيين مع طموح كبير للعودة للواجهة العالمية.