قطرات عيون ثورية تغنيك عن النظارات لعلاج ضعف البصر مع التقدم بالعمر

في اكتشاف طبي قد يغير حياة الملايين حول العالم كشفت دراسة علمية حديثة عن تطوير قطرات عيون مبتكرة يمكن أن تمثل بديلا فعالا للنظارات الطبية التي يستخدمها الأفراد لعلاج ضعف البصر المرتبط بالتقدم في العمر والمعروف باسم قصر النظر الشيخوخي.
وقد أظهرت النتائج الأولية أن هذا العلاج الجديد قادر على تحسين حدة الإبصار بشكل ملحوظ مما يمنح أملا كبيرا في التخلص من الاعتماد الدائم على نظارات القراءة.
اعتمدت الدراسة في نتائجها على متابعة حالة 766 شخصا يبلغ متوسط أعمارهم الخمسينات وكانوا جميعا يعانون من تدهور تدريجي في القدرة على رؤية الأشياء القريبة بوضوح.
وعلى مدار فترة التجربة استخدم المشاركون القطرات الجديدة بدلا من نظاراتهم المعتادة لممارسة أنشطتهم اليومية التي تتطلب تركيزا بصريا دقيقا.
تعمل هذه القطرات المبتكرة بتركيبة مزدوجة حيث تحتوي على مكونين أساسيين الأول هو البيلوكاربين وهو دواء يساعد على ضبط تركيز بؤبؤ العين طبيعيا لتحسين الرؤية القريبة أما المكون الثاني فهو الديكلوفيناك وهو مضاد التهاب خفيف يساهم في تقليل أي تهيج محتمل ويوفر راحة أكبر للعين بعد استخدام القطرات.
وقد أوصى الباحثون القائمون على الدراسة باستخدام القطرات مرتين يوميا في الصباح وبعد ست ساعات مع إمكانية إضافة جرعة ثالثة خلال اليوم عند الشعور بالحاجة إليها.
ظهر التحسن بشكل سريع ومثير للإعجاب فبعد مرور ساعة واحدة فقط من استخدام الجرعة الأولى لاحظ المشاركون تحسنا كبيرا في قدرتهم البصرية حيث تمكنوا من قراءة سطور إضافية على مخططات فحص النظر لم يتمكنوا من قراءتها سابقا.
وقد تفاوت مستوى التحسن بحسب تركيز الدواء فالتركيز المنخفض سمح للمرضى برؤية سطرين إضافيين بينما مكنهم التركيز الأعلى من قراءة ثلاثة سطور أو أكثر بوضوح.
والأهم من ذلك أن التأثير لم يكن مؤقتا فبعد مرور عام كامل من الاستخدام المنتظم للقطرات حافظ أكثر من 80% من المشاركين على رؤية أفضل دون الحاجة للعودة إلى استخدام نظارات القراءة وهو ما يؤكد فعالية العلاج على المدى الطويل.
ورغم النتائج الإيجابية سجلت الدراسة بعض الآثار الجانبية الطفيفة والمؤقتة حيث شعر حوالي ثلث المشاركين ببعض الخفوت في الرؤية بعد استخدام القطرات بينما أبلغت نسبة قليلة منهم عن شعور بصداع بسيط أو تهيج في العين لكن جميع هذه الأعراض كانت مؤقتة ولم تكن شديدة لدرجة تدفع أيا من المشاركين إلى التوقف عن استكمال العلاج.
وفي هذا السياق أوضحت الدكتورة جيوفانا بينوزي مديرة أحد المراكز البحثية المتقدمة في الأرجنتين أن هذه القطرات تقدم حلا عمليا غير جراحي وسهل الاستخدام يمنح المرضى مرونة أكبر في حياتهم اليومية ويحررهم من الاعتماد المستمر على النظارات.
ومع ذلك يحذر الخبراء من احتمالية ظهور مشكلات أخرى مع الاستخدام طويل الأمد فمادة البيلوكاربين قد تسبب ضعفا في الرؤية الليلية أو في حالات نادرة قد تؤثر على شبكية العين كما أن الاستخدام المطول لمادة الديكلوفيناك قد يؤثر سلبا على سطح العين.
ولهذه الأسباب يشدد المختصون على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات الموسعة لتقييم سلامة وفعالية هذه القطرات على المدى البعيد قبل أن يتم اعتمادها كبديل علاجي شائع ومتاح للجميع.