السعودية أكبر الرابحين بعد سقوط العراق المفاجئ أمام إندونيسيا قبل الملحق

يستعد المنتخب السعودي لخوض مواجهات حاسمة ضمن الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2026 حيث يواجه تحديات كبرى في سبيل تأمين بطاقة العبور. تقام هذه المنافسات في مدينة جدة وسط ترقب جماهيري كبير بينما تتوالى الأنباء عن ضربات موجعة تعرض لها خصماه منتخبا العراق وإندونيسيا مما قد يغير شكل المنافسة.
تستضيف مدينة جدة السعودية فعاليات هذا الملحق المصيري في الفترة الممتدة من الثامن وحتى الرابع عشر من أكتوبر الجاري. وقد تم تقسيم المنتخبات الستة المتأهلة إلى مجموعتين تضم كل منهما ثلاثة منتخبات يتأهل صاحب المركز الأول من كل مجموعة مباشرة إلى المونديال بينما يلعب صاحبا المركز الثاني مباراة فاصلة لتحديد المتأهل الخامس الذي سيخوض الملحق العالمي.
يستهل المنتخب السعودي المعروف بلقب الأخضر مشواره بملاقاة منتخب إندونيسيا مساء الأربعاء المقبل في افتتاح مباريات المجموعة الثانية على ملعب الإنماء بجدة. وبعد ذلك سيخوض مباراته الثانية والأهم أمام نظيره العراقي في الرابع عشر من الشهر نفسه وهي المواجهة التي قد تكون حاسمة في تحديد هوية المتأهل.
وفي المقابل تبدو حظوظ منتخب إندونيسيا متأثرة بشدة قبل بدء المنافسات إذ يعاني من سلسلة غيابات قوية في صفوفه قد تؤثر على مسيرته. ويأتي على رأس الغائبين حارس المرمى إيميل أوديرو الذي تعرض لإصابة في الدوري الإيطالي مع فريقه كريمونيزي خلال عمليات الإحماء قبل مباراة كومو يوم السبت الماضي وهو ما دفع المدرب الهولندي باتريك كوليفرت لاستبعاده من القائمة النهائية.
ولم تقتصر مشاكل المنتخب الإندونيسي على حارسه الأساسي بل امتدت لتشمل صانع الألعاب مارسيلينو فردينان الذي يعد من أهم الأوراق الرابحة في الفريق. وقد أكد مدير المنتخب سوماردي سيلاكو أن اللاعب يعاني من إصابة في أوتار الركبة مما يجعله خارج حسابات الجهاز الفني في مواجهتي السعودية والعراق.
أما المنتخب العراقي فقد تلقى صدمة قوية تتعلق بنجمه الأول وهدافه أيمن حسين الذي تعرض لإصابة قد تعصف بمشاركته في الملحق. ورغم أن اللاعب تعرض للإصابة خلال مشاركته الأخيرة مع فريقه إلا أن الجهاز الفني قرر استدعاءه للقائمة على أمل تجهيزه ولكن الشكوك ما زالت تحوم حول قدرته على اللعب. غياب أيمن حسين إن حدث سيشكل ضربة موجعة لأسود الرافدين نظرا لما يملكه من إمكانيات بدنية وتهديفية عالية.
ويعتبر أيمن حسين الورقة الأبرز في هجوم المنتخب العراقي لما يمتلكه من مميزات تجمع بين القوة البدنية والقدرة العالية على إنهاء الهجمات والتمركز الذكي داخل منطقة الجزاء. كما يتميز بقدرته الكبيرة على اللعب تحت الضغط واستغلال أنصاف الفرص وتحويلها إلى أهداف. وخلال مسيرته الدولية سجل أيمن 32 هدفا مع منتخب العراق منها أهداف حاسمة في التصفيات السابقة وبطولة كأس الخليج الأخيرة وعلى مستوى الأندية أنهى الموسم الماضي هدافا للدوري العراقي برصيد 27 هدفا مما يعكس قيمته الفنية الكبيرة.
بالنسبة للمنتخب السعودي فإن الملحق لا يمثل مجرد فرصة للعودة إلى المونديال بل هو محطة رئيسية لاستعادة هيبته التي تأثرت في الفترات الأخيرة. يسعى الأخضر لإثبات جدارته قاريا والرد على المشككين في قدرته على المنافسة في المحافل الكبرى بعد سلسلة من التعثرات في الفترة الأخيرة. وسيحاول رجال المدرب الفرنسي هيرفي رينارد استغلال الغيابات والتراجع الفني للمنتخبين العراقي والإندونيسي من أجل مصالحة جماهيره.
من الناحية الفنية يدخل رينارد الملحق بتشكيلة مدججة بالخبرات والوجوه الشابة حيث يعتمد الأخضر على مزيج من عناصر الخبرة مثل سالم الدوسري ومحمد كنو إلى جانب مجموعة أخرى مميزة مثل سعودي عبدالحميد. هذا الخليط يمنح المنتخب مرونة تكتيكية بين اللعب بالضغط العالي أو التراجع المنظم أمام المنافسين وهو ما سيحتاجه الفريق للتعامل مع ظروف كل مباراة.
لا يختلف اثنان على أن جماهير جدة دائما ما تلعب دور اللاعب رقم 12 للمنتخب السعودي. أجواء مدينة البحر الأحمر اعتادت أن تشهد مواقف تاريخية للأخضر والجماهير هناك تضفي حماسا استثنائيا على كل مباراة. وفي الملحق الآسيوي ينتظر أن تكون المدرجات ممتلئة عن آخرها لتتحول الهتافات والدعم المتواصل إلى وقود معنوي يرفع من تركيز اللاعبين ويمنحهم أفضلية واضحة على خصومهم إندونيسيا والعراق.