جيسوس وعصاه السحرية.. بصمات فنية سريعة ترسم ملامح انتصار هلالي جديد

جيسوس وعصاه السحرية.. بصمات فنية سريعة ترسم ملامح انتصار هلالي جديد
جيسوس وعصاه السحرية.. بصمات فنية سريعة ترسم ملامح انتصار هلالي جديد

نجح المدرب البرتغالي خورخي خيسوس في إعادة تشكيل هوية فريق النصر بالكامل خلال فترة وجيزة لم تتجاوز ثلاثة أشهر حيث قلب موازين الفريق الذي كان يعاني من التشتت وفقدان الشخصية ليحوله إلى قوة ضاربة تقف بشموخ وتفرض أسلوبها بثقة وكأنه ولد من جديد.

قبل وصول خيسوس كان العالمي يعيش فترة من المعاناة الحقيقية فالفريق الذي اعتاد المنافسة بقوة بدا وكأنه فقد شخصيته داخل الملعب وغابت عنه الروح القتالية كما تكررت الأخطاء الدفاعية بصورة كارثية جعلت اختراق الخطوط الخلفية وتسجيل الأهداف مهمة سهلة على الخصوم. لم تقتصر الأزمة على الدفاع فقط بل امتدت لتشمل خط الوسط الذي افتقد الانسجام والتنظيم وفقد القدرة على الربط بين الخطوط وتسيير اللعب بينما ظهر الهجوم باهتا رغم امتلاك الفريق أسماء لامعة على المستوى الفردي حيث غابت المنظومة الجماعية وحل محلها الاعتماد على الاجتهادات الفردية.

مع تزايد الضغط الجماهيري والإعلامي بسبب النتائج المخيبة وسوء الاستقرار الإداري الذي أبعد الفريق عن منصات التتويج أصبح النصر في حاجة ماسة إلى تدخل عاجل يعيد له التوازن وهو ما تحقق بوصول المدرب البرتغالي. ومنذ اللحظة الأولى لوصوله تعامل خيسوس مع الموقف بحزم وهدوء وكانت أولى خطواته هي إعادة الانضباط إلى غرفة الملابس بفرض قواعد صارمة تتعلق بالالتزام والحضور وحتى أسلوب حياة اللاعبين خارج الملعب لإعادة التركيز الذهني قبل أي شيء آخر.

على الصعيد التكتيكي ركز المدرب على معالجة الثغرات الدفاعية التي كانت أبرز أزمات الفريق فعمل على تقليل المساحات بين الخطوط ومنح تعليمات واضحة للمدافعين في كيفية التمركز والتعامل مع الكرات العرضية. كما أعاد توزيع الأدوار في خط الوسط ليمنح الفريق توازنا أكبر بين الواجبات الدفاعية والهجومية بينما اعتمد هجوميا على تنويع طرق بناء اللعب والاستفادة من سرعة التحولات والأطراف مع منح النجوم حرية أكبر في الثلث الأخير من الملعب داخل منظومة منضبطة تحول الفرص إلى أهداف.

هذا التحول لم يكن مقصورا على الجانب الفني فقط بل شمل شخصية الفريق الذي بدا أكثر قوة وصلابة وقد أكد خيسوس في تصريحات سابقة أن النصر في السنوات الماضية كان يخسر نقاطا أمام أندية من وسط الجدول أو مهددة بالهبوط لكن هذا الأمر لن يحدث معه. وبالفعل ترجم الفريق هذه الكلمات إلى واقع ملموس حيث لم يعد يتهاون في المواجهات التي تبدو سهلة على الورق بل خاضها بالجدية ذاتها التي يخوض بها المباريات الكبرى ليكتسب صفة البطل الذي لا يفرط في النقاط السهلة وهو العامل الأهم لأي فريق يطمح لحصد البطولات.

منذ قدوم خيسوس تحول النصر إلى آلة انتصارات لا تعرف التوقف إذ حقق سبعة انتصارات متتالية في مختلف البطولات خلال 81 يوما فقط منها أربعة في دوري روشن بالعلامة الكاملة على حساب التعاون والخلود والرياض والاتحاد ليعتلي الصدارة برصيد 12 نقطة. وقاريا حسم مواجهتي استقلال دوشنبه الطاجيكي والزوراء العراقي متصدرا مجموعته في دوري أبطال آسيا كما عبر جدة بسهولة في كأس الملك ليبلغ ثمن النهائي حيث ينتظره الاتحاد من جديد ومع حصيلة تهديفية بلغت 25 هدفا مقابل هدف وحيد في مرماه فرض الفريق نفسه كقوة هجومية ضاربة ودفاع منيع.

ويعد خيسوس من أبرز المدربين البرتغاليين في العقدين الأخيرين حيث اشتهر بأسلوبه الهجومي وانضباطه التكتيكي وقد عرف عنه قدرته على تطوير اللاعبين وفرض النظام مما جعله خيارا بارزا في عالم كرة القدم. بدأ مسيرته التدريبية مع أندية برتغالية صغيرة قبل أن يتألق مع بنفيكا بين 2009 و2015 حيث حقق ثلاثة ألقاب دوري وبلغ نهائي الدوري الأوروبي مرتين ثم انتقل إلى سبورتنغ لشبونة وخاض تجربة ناجحة مع الهلال السعودي كما درب فلامنغو البرازيلي وحقق ثلاثية تاريخية بينها كأس ليبرتادوريس 2019.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *