الدوري السعودي: التوقف الدولي يرسم خريطة الرابحين والخاسرين قبل عودة المنافسات

الدوري السعودي: التوقف الدولي يرسم خريطة الرابحين والخاسرين قبل عودة المنافسات
الدوري السعودي: التوقف الدولي يرسم خريطة الرابحين والخاسرين قبل عودة المنافسات

تتجه أنظار الأندية السعودية الكبرى نحو فترة التوقف الدولي الحالية في شهر أكتوبر بتقييمات متباينة حيث تأتي هذه العطلة في وقت حاسم من الموسم الكروي الذي شهد انطلاقة متقطعة للعديد من الفرق ما يجعلها فرصة للبعض من أجل إعادة ترتيب الصفوف بينما تشكل للبعض الآخر تحديا للحفاظ على نسق الانتصارات.

يبرز وضع النصر مختلفا عن بقية المنافسين فقد عرف فريق المدرب جورجي جيسوس بداية مثالية للدوري محققا نتائج فاقت التوقعات سواء من حيث الانتصارات المتتالية أو الصلابة الدفاعية اللافتة التي جعلت شباكه تستقبل هدفا وحيدا فقط في المنافسات المحلية كما اقترب الفريق من حسم تأهله للدور الثاني من دوري أبطال آسيا لهذا السبب قد تكون فترة التوقف الحالية غير مفيدة للنصر لأنها تهدد بإيقاف الإيقاع التصاعدي للفريق وكسر سلسلة الانتصارات قبل خوض معارك مرتقبة في الشهر الحالي منها كلاسيكو جديد ضد الاتحاد في كأس الملك.

على الجانب الآخر بدأ الهلال موسمه الجديد في الدوري السعودي بقوة مؤكدا أنه أحد أبرز المرشحين للقب واستفاد الفريق من استقراره الإداري وصفقاته الكبيرة وعلى رأسها استمرار أسماء لامعة بجانب التعاقد مع المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي القادم من إنتر ميلان والذي منح الفريق أسلوبا أكثر توازنا بين الانضباط الدفاعي والفعالية الهجومية وظهر الهلال بوجه هجومي مميز مع مرونة تكتيكية واضحة بين خطتي 3-5-2 و4-3-3 ورغم بعض الغيابات المؤثرة بداعي الإصابة لم يتأثر الفريق بشكل كبير وواصل حصد النقاط ولهذا خرجت الجماهير الهلالية راضية عن البداية مع تفاؤل بأن المدرب إنزاجي سيقود الفريق لاستعادة لقب الدوري وتعزيز حظوظه في البطولات القارية والعالمية المقبلة وقد لا يكون التوقف مفيدا لكنه لن يضر الفريق بل قد يساعد في استعادة بعض لاعبيه المصابين مثل مالكوم.

لم يكن مشوار أهلي جدة في انطلاقة الموسم الحالي خاليا من التذبذب رغم الطموحات الكبيرة التي رافقت الفريق بعد عودته القوية الموسم الماضي وإبرامه تعاقدات بارزة مع لاعبين ذوي خبرة أوروبية وقدم الأهلي عروضا متفاوتة بين مباريات أظهر فيها شخصية هجومية قوية بفضل أسماء مثل رياض محرز وإيفان توني وأخرى افتقد خلالها للتنظيم الدفاعي والتركيز ما كلفه فقدان نقاط مهمة أمام منافسين مباشرين وعلى الرغم من امتلاكه قوة هجومية لافتة عانى الفريق من غياب التوازن بين الخطوط وظهرت مشكلات في وسط الملعب والارتداد الدفاعي السريع وأبدت الجماهير قلقها من إهدار النقاط المبكرة في ظل منافسة قوية من الهلال والاتحاد والنصر وتأمل أن يسهم الوقت في زيادة الانسجام لتجاوز آثار الخسارة المؤلمة أمام بيراميدز المصري والخروج المبكر من بطولة إنتركونتيننتال.

دخل الاتحاد الموسم الحالي وهو يحمل لقب الدوري وسط توقعات جماهيرية عالية لكن النتائج جاءت دون المأمول في الأسابيع الأولى وبدا الفريق بعيدا عن مستواه الذي قاده للتتويج الموسم الماضي إذ فقد كثيرا من صلابته الدفاعية وتوازنه الهجومي وتعود الأسباب إلى عدة عوامل أبرزها عدم قدرة المدرب لوران بلان على فرض أسلوب واضح منذ توليه المهمة حيث ظهر الاتحاد تائها بين الرغبة في الاستحواذ والاعتماد على الكرات المباشرة مع غياب الفعالية أمام المرمى وزادت الإصابات المتكررة لبعض العناصر المؤثرة مثل كريم بنزيما وتراجع مستوى خط الوسط من صعوبة مهمة الفريق وعلى المستوى الدفاعي عانى الاتحاد من أخطاء فردية متكررة وضعف في التغطية على الأطراف وهو ما كلفه استقبال أهداف حاسمة في مباريات كان يمكن الخروج منها بنتائج أفضل وأدت النتائج المتذبذبة إلى إقالة المدرب الفرنسي لوران بلان ما يجعل العطلة الدولية فرصة لالتقاط الأنفاس حيث تزداد مكاسبها لو نجحت الإدارة سريعا في حسم ملف المدرب الجديد.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *