الشباب السعودي في عهد جديد.. صفقة تاريخية تضعه رسمياً بين الكبار

في خطوة استثمارية وصفت بالتاريخية في المشهد الرياضي السعودي أنجز ناديا الشباب والرياض صفقة بيع كامل حصصهما الإدارية والمالية لشركات كبرى وذلك بعد جولة من المفاوضات السرية التي امتدت لأسابيع قبل الوصول إلى اتفاق نهائي حول كافة تفاصيل الصفقة.
من المتوقع الكشف الرسمي عن تفاصيل هذه الخطوة خلال الأيام القادمة فور الانتهاء من الإجراءات النظامية المتبقية وتأتي هذه الصفقة ضمن الجهود الرامية لتحقيق الأهداف الأساسية لمشروع الاستثمار والتخصيص للأندية السعودية الذي يهدف إلى تهيئة بيئة استثمارية رياضية جاذبة.
كانت وزارة الرياضة السعودية قد أعلنت في يوليو 2024 عن انطلاق المرحلة الثانية من المسار الثاني لمشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية بالتنسيق مع المركز الوطني للتخصيص وجاء ذلك بناء على قرار مجلس الوزراء الصادر في الثاني من يوليو 2024 بالموافقة على وثيقة مشروع تخصيص أربعة عشر ناديا رياضيا من مختلف الدرجات.
هذا المشروع الذي أطلقه ولي العهد يستهدف تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة في تنمية القطاع الرياضي بما يعود بالنفع على المنتخبات والأندية والممارسين للرياضة في كافة الألعاب.
تشمل هذه المرحلة طرح ستة أندية رياضية أمام المستثمرين المحليين والدوليين وهي الزلفي والنهضة والأخدود والأنصار والعروبة والخلود ويتاح للمستثمرين الراغبين في المنافسة على هذه الأندية الوصول إلى الاشتراطات والمعلومات اللازمة للتقديم على أن يتم لاحقا استكمال طرح بقية الأندية الثمانية وهي الشعلة وهجر والنجمة والرياض والروضة وجدة والترجي والساحل.
وكانت وزارة الرياضة قد استهلت المرحلة الأولى من مشروع التخصيص في يونيو 2023 بتحويل سبعة أندية إلى شركات رياضية من ضمنها أربعة أندية كبرى تم تحويلها إلى شركات مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة وهي الاتحاد والأهلي والنصر والهلال.
هذه الخطوة الاستثمارية يتوقع أن تفتح الباب أمام نقلة نوعية في البنية الإدارية والمالية لناديي الشباب والرياض وتنبئ التوقعات بأن الصفقة ستنعكس بشكل مباشر على فرق كرة القدم من خلال تدعيمها بأسماء كبيرة في سوق الانتقالات المقبلة.
يعد الشباب أحد أقدم أندية العاصمة الرياض ويمتلك في خزينته 43 بطولة بحسب بيان مشروع توثيق بطولات الأندية السعودية ليحتل المركز الخامس في قائمة الأندية الأكثر تتويجا بالبطولات في تاريخ المملكة.
رغم هذا التاريخ الطويل يعاني نادي الشباب من أزمة مالية طاحنة أبعدته عن المنافسة على لقب دوري روشن طوال السنوات الماضية كما فشل النادي العاصمي في إبرام صفقات قوية بمستوى الرباعي الكبير الأهلي والاتحاد والهلال والنصر فيما اضطرت وزارة الرياضة لدعمه بمبلغ 130 مليون ريال لتعزيز موقفه المالي ومساعدته على تجاوز التحديات القائمة وتمكينه من تسيير أعماله الإدارية والفنية بكفاءة.
بدأ الشباب الموسم الجديد بهزيمة ثقيلة أمام الخليج بأربعة أهداف مقابل هدف على ملعبه ووسط جماهيره في الجولة الأولى من دوري روشن السعودي للمحترفين لكن النادي النموذجي تمكن من تجاوز تلك الكبوة وحقق انتصارا صعبا على الحزم بهدف نظيف في الجولة الثانية.
غير أن الشباب عاد لنتائجه المتذبذبة من جديد فتعادل مع الفيحاء في الجولة الثالثة دون أهداف ثم سقط مجددا بالخسارة أمام الخلود بهدفين مقابل هدف في الجولة الرابعة ليتوقف رصيده عند أربع نقاط محتلا المركز الثاني عشر في جدول ترتيب الدوري السعودي.
وعلى مستوى بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين عبر الشباب إلى الدور ثمن النهائي على حساب أبها بركلات الترجيح في مباراة شهدت إثارة كبيرة سواء على المستوى الفني أو التحكيمي.
تنتظر الشباب مواجهات قوية خلال شهر أكتوبر الجاري حيث سيخوض الليوث مباراة من العيار الثقيل أمام الأهلي يوم 17 أكتوبر على ملعب الإنماء بجدة قبل أن يستضيف ضمك يوم 25 ثم يلتقي جاره العاصمي الهلال يوم 30 من الشهر ذاته.
وفي السياق نفسه سيخوض الشباب مباراة في متناول اليد أمام فريق الزلفي بدور الـ16 من بطولة كأس الملك أحد يومي 27 أو 28 أكتوبر حيث يسعى الليوث للمنافسة على اللقب الغائب عنهم منذ عام 2014.