مجلس السلام بغزة.. هل يصبح جسر ترامب نحو جائزة نوبل للسلام

مجلس السلام بغزة.. هل يصبح جسر ترامب نحو جائزة نوبل للسلام
مجلس السلام بغزة.. هل يصبح جسر ترامب نحو جائزة نوبل للسلام

كشفت تقارير صحفية عن تفاصيل خطة طموحة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهدف إلى تحقيق السلام في قطاع غزة وسط تطلعاته للحصول على جائزة نوبل للسلام وقد أثارت هذه الخطة جدلا واسعا إذ يرى منتقدون أنها قد تكون مجرد ذريعة لتبرير استمرار العمليات العسكرية في القطاع.

في واشنطن تتفاقم أزمة مالية حادة حيث تواجه الولايات المتحدة إغلاقا حكوميا بعد أن اتبع الديمقراطيون التقدميون استراتيجية سياسية غير متوقعة رفضوا من خلالها أي حلول مؤقتة لإبقاء الحكومة عاملة مما وضعهم في موقف مشابه لمناورات كتلة الحرية المحافظة التي لطالما انتقدوها في السابق.

طرح ترامب رؤيته للسلام في غزة ضمن مبادرة تتكون من عشرين نقطة ووصفها البعض بأنها تشبه في ضخامتها بناء ناطحة سحاب فاخرة حيث يسعى من خلالها لترك بصمة تاريخية في المنطقة ووفقا للمقترح أعلن ترامب عن تأسيس كيان جديد أطلق عليه اسم مجلس السلام وعين نفسه رئيسا له في خطوة غير مسبوقة لرئيس أمريكي حالي مؤكدا استعداده للقيام بعمل كبير ومهم للغاية لإنجاز المهمة.

في غضون ذلك وفي عرض للبحر ينطلق أسطول الصمود العالمي في رحلة محفوفة بالمخاطر نحو قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار المفروض عليه وتشارك في هذه القافلة البحرية الناشطة ناويس دولان التي وصفت مهمتها بأنها رسالة تضامن إنساني مع الفلسطينيين وأمل في إيصال المساعدات الضرورية رغم أن احتمالات الوصول إلى وجهتهم تبقى غير مؤكدة.

تتحدث بعض التحليلات عن أن سعي ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام يبدو احتمالا بعيد المنال خاصة أن الخطة قد تكون مجرد مناورة سياسية بالتنسيق مع بنيامين نتنياهو ففي حال رفضت حركة حماس المقترح فإن ذلك سيمنح إسرائيل دعما أمريكيا كاملا لاستكمال عمليتها العسكرية في غزة وربما تدمير الكيان الفلسطيني بأكمله.

أوضحت دولان أن قاربها الذي كان يعرف سابقا باسم الغول تم تغيير اسمه إلى ميلاد تكريما لوليد دقة السياسي والكاتب الفلسطيني الذي توفي في سجون إسرائيل بعد فترة اعتقال طويلة وأشارت إلى أن الاسم الجديد رُسم باللون الأخضر على جانب القارب كرمز للأمل والحياة الجديدة قبل انطلاق رحلتهم مباشرة.

تعتبر خطة ترامب من وجهة نظر تاريخية مبادرة ذات حجم استثنائي لم يجرؤ أي رئيس أمريكي سابق على إطلاقها بما في ذلك جيمي كارتر أو بيل كلينتون خاصة في ظل الظروف الحالية غير المواتية ولتحقيق ذلك شكل ترامب تحالفا واسعا من دول وشخصيات من بينها توني بلير الذي يرى البعض أن خبرته في صراعات المنطقة قد تكون من النوع الخاطئ.

تحمل سفن الأسطول على متنها مساعدات إنسانية عاجلة تشمل أدوية وحليب أطفال وأطرافا صناعية للمصابين الذين فقدوا أطرافهم بسبب القصف الإسرائيلي والهدف من الرحلة لا يقتصر على تسليم المساعدات فقط بل يمتد للضغط على الحكومات الغربية مثل فرنسا والدنمارك وأيرلندا لوقف تسليح إسرائيل وتمويلها لأنها بذلك تشارك في الإبادة الجماعية.

في السياق السياسي الأمريكي الداخلي أدى رفض الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لاتفاق تمويل قصير الأمد بقيادة زعيم الأقلية تشارلز شومر إلى بدء الإغلاق الحكومي فعليا في منتصف ليل الثلاثاء حيث أجبرت ردود الفعل السلبية من أعضاء حزبه على التخلي عن الفكرة وأغلق أي منفذ محتمل لتجنب توقف عمل الحكومة.

رغم الانتقادات الموجهة لتوني بلير ووصف أعدائه له بأنه مجرم حرب بسبب دوره في حرب العراق غير الشرعية إلا أنه يؤكد أنه لن يعتذر أبدا عن تخليص العالم من صدام حسين وأن هذا الأمر لن يعيق عمله كوسيط سلام حالي بصفته مبعوثا للأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا في الشرق الأوسط.

من المتوقع أن تستغرق رحلة الأسطول إلى غزة ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حسب الظروف الجوية والمشاركون مستعدون لسيناريوهات مختلفة قد لا تشمل الوصول الآمن إلى وجهتهم لكنهم يأملون من خلال تسليط الضوء على الجرائم الإسرائيلية والضغط على حكوماتهم أن يحققوا بعض النجاح في مهمتهم.

يرى محللون أنه بالرغم من ضرورة عدم استباق الأحداث فإن الوضع السياسي الداخلي في إسرائيل وتراجع شعبية نتنياهو قد يساهمان بشكل غير مباشر في إنجاح خطة ترامب كما أن مصر والأردن قد تضطران إلى مراجعة معاهدات السلام الراسخة مع إسرائيل إذا استمر القتال في غزة مما يضيف عنصرا جديدا من الضغط.

يمنح الإغلاق الحكومي الرئيس ترامب ومدير مكتب الميزانية راسل فوغت سلطات استثنائية لتحديد الأجهزة التي ستتوقف عن العمل والنفقات التي ستعطى الأولوية وحتى الموظفين الذين سيتم فصلهم مؤقتا وهذا الوضع يمنح الإدارة ورقة ضغط قوية على الديمقراطيين الذين سيواجهون على الأرجح ضغوطا من حلفائهم في نقابات عمال الحكومة.

في النهاية يرى مراقبون أن تكتيكات كتلة الحرية التي تبناها الجمهوريون مثل افتعال الأزمات والإغلاق الحكومي لم تحقق أهدافها في الماضي ولذلك فمن المرجح أن الديمقراطيين إذا حاولوا تقليدها فلن ينجحوا هم أيضا بل سيقعون في فخ سياسي سينتهي بندمهم على اتخاذ هذه الخطوة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *