اعتراض أسطول الصمود العالمي.. القصة الكاملة وتفاصيل أخطر الساعات الأخيرة

اعترضت البحرية الإسرائيلية مساء الأربعاء أسطول الصمود العالمي الذي كان متجها إلى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار المفروض عليه وذلك على بعد عشرات الأميال البحرية من شواطئ القطاع. وأسفرت العملية عن سيطرة القوات الإسرائيلية على معظم سفن الأسطول واحتجاز مئات النشطاء الدوليين الذين كانوا على متنها بينهم شخصيات برلمانية وحقوقية.
أكدت هيئة البث العبرية نقلا عن مراسلها العسكري أن الجيش الإسرائيلي سيطر على أكثر من 40 قاربًا تابعا للأسطول حتى الآن بينما تشير بيانات أخرى إلى أن عدد السفن التي تم اعتراضها يبلغ 31 سفينة من أصل 44. ووصلت إحدى السفن وتدعى ميكينو إلى أقرب نقطة من القطاع حيث باتت على بعد تسعة أميال فقط قبل اعتراضها. وخلال عمليات السيطرة احتجزت القوات الإسرائيلية الناشطة السويدية جريتا ثونبرج مع نشطاء آخرين كانوا على متن سفن المساعدات.
من جهتهم وصف منظمو الأسطول عملية الاعتراض الإسرائيلية بأنها هجوم غير قانوني وعدواني على عاملين في المجال الإنساني. وأفادوا في بيان بأن القوات الإسرائيلية اعترضت السفن الأولى على بعد 70 ميلا بحريا من شاطئ غزة مؤكدين أن إحدى سفنهم تعرضت لصدمة متعمدة بينما تم استهداف سفينتين أخريين بخراطيم المياه العادمة دون تسجيل إصابات بين النشطاء. وطالب الأسطول الحكومات والمؤسسات الدولية بالتحرك لضمان سلامة النشطاء والإفراج الفوري عنهم واصفين الهجوم الإسرائيلي بأنه غير قانوني ويستهدف عمال إغاثة غير مسلحين.
في المقابل أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن عملية اعتراض السفن تمت بأمان وأن النشطاء سيُنقلون إلى إسرائيل تمهيدا لبدء إجراءات ترحيلهم إلى أوروبا. ونشرت الوزارة مقطع فيديو يظهر الناشطة السويدية جريتا ثونبرج وهي جالسة على الأرض ومحاطة بالجنود مع تعليق يؤكد أنها ورفاقها آمنون وبصحة جيدة. واتهمت إسرائيل النشطاء بأنهم غير مهتمين بتقديم المساعدات بل بالاستفزاز وأن الغرض الوحيد لأسطول الصمود هو إثارة الأجواء.
انطلق الأسطول يوم 31 أغسطس الماضي من مدينة برشلونة الإسبانية ويضم 44 قاربًا مدنيًا على متنها أكثر من 500 ناشط من عشرات الدول بينهم برلمانيون من إيطاليا وإسبانيا وحقوقيون. وتهدف هذه المبادرة إلى كسر الحصار وتوصيل مساعدات رمزية من الغذاء والدواء إلى غزة خاصة بعد الإعلان رسميًا في أغسطس الماضي عن انتشار المجاعة في أجزاء واسعة من القطاع.
أثارت عملية الاعتراض ردود فعل دولية واسعة حيث خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في عدة دول منها تركيا وإيطاليا وإسبانيا والأرجنتين واليونان وتونس تنديدا بالخطوة الإسرائيلية. وفي إيطاليا دعا أكبر اتحاد عمالي في البلاد إلى إضراب عام يوم الجمعة المقبل احتجاجا على مهاجمة أسطول المساعدات كما شهدت مدن روما وبيزا وفلورنسا وتورينو مظاهرات حاشدة.
على الصعيد الرسمي كانت ردود الفعل حادة إذ وصف الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو الهجوم بأنه جريمة دولية جديدة ارتكبها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو معلنا إلغاء اتفاقية التجارة مع إسرائيل وطرد بعثتها الدبلوماسية. كما وصفت وزارة الخارجية التركية العملية بأنها عمل إرهابي فيما وصفتها حركة حماس بالاعتداء الغادر والقرصنة.
طالب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الحكومة الإسرائيلية بضمان سلامة المشاركين في الأسطول بينما أكد نظيره الإيطالي أنطونيو تاجاني على ضرورة إنهاء الأمر دون وقوع أضرار مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية أمرت جيشها بعدم استخدام العنف. وفي مدريد استدعت إسبانيا القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية ووصفت وزيرة الصحة الإسبانية مونيكا جارسيا الحادث بأنه دليل آخر على وحشية إسرائيل مطالبة بمحاسبة نتنياهو وحكومته وداعية إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين ووقف الإبادة الجماعية في غزة.