سوبر ثيو يبهر جماهير الهلال بأداء أسطوري ويصل إلى مستوى جديد كلياً

سوبر ثيو يبهر جماهير الهلال بأداء أسطوري ويصل إلى مستوى جديد كلياً
سوبر ثيو يبهر جماهير الهلال بأداء أسطوري ويصل إلى مستوى جديد كلياً

أثبت الظهير الأيسر الفرنسي تيو هيرنانديز منذ انضمامه إلى صفوف الهلال السعودي أنه صفقة استثنائية بكل المقاييس حيث قدم اللاعب مستويات مبهرة فاقت كل التوقعات ونجح في فرض نفسه كأحد أهم الأسلحة الهجومية في الفريق ليصبح حديث الشارع الرياضي في السعودية وآسيا.

لم يعد دور الظهير في كرة القدم الحديثة يقتصر على الواجبات الدفاعية فقط بل أصبح لاعبا محوريا في بناء الهجمات والمساهمة في تسجيل الأهداف وأصبحت الأرقام التهديفية للأظهرة تنافس ما يقدمه صناع اللعب والأجنحة نظرا للتكتيكات الهجومية التي يعتمدها المدربون والتي تمنح الظهير حرية التقدم وصناعة الفارق في الثلث الأخير من الملعب.

منذ انتقاله إلى الهلال قادما من ميلان الإيطالي في صفقة بلغت قيمتها 25 مليون يورو دخل هيرنانديز سريعا في قلوب الجماهير وأظهر انسجاما تاما مع الأجواء في الدوري السعودي اللاعب الذي قضى سنوات ناجحة مع الروسونيري مسجلا 34 هدفا وصانعا 41 آخر في 262 مباراة لم يحتج وقتا طويلا ليثبت أنه صفقة من العيار الثقيل.

تؤكد الأرقام أن هيرنانديز لم يأت ليكون مجرد مدافع إضافي بل جناح هجومي صريح ينطلق من الخلف حيث شارك في ست مباريات بمختلف البطولات سجل خلالها ثلاثة أهداف في 688 دقيقة لعب بمعدل هدف كل مباراتين تقريبا وهو رقم لافت للغاية بالنظر إلى مركزه كظهير أيسر.

ويعتبر تألق البرازيلي رينان لودي في الموسم الماضي مع الهلال في صناعة الأهداف والتقدم الهجومي أمرا جيدا لكن ما قدمه تيو هيرنانديز يمثل مستوى آخر من الفاعلية فقد جمع بين الثقة الكبيرة في التوغل داخل مناطق المنافسين والقدرة على التسجيل بأسلوب يماثل كبار المهاجمين.

ولعل أبرز مثال على قدراته هو هدفه الرائع في شباك ناساف الأوزبكي الذي أظهر فيه مهارة فردية عالية في الاختراق ثم إنهاء الهجمة بطريقة مميزة لا تخطر على بال معظم المدافعين وهو ما يؤكد على الجودة العالية التي يمتلكها اللاعب.

يتمتع اللاعب بتقييمات أداء مرتفعة باستمرار فنادرا ما يقل تقييمه عن 7 درجات في المباراة الواحدة بل يصل إلى 8 في بعض الأحيان وكان أقل تقييم حصل عليه هو 6.3 في مباراة انتهت بالتعادل 2-2 أمام القادسية وهي المباراة التي لم يخسرها الهلال أيضا.

في المواجهة التي فاز بها الهلال بنتيجة 3-1 على الأخدود وسجل فيها هيرنانديز هدفا وصلت نسبة دقة تمريراته إلى 98 بالمئة وهو رقم مذهل يعكس مدى إتقانه وقدرته على الحفاظ على الكرة تحت الضغط ويشير إلى أنه من النادر أن تخرج الكرة من قدمه بشكل خاطئ.

لا تقتصر إسهامات اللاعب على الأهداف فقط فقد بلغت دقة تمريراته بشكل عام حوالي 89 بالمئة وهو ما يبرز فاعليته في الاستحواذ والمساهمة في بناء اللعب من الخلف كما قام بثماني محاولات تسديد جاءت ثلاث منها بين القائمين والعارضة مما يبرز شجاعته الهجومية واندفاعه المستمر نحو مرمى المنافسين.

تمنح انطلاقات هيرنانديز من الخلف فريقه خيارا إضافيا مهما في تنويع أسلوب اللعب كما أن سرعته في التحول من الحالة الدفاعية إلى الهجومية تربك دفاعات الخصوم وتخلق مساحات لزملائه المهاجمين ورغم غياب التمريرات الحاسمة عنه حتى الآن فإن حضوره الهجومي الدائم يترجم في صورة فرص أكثر للفريق.

لكن الوجه الآخر لاندفاعه الهجومي المتكرر هو المساحات التي قد يتركها خلفه وهذا الأمر يحتاج إلى توازن خاصة في المباريات الكبرى أمام منافسين يجيدون استغلال الهجمات المرتدة ومع ذلك فإن قدرته على الضغط والافتكاك السريع للكرة تجعل الخسائر المترتبة على تقدمه أقل خطورة مقارنة بغيره من الأظهرة.

من الناحية الذهنية أظهر اللاعب تأقلما سريعا وانسجم مع زملائه وبدا وكأنه يلعب في الفريق منذ سنوات حيث ظهر بثقة عالية وشخصية قيادية كما أن خبراته الأوروبية الكبيرة تضيف قيمة فنية ومعنوية للهلال في المنافسات المحلية والقارية.

أبدت جماهير الهلال إعجابها الشديد بالبداية القوية لهيرنانديز واعتبرته الصفقة الأكثر تأثيرا في سوق الانتقالات الصيفية الأخيرة ويعكس تفاعل المشجعين على مواقع التواصل الاجتماعي ثقتهم في قدرته على أن يكون أحد أبرز اللاعبين في الدوري السعودي بل إن البعض قارنه بأساطير عالمية لعبت في نفس المركز معتبرين أن الهلال يمتلك الآن ظهيرا أيسر من طراز عالمي قادر على رفع سقف الطموحات.

يقدم تيو هيرنانديز بداية قوية مع الزعيم وأرقامه تدل على فاعلية هجومية كبيرة ودقة عالية في الأداء لكن التحدي الأكبر أمامه سيكون الحفاظ على ذات النسق البدني والفني طوال الموسم مع تحسين بعض الجوانب الدفاعية ليصبح أحد أعمدة الفريق الأساسية في رحلته نحو المنافسة على لقبي الدوري السعودي ودوري أبطال آسيا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *