اتحاد جدة أمام جدول ناري في أكتوبر.. مواجهتا كلاسيكو وصدام آسيوي حاسم

يواجه نادي اتحاد جدة شهرا حاسما ومصيريا قد يحدد ملامح موسمه الكروي بالكامل حيث يخوض الفريق سلسلة من المواجهات الصعبة في مختلف البطولات المحلية والقارية يأتي هذا في ظل تراجع نتائجه وبدايته المتعثرة التي أحبطت جماهيره الباحثة عن ردة فعل قوية من بطل الثنائية المحلية في الموسم الماضي.
قد تمثل فترة التوقف الدولي الحالية في شهر أكتوبر فرصة ثمينة لإدارة النادي من أجل التقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الأوراق لاسيما أن الفريق ما زال يبحث عن مدير فني جديد يتولى المسؤولية خلفا للمدرب الفرنسي لوران بلان الذي تمت إقالته مؤخرا عقب الخسارة أمام النصر في كلاسيكو الجولة الرابعة من دوري روشن.
تبدأ اختبارات الاتحاد الحقيقية بمواجهة تبدو نظريا في المتناول أمام الفيحاء في السابع عشر من أكتوبر ضمن منافسات الجولة الخامسة من الدوري لكن الفريق البرتقالي لن يكون صيدا سهلا خاصة بعد أن استعاد توازنه بفوز ثمين على الفتح في الجولة الماضية وسيسعى بكل قوة لتفادي المعاناة التي عاشها الموسم الماضي للهروب من شبح الهبوط.
بعد ذلك بثلاثة أيام فقط سيشد الفريق الرحال خارج المملكة لمواجهة الشرطة العراقي في العشرين من أكتوبر ضمن الجولة الثالثة من دور المجموعات لدوري أبطال آسيا وهي مباراة لا تقبل أنصاف الحلول بالنسبة للعميد الذي يتطلع لتحقيق انتصاره القاري الأول لإنعاش حظوظه في التأهل بعد تعرضه لخسارتين مفاجئتين في أول جولتين.
تعود جذور الأزمة الحالية إلى البداية المخيبة للآمال في دوري أبطال آسيا حيث تلقى الفريق هزيمتين متتاليتين أمام الوحدة وشباب الأهلي الإماراتيين مما وضع الفريق في موقف صعب بالمجموعة. في مباراة الوحدة ورغم التفوق الميداني في فترات منها تلقى الفريق خسارة بنتيجة هدفين لهدف بينما جاءت الهزيمة أمام شباب الأهلي بهدف نظيف رغم وجود نجوم كبار مثل بنزيما مما سلط الضوء على أداء دفاعي غير مستقر واعتماد مبالغ فيه على الهجمات المرتدة.
في مواجهة الاتحاد والوحدة زادت الأمور تعقيدا بعد حالة الطرد المبكرة التي تعرض لها اللاعب مهند الشنقيطي إثر مراجعة تقنية الفيديو مما أجبر الفريق على اللعب بعشرة لاعبين لفترة طويلة وهو ما فاقم من الضغط البدني على اللاعبين وأثر على قدرتهم على مجاراة نسق المباراة.
عقب الاختبار الآسيوي يعود الاتحاد ليخوض مواجهة كلاسيكية مزدوجة من العيار الثقيل ستكون الأولى في الرابع والعشرين من أكتوبر عندما يستضيف نظيره الهلال على ملعب الإنماء في الجولة السادسة من دوري روشن ويأمل العميد في مواصلة تفوقه بالكلاسيكو بعد فوزه في الدور الثاني الموسم الماضي لكن الظروف تبدو مختلفة هذه المرة في ظل الأفضلية النسبية للهلال تحت قيادة مدربه سيموني إنزاجي حيث لم يتلق الفريق أي خسارة حتى الآن.
بعد أربعة أيام فقط يتجدد الموعد مع كلاسيكو آخر وهذه المرة أمام الغريم التقليدي النصر في الثامن والعشرين من أكتوبر على ملعب الأول بارك ضمن منافسات دور الستة عشر من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين ووضعت القرعة حامل اللقب في مواجهة صعبة ومبكرة أمام منافس عنيد لم يفق بعد من مرارة خسارته الأخيرة أمامه في الدوري وهي المباراة التي أطاحت بمدربه السابق.
يمثل هذا اللقاء تحديا كبيرا للاتحاد كونه مباراة إقصائية لا مجال فيها للتعويض وسيسعى الفريق للثأر سريعا لكنه يصطدم بفريق النصر الذي ظهر بصورة بدنية أقوى في مواجهتهما الأخيرة ولم يتمكن لاعبو الاتحاد من مقاومة الاندفاع والهجمات المضادة التي شنها منافسهم بشكل فعال.
أظهرت المباريات الماضية أن الاتحاد يعاني من مزيج من المشاكل البدنية والذهنية فقد بدت على الفريق علامات الإرهاق البدني خصوصا عند خوض مباريات قارية بعد مواجهات محلية قوية وهو ما أكدته تصريحات المدرب السابق لوران بلان التي أشار فيها إلى وجود معاناة بدنية لدى اللاعبين.
إلى جانب العامل البدني هناك ضغط ذهني كبير يفرضه الجمهور الذي يتوقع الفوز دائما مما يضع اللاعبين تحت ضغط هائل عند أي تعثر خاصة في مباريات الديربي أو أمام المنافسين المباشرين وتتفاقم هذه الضغوط مع أي أخطاء تكتيكية أو غياب للتركيز خلال المباريات.
سيكون شهر أكتوبر الحالي هو المقياس الحقيقي لقدرة الفريق على استعادة توازنه أو استمرار تراجعه فإما أن ينجح في تجاوز هذه السلسلة من الاختبارات الصعبة بنتائج إيجابية تمنحه دفعة معنوية مطلوبة وإما أن يتعثر ويدخل في دوامة من الشك قد تؤثر على مسيرته في جميع البطولات.