لودي وأزمته مع الهلال.. سيناريو إنجليزي مفاجئ يحدد مصيره بين التعويض والإيقاف

لودي وأزمته مع الهلال.. سيناريو إنجليزي مفاجئ يحدد مصيره بين التعويض والإيقاف
لودي وأزمته مع الهلال.. سيناريو إنجليزي مفاجئ يحدد مصيره بين التعويض والإيقاف

تشهد الساحة الرياضية السعودية حالة من الجدل الواسع بعد أن تصاعد الخلاف بين نادي الهلال ومحترفه البرازيلي رينان لودي إلى أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا. القضية التي استحوذت على الاهتمام مؤخرا بدأت بخطوة مفاجئة من الظهير الأيسر الذي قرر إنهاء تعاقده مع النادي من جانب واحد وهو ما دفع الإدارة الهلالية للتحرك سريعا بتقديم شكوى رسمية.

في تطور لافت للقضية كشفت مصادر صحفية موثوقة عن اهتمام جدي من ناديي كريستال بالاس ووست هام الإنجليزيين بالتعاقد مع اللاعب البرازيلي. ووفقا للمعلومات فإن الناديين يتطلعان لضم لودي في صفقة انتقال حر مستغلين فسخ عقده مع الهلال. ويبدو أن التحرك الهلالي بتصعيد الأمر إلى فيفا لم يثن الأندية الإنجليزية عن رغبتها في التحرك نحو اللاعب بشكل طبيعي مما يضيف طبقة جديدة من التعقيد على الموقف ويزيد من حدة القلق داخل أروقة النادي السعودي الذي يخشى خروج اللاعب بمكاسب جديدة بينما يظل النادي عالقا في نزاعات قانونية قد تضعف موقفه.

أثارت هذه التطورات حالة من الاستياء الكبير بين جماهير الهلال التي عبرت عن غضبها عبر منصات التواصل الاجتماعي. وانقسمت آراء المشجعين بين من يرى أن إدارة النادي وقعت في خطأ إداري فادح لا يغتفر بعدم تسجيل اللاعب في القائمة المحلية وبين من يحمل اللاعب مسؤولية ما حدث معتبرا تصرفه غير احترافي. ويبقى المشهد ضبابيا في انتظار قرار فيفا الذي قد يقلب الموازين ويحدد مصير أحد أكثر الملفات تعقيدا في الكرة السعودية مؤخرا.

تكمن أهمية هذه القضية في أنها تتجاوز حدود الملعب لتؤثر على سمعة الهلال كوجهة جاذبة للنجوم العالميين. فالنادي الذي نجح في استقطاب أسماء بارزة قد يجد نفسه في موقف حرج إذا صدر الحكم لصالح اللاعب وهو أمر قد يضعف قدرته التفاوضية مستقبلا مع لاعبين آخرين.

تعود جذور الأزمة إلى قرار لودي بفسخ عقده من طرف واحد والذي جاء كرد فعل على استبعاده من القائمة المحلية للفريق. هذا الاستبعاد دفع الهلال للتقدم بشكوى ضده لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا. وفي المقابل تشير تقارير صحفية إلى أن لودي لم يتقدم بشكوى ضد النادي حتى هذه اللحظة على عكس ما قام به النادي السعودي الذي صعّد الأمر دوليا.

تتضارب الأقاويل القانونية بشأن هذه الأزمة فبينما يرى الخبير القانوني يعقوب المطير في وقت سابق أن موقف الهلال قوي وسليم في القضية وأن اللاعب قد يتعرض لعقوبة الإيقاف لمدة أربعة أشهر كشف المستشار القانوني فهد القحيز عن مفاجأة من العيار الثقيل بقوله إن إسقاط لودي من القائمة المحلية يمنحه سببا مشروعا لفسخ العقد. وتابع أن العقود دائما تحفظ حقوق اللاعبين وأن المادة 41 من لائحة الاحتراف تنص على أنه إذا لم يشارك اللاعب في عدد معين من المباريات يمكنه فسخ العقد لسبب رياضي مشروع خاصة إذا كان اللاعب يرغب في المشاركة ولم تتح له الفرصة.

من جهته شدد الخبير القانوني أحمد الأمير على أن الأندية التي تتجاهل تسجيل لاعبيها الأجانب أو تتأخر في إعادة قيدهم خلال فترة التسجيل تعرض نفسها لعواقب قانونية ورياضية خطيرة. وأكمل أن النظام يضمن للاعب في مثل هذه الحالات حقه الكامل في التعويض المالي عن الفترة المتبقية من عقده بالإضافة إلى تعويض إضافي قد يتفاوت بحسب الضرر وهو ما يحمل النادي مسؤولية قانونية مباشرة. وأكد أن هذه الحالات تعد من أبرز الأخطاء الإدارية التي ترتكب أحيانا في إدارات الأندية وتفتح الباب أمام دعاوى قانونية قد تصل تبعاتها إلى فرض عقوبات رياضية على النادي تشمل المنع من التسجيل أو الغرامات المالية.

انضم لودي إلى الهلال في يناير 2024 قادما من أولمبيك مارسيليا مقابل 23 مليون يورو. وشارك اللاعب البالغ من العمر 27 عاما في 56 مباراة بمختلف المسابقات سجل خلالها 4 أهداف وقدم 11 تمريرة حاسمة. وتوج لودي مع الهلال بأربعة ألقاب محلية هي الدوري وكأس الملك بجانب السوبرين المحليين فضلا عن المشاركة التاريخية بكأس العالم للأندية.

ستكون الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد مصير هذه القضية سواء بفرض عقوبات على اللاعب أو إلزام الهلال بتعويضات مالية ضخمة أو حتى الوصول إلى تسوية بين الطرفين برعاية فيفا. ولكن المؤكد أن اسم لودي لن يغيب عن العناوين خلال الفترة المقبلة خاصة إذا نجح في العودة سريعا إلى الملاعب الأوروبية عبر بوابة الدوري الإنجليزي الممتاز.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *