فيضان سد النهضة يدق ناقوس الخطر في السودان ومدن مهددة بالغرق الكامل

تواجه مدن وولايات سودانية عدة خطر الغرق جراء واحدة من أسوأ كوارث الفيضانات التي تشهدها البلاد حيث يهدد ارتفاع مناسيب المياه الشريط النيلي بأكمله بما في ذلك ولايات سنار والنيل الأزرق والخرطوم ونهر النيل والنيل الأبيض ما دفع السلطات لإطلاق تحذيرات عاجلة للسكان.

وقد أصدرت وحدة الإنذار المبكر التابعة لهيئة الأرصاد الجوية ووزارة الري والموارد المائية تحذيرا أحمر يشير إلى مستوى خطورة مرتفع للغاية بسبب فيضانات متوقعة على امتداد النيل. ودعت الوزارة المواطنين المقيمين على ضفاف النهر إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية أرواحهم وممتلكاتهم.

ووجهت السلطات المحلية المواطنين إلى ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية سريعة وفورية أبرزها فصل التيار الكهربائي بمجرد ارتفاع منسوب المياه لتفادي حوادث الصعق الكهربائي كما شددت على أهمية عدم عبور المناطق المغمورة أو الاقتراب من ضفاف الأنهار حفاظا على السلامة العامة.

وفي سياق متصل أعلنت غرفة طوارئ محلية جبل أولياء أن مناطق عديدة على ضفاف النيل الأبيض تواجه خطرا مباشرا بسبب ارتفاع منسوب المياه وأوضحت أن الفيضانات تخطت الحواجز في مناطق العسال وطيبة الحسناب والشقيلاب والكلاكلات الأمر الذي أدى إلى تدفق المياه نحو الأحياء السكنية وتهديد منازل المواطنين بالانهيار.

وأكدت وزارة الري في بيان رسمي أن مناسيب النيل ستواصل الارتفاع على مدار الأسبوع الجاري مشيرة إلى أن بعض المحطات والولايات والأنهار وصلت بالفعل إلى مستوى الفيضان. وشملت المناطق المتأثرة محطات ود العيس وسنجة والخرطوم ومدني وشندي وعطبرة وبربر وجبل أولياء بالإضافة إلى ولايات النيل الأزرق وسنار والجزيرة والخرطوم ونهر النيل والنيل الأبيض.

وبحسب البيانات الرسمية تراجع إيراد النيل الأزرق إلى 699 مليون متر مكعب يوميا بينما انخفض تصريف سد الروصيرص إلى 613 مليون متر مكعب. في المقابل بلغ تصريف سد سنار 688 مليون متر مكعب يوميا وتجاوز تصريف جبل أولياء 130 مليون متر مكعب وسد خشم القربة أكثر من 120 مليون متر مكعب يوميا بينما تجاوز تصريف سد مروي 730 مليون متر مكعب.

من جانبه أكد الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة أن السبب الرئيسي للفيضان الحالي في السودان هو سد النهضة الإثيوبي وليس الفيضان الطبيعي. وأشار إلى أن الكميات الهائلة من المياه التي يتم تصريفها حاليا من السد تصل إلى 750 مليون متر مكعب يوميا وهي كميات ضخمة تصل إلى سد الروصيرص السوداني الذي كان ممتلئا بالأساس.

وكشف شراقي في تصريحات إعلامية عن وجود أعطال جوهرية في تشغيل سد النهضة الإثيوبي على الرغم من الإعلان الرسمي عن اكتماله. وأوضح أنه كان من المفترض تركيب 13 توربينا في السد بينما لم يتم تركيب سوى 4 توربينات فقط وهذه الأربعة لا تعمل بكامل طاقتها بشكل فعلي مما يثير تساؤلات حول إدارة تشغيل السد وتأثيرها المباشر على دول المصب.