قوات الدعم السريع تنقل الصراع إلى نيويورك وتبدأ مواجهة دبلوماسية جديدة

تشهد أروقة الأمم المتحدة في نيويورك تحركات دبلوماسية مكثفة على هامش انعقاد الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة وفي قلب هذه التحركات يبرز الصراع السوداني حيث تسعى قوات الدعم السريع لتعزيز مكانتها الدولية عبر ممثلها الخاص عمار أمون دلدوم الذي يجري لقاءات غير رسمية لكسب الاعتراف الدولي.
وكشفت معلومات صحفية عن لقاء جمع بين دلدوم وأعضاء من وفد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وتشير التسريبات إلى أن المباحثات تناولت سبل التعاون العسكري بين الطرفين وإمكانية مشاركة خبراء عسكريين أوكرانيين في النزاع الدائر في السودان بالإضافة إلى بحث مستقبل العلاقات الدبلوماسية بعد انتهاء الصراعات في البلدين.
لم تقتصر أجندة ممثل الدعم السريع على الوفد الأوكراني فحسب بل تضمنت أيضا لقاءات مخططا لها مع ممثلين دبلوماسيين من مالطا ووفد نائبة رئيس جنوب السودان جوزفين لاغو التي كانت قد وصلت إلى نيويورك في وقت سابق.
وتأتي هذه الجهود في إطار مساعي قوات الدعم السريع الحثيثة للحصول على شرعية دولية وعلى الرغم من أن حكومة الدعم السريع التي يمثلها تحالف تأسيس لا تحظى باعتراف رسمي فإن تعيين دلدوم سفيرا خاصا لدى الأمم المتحدة يمثل خطوة جديدة في صراعها من أجل كسب هذا الاعتراف.
يشار إلى أن مدينة نيويورك استضافت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي جمعت قادة وممثلين رفيعي المستوى من مختلف الدول الأعضاء لمناقشة القضايا العالمية الملحة وبعيدا عن المفاوضات الرسمية المعلنة تشهد الكواليس تفاعلات سياسية نشطة يتم خلالها تشكيل التحالفات وتحديد المواقف.
وتتصدر الأزمة السودانية جدول الأعمال الدولي خاصة بعد اندلاع الحرب الأهلية في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وقد أسفرت هذه الحرب عن كارثة إنسانية مروعة أدت إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد ما يزيد على اثني عشر مليون شخص داخل البلاد وخارجها.
وتعتبر الأزمة في السودان نقطة تقاطع لمصالح سياسية متشابكة لدول عديدة منها مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وروسيا والصين وإيران وتركيا وتشاد وإثيوبيا وجنوب السودان وغيرها وهو ما يجعل الساحة الدولية مسرحا لجذب أطراف فاعلة جديدة.
وقد مكنت هذه التحركات قوات الدعم السريع من بناء شبكة من الاتصالات غير الرسمية وتوطيد علاقاتها مع عدد من دول الجوار ودول أخرى يقال إنها توفر مقاتلين للصراع مثل كولومبيا وأوكرانيا وتشاد وجنوب السودان.