مرض السكري وداعا.. بشرى للملايين مع علاج ثوري مرتقب بحلول 2026

يشكل مرض السكري تحديا صحيا عالميا يؤثر على حياة مئات الملايين من الأشخاص ويثقل كاهل الأنظمة الصحية بمضاعفاته الخطيرة التي تستهدف أعضاء حيوية مثل القلب والكلى والأعصاب والعينين. لكن وسط هذا الواقع تبرز طفرات علمية وبحثية واعدة تغير المفاهيم التقليدية للعلاج وتبشر بأمل حقيقي في إنهاء معاناة المرضى.
في طليعة هذه التطورات تأتي العلاجات التي تستهدف استعادة قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين طبيعيا. أحد أبرز هذه الأساليب هو العلاج بالخلايا الجذعية الذي يقوم على فكرة تحويل هذه الخلايا مخبريا إلى خلايا بيتا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين ومن ثم زراعتها في جسم المريض. وقد أظهرت تجارب مثل علاج Zimislecel نتائج مبهرة حيث تمكن بعض مرضى السكري من النوع الأول من العيش دون الحاجة لحقن الإنسولين لفترات مؤقتة. وبشكل مواز تتقدم الأبحاث حول أدوية جديدة قادرة على تجديد خلايا بيتا الموجودة أصلا في الجسم حيث أظهرت دراسات على جزيئات مثل Harmine عند دمجها مع منشطات مستقبلات GLP-1 قدرتها على مضاعفة نمو هذه الخلايا وإذا ما تم تطويرها بفعالية وأمان فإنها قد تعيد للمرضى قدرتهم الطبيعية على إفراز الإنسولين.
بالنسبة لمرضى السكري من النوع الأول تكمن المشكلة الأساسية في قيام جهاز المناعة بمهاجمة وتدمير خلايا بيتا المنتجة للإنسولين. ولمواجهة هذا الهجوم الذاتي يعمل العلماء على تطوير حلول ضمن إطار العلاج المناعي. تهدف هذه الحلول سواء كانت على شكل أدوية أو لقاحات مستقبلية إلى إيقاف الهجوم المناعي الخاطئ بشكل انتقائي وبالتالي حماية خلايا بيتا والحفاظ على وظيفتها الحيوية في الجسم.
على الصعيد التكنولوجي يمثل البنكرياس الصناعي الذكي قفزة نوعية في إدارة المرض. هذه الأنظمة ذات الحلقة المغلقة لم تعد مجرد مضخات إنسولين بل هي أجهزة متكاملة تجمع بين حساس مستمر لقياس الجلوكوز ومضخة إنسولين وخوارزميات ذكاء اصطناعي متطورة. يقوم الجهاز بمراقبة مستويات السكر في الدم على مدار الساعة ويتخذ قرارات تلقائية لحقن الجرعة الدقيقة من الإنسولين عند الحاجة تماما كما يفعل البنكرياس السليم. الهدف من هذه التقنية هو منح المريض حياة شبه طبيعية دون عبء الحسابات المعقدة أو القلق الدائم من ارتفاع أو انخفاض مستويات السكر.
أما الأفق المستقبلي الواعد فيحمله العلاج الجيني الذي قد يمثل ثورة حقيقية في علاج المرض من جذوره. تركز الأبحاث التجريبية في هذا المجال على إمكانية تعديل الجينات المسؤولة عن الخلل في إنتاج الإنسولين أو مقاومة الجسم له. ورغم أن هذه الأبحاث لا تزال في مراحلها الأولية إلا أنها تحمل في طياتها إمكانية التوصل إلى علاج نهائي للنوع الثاني وربما حتى النوع الأول من السكري.