إسرائيل تدخل المرحلة الحاسمة في غزة وتكثف ضرباتها.. مصير مجهول لآلاف المدنيين

إسرائيل تدخل المرحلة الحاسمة في غزة وتكثف ضرباتها.. مصير مجهول لآلاف المدنيين
إسرائيل تدخل المرحلة الحاسمة في غزة وتكثف ضرباتها.. مصير مجهول لآلاف المدنيين

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن العمليات العسكرية في قطاع غزة قد دخلت مرحلة حاسمة مع توسيع نطاق الضربات التي يشنها الجيش وأشار إلى نزوح ما يزيد على 750 ألف شخص من مدينة غزة باتجاه الجنوب مما يعكس تصاعد حدة المواجهات الميدانية.

في سياق متصل كشفت وزارة الصحة في غزة عن آخر إحصائيات ضحايا الحرب المستمرة حيث بلغ إجمالي عدد القتلى 65926 شخصا بينما وصل عدد المصابين إلى 167783 مصابا منذ بداية النزاع وأوضحت الوزارة في تقريرها اليومي أن المستشفيات استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 77 قتيلا و265 مصابا. وأشارت إلى استمرار وجود العديد من الضحايا تحت أنقاض المباني المدمرة وفي الطرقات حيث تواجه فرق الإسعاف والدفاع المدني صعوبات بالغة في الوصول إليهم وانتشالهم.

على الصعيد الدبلوماسي استأنفت الجمعية العامة للأمم المتحدة في مقرها بنيويورك جلسة المناقشات العامة لأعمال دورتها الثمانين لليوم الخامس على التوالي حيث شددت دول عديدة على ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وأكدت دعمها القوي لحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 تكون عاصمتها القدس الشرقية.

ودعا وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى تحرك دولي جاد لوقف العدوان على غزة وضمان إيصال المساعدات الإنسانية محذرا من أن تقاعس المجتمع الدولي يهدد الأمن الإقليمي والعالمي. وأكد الوزير إدانة المملكة للاعتداءات الإسرائيلية بما في ذلك ما وصفه بالاعتداء السافر على دولة قطر وجدد الدعوة للاعتراف بدولة فلسطين ودعم حل الدولتين.

كما أدانت دول مثل النيجر وكوبا وروسيا ما وصفتها بالجرائم الإسرائيلية في غزة واصفة إياها بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات وإنهاء العقوبات الجماعية المفروضة على المدنيين. وفي نفس الإطار دعا قادة من آيسلندا وبروناي ولاو إلى الاعتراف الكامل بدولة فلسطين مؤكدين أن ذلك حق مشروع وليس مكافأة وأن استمرار الاحتلال وضم الأراضي يقوض فرص السلام.

في غضون ذلك تشهد الساحة الإسرائيلية الداخلية حراكا واسعا حيث تظاهر آلاف الإسرائيليين مساء السبت في تل أبيب للمطالبة بإبرام اتفاق يفضي إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة وذلك قبل يومين من اللقاء المرتقب بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن. ورفع المتظاهرون لافتة كبيرة في ساحة الرهائن كتب عليها أعيدوا جميع الرهائن إلى ديارهم الآن.

وصرحت ليماي ميران لافي زوجة أحد المحتجزين في غزة بأن السبيل الوحيد لتجنب الانزلاق إلى الهاوية هو التوصل إلى اتفاق كامل وشامل ينهي الحرب ويعيد جميع الرهائن والجنود إلى بيوتهم. من جهة أخرى حذر وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير رئيس الوزراء نتنياهو من التوصل إلى اتفاق قائلا في منشور له إنه لا يملك تفويضا لإنهاء الحرب دون هزيمة حماس بشكل كامل.

على صعيد آخر قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إنه لن يراهن بحياة المصريين من أجل إدخال المساعدات بالقوة إلى قطاع غزة. وأضاف خلال زيارة تفقدية للأكاديمية العسكرية المصرية أنه تابع مع الجميع التطورات والجهود التي بذلت على مدار العامين الماضيين فيما يخص قضية غزة والحرص على عدم اتساع نطاق الصراع وتجنب عواقبه الوخيمة على المنطقة بأكملها.

من جانبه أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المحادثات بشأن غزة مع دول في الشرق الأوسط كانت مكثفة مشيرا إلى أن إسرائيل وحركة حماس على علم بهذه المحادثات التي ستستمر طالما كان ذلك ضروريا للتوصل إلى اتفاق. وكان ترامب قد اجتمع مع قادة ومسؤولين من عدة دول ذات أغلبية مسلمة هذا الأسبوع لمناقشة الوضع في غزة التي تتعرض لهجوم متصاعد من إسرائيل حليفة واشنطن. وأكد المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف أن ترامب قدم مقترحات لهؤلاء القادة تضمنت خطة سلام في الشرق الأوسط من 21 نقطة.

في تحرك مدني دولي غادر أسطول الحرية المكون من عشر سفن محملة بالمساعدات الإنسانية ميناء كاتانيا في صقلية يوم السبت بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة. ويضم الأسطول على متنه حوالي 60 شخصا من 15 جنسية مختلفة بينهم برلمانيون فرنسيون وأوروبيون. ومن المتوقع أن ينضم هذا الأسطول الجديد إلى سفن أسطول الصمود الموجودة حاليا قبالة سواحل جزيرة كريت اليونانية.

وقال تحالف أسطول الحرية في بيان إن هذه البعثات المدنية تشير إلى أن المطالبة بإنهاء الحصار الإسرائيلي لا يمكن إسكاتها أو ردعها. وأوضح المنظمون في مؤتمر صحفي أن معظم السفن تحمل إمدادات طبية وأغذية جافة ومواد مدرسية وهي أولويات قصوى حددها الفلسطينيون على الأرض.

وعلى خلفية التطورات الدبلوماسية قررت وزارة الخارجية الأمريكية إلغاء تأشيرة الرئيس الكولومبي اليساري غوستافو بيترو بسبب ما وصفته بأفعال تحريضية خلال وقفة احتجاجية مؤيدة للفلسطينيين في نيويورك. وذكرت الخارجية الأمريكية أن الرئيس الكولومبي حرض جنودا أمريكيين على عصيان الأوامر والتحريض على العنف. وكان بيترو قد دعا في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة دول العالم إلى توحيد الجيوش من أجل تحرير فلسطين.

في تحذير لافت حذر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس من أن إسرائيل تخاطر بفقدان ما تبقى من حلفائها بسبب حربها على غزة. وقال الزعيم اليوناني المنتمي ليمين الوسط في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بعد هجمات حماس لكنها لا تستطيع تبرير مقتل آلاف الأطفال. وأكد أن اليونان تحافظ على شراكة استراتيجية مع إسرائيل لكن ذلك لا يمنع من التحدث بوضوح وصراحة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *