إنزاجي يورط الهلال بخطة كارثية والمهارات الفردية تنقذ الموقف في اللحظات الأخيرة

نجح فريق الهلال في تحقيق انتصار صعب على حساب ضيفه ناساف الأوزبكي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات لدوري أبطال آسيا للنخبة وهي نتيجة تضع الفريق في صدارة مجموعته بالعلامة الكاملة لكنها تخفي خلفها علامات استفهام كبيرة حول الأداء والخيارات الفنية للمدرب الإيطالي سيموني إنزاجي.
دفع إنزاجي ثمن مغامرته التكتيكية غير المبررة حيث قرر تغيير طريقة اللعب المعتادة للفريق والعودة إلى خطة 3-5-2 وهي خطة أثبتت فشلها مع الفريق في مناسبات سابقة واستدعت ذكريات سيئة لدى الجماهير. وجاء هذا القرار في ظل غيابات مؤثرة في صفوف الفريق بسبب الإصابة أبرزها الجناحان الأساسيان سالم الدوسري والبرازيلي مالكوم بالإضافة للمهاجم الأوروغوياني داروين نونيز ما دفع المدرب للاعتماد على ثلاثي دفاعي مكون من كاليدو كوليبالي وحسان تمبكتي وعلي البليهي مع إعطاء أدوار هجومية للظهيرين حمد اليامي وثيو هيرنانديز.
هذه الخطة التكتيكية لا تحمل ذكريات جيدة للهلاليين إذ سبق للمدرب السابق البرتغالي جورجي جيسوس أن اعتمد عليها في ثلاث مباريات الموسم الماضي ولم يتمكن من تحقيق الفوز في أي منها حيث خسر أمام القادسية وتعادل مع الاتفاق والسد. بل إن إنزاجي نفسه لجأ إليها في بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة وودع البطولة على يد فلومينينسي البرازيلي في الدور ربع النهائي ما يجعل إصراره على تطبيقها مجددا أمرا مثيرا للجدل.
كشفت المباراة عن ثغرات دفاعية واضحة في منظومة الهلال بسبب هذه الطريقة فالفريق الأوزبكي استغل المساحات الشاسعة خلف الظهير الأيسر المتقدم ثيو هيرنانديز في ظل فشل المدافع علي البليهي في تأدية واجب التغطية بشكل سليم ما تسبب في الهدف الثاني للضيوف. كما عانى وسط الملعب من فراغ كبير رغم وجود ثلاثة لاعبين هم روبين نيفيز ومحمد كنو وسيرجي ميلينكوفيتش سافيتش حيث نجح فريق ناساف في استغلال هذه المساحة وسجل منها هدفه الأول ببراعة.
على الصعيد الهجومي ظهر الفريق عاجزا عن خلق فرص حقيقية واعتمد بشكل كلي على الاختراق من العمق والمهارات الفردية للاعبيه بدلا من استغلال الأطراف وإرسال الكرات العرضية رغم وجود مهاجم صريح هو عبدالله الحمدان ومعه ماركوس ليوناردو. وجاءت أهداف الفريق الثلاثة من حلول فردية حيث سجل سافيتش هدفا بفضل خطأ من حارس المرمى وسجل ثيو هيرنانديز هدفا بعد انطلاقة شخصية رائعة بينما أضاف ليوناردو الهدف الثالث في الدقائق الأخيرة.
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو تكرار سيناريو التراجع غير المبرر بعد التقدم في النتيجة وهو نمط أصبح ملازما للفريق هذا الموسم. ففي كل مرة ينجح الهلال في تسجيل هدف يتراجع لاعبوه إلى الخلف بشكل مبالغ فيه ويتركون السيطرة للمنافس بدلا من محاولة تسجيل هدف ثان لحسم اللقاء وهو ما حدث أمام ناساف ثلاث مرات خلال المباراة. وهذا يذكر بما حدث أمام الأهلي في الدوري السعودي عندما تقدم الهلال بثلاثية نظيفة قبل أن يسمح لمنافسه بالعودة للمباراة وتسجيل هدفين.
ولم تتحسن الأمور نسبيا إلا في الربع ساعة الأخير من الشوط الثاني بعد أن تدارك إنزاجي خطأه وأجرى تبديلا بإشراك الجناح البرازيلي كايو سيزار مكان المدافع علي البليهي ليتحول الفريق إلى طريقة 4-3-3 وينتقل عبدالله الحمدان للعب كجناح أيسر وهو ما أعاد بعض التوازن للفريق. لكن هذا التعديل المتأخر لا يعفي المدرب من مسؤولية البداية الخاطئة التي كادت تكلف الفريق فقدان نقاط ثمينة.
في الواقع يعاني الهلال دفاعيا بشكل واضح هذا الموسم فالأرقام لا تكذب حيث استقبلت شباك الفريق تسعة أهداف في سبع مباريات رسمية بمعدل يتجاوز الهدف في كل مباراة ولم يتمكن من الحفاظ على نظافة شباكه سوى في مباراتين فقط إحداهما كانت أمام فريق العدالة الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى.