أحمر الشفاه ليس مجرد زينة.. تحذيرات من سموم خفية تهدد الرئة

كشفت دراسات علمية حديثة عن وجود خطر خفي في أحد أبرز مستحضرات التجميل التي لا تستغني عنها غالبية النساء حول العالم وهو أحمر الشفاه حيث تبين أن بعض أنواعه تخفي وراء ألوانها الجذابة خطرا حقيقيا يتمثل في احتوائها على معادن ثقيلة سامة ترتبط بمشكلات صحية خطيرة.
أوضحت نتائج الاختبارات التي أجريت على عينات متعددة من أحمر الشفاه وجود نسب متفاوتة من معادن ثقيلة مصنفة كمواد مسرطنة حيث رصدت الأبحاث وجود الرصاص في ستة وتسعين بالمئة من المنتجات التي خضعت للفحص بينما ظهر البريليوم في تسعين بالمئة منها كما كشفت التحاليل عن وجود الكادميوم في واحد وخمسين بالمئة من العينات والثاليوم في واحد وستين بالمئة منها.
يشكل الكادميوم مصدر القلق الأكبر بين هذه المعادن فهو مصنف كمادة مسرطنة من الدرجة الأولى للإنسان وتربطه أدلة علمية قوية بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الرئة ولا يقتصر ضرر التعرض المزمن له على ذلك بل يمتد ليشمل التسبب في تلف الكلى واضطرابات في العظام والجهاز التنفسي.
لا يقل الرصاص خطورة عن غيره من الملوثات المكتشفة فهو يعد سما عصبيا يؤثر بشكل مباشر على القدرات الإدراكية والذاكرة والانتباه كما أنه مدرج ضمن المواد التي يحتمل أن تسبب السرطان للإنسان ما يجعل وجوده في مستحضر تجميلي يستخدم بشكل يومي أمرا يهدد الصحة العامة.
إن خطورة هذه المواد السامة لا تكمن في بقائها على الشفاه فقط بل في قدرتها على التسلل إلى داخل الجسم عبر عدة طرق فهي قد تمتص من خلال الجلد أو يتم ابتلاعها بشكل عرضي أثناء تناول الطعام والشراب أو حتى استنشاقها ما يضاعف من تأثيرها الضار.
يؤدي الاستخدام اليومي للمنتجات المحملة بهذه المعادن إلى تراكمها في الجسم بمرور الوقت وهو ما قد ينتج عنه مشكلات تنفسية متكررة مثل السعال والصفير وضيق التنفس الأمر الذي يفتح الباب أمام مضاعفات أكثر شدة وخطورة على المدى الطويل.
مع تزايد المخاوف من هذه الأضرار يتجه الكثير من النساء للبحث عن بدائل صحية تحافظ على الجمال دون تعريض الصحة للخطر ومن أبرز الخيارات المتاحة المستحضرات الطبيعية المصنوعة من شمع العسل وزيت جوز الهند والأصباغ النباتية والمنتجات العضوية المعتمدة الخالية من المعادن الثقيلة والمواد الكيميائية السامة بالإضافة إلى الوصفات المنزلية التي تعتمد على مسحوق الشمندر أو الكاكاو مع زيوت طبيعية.
إن هذا الوضع يلقي بمسؤولية مزدوجة على المستهلك والشركات فعلى المستهلكين الحرص على اختيار منتجات آمنة وموثوقة وتقع على عاتق الشركات المنتجة مسؤولية أكبر في توفير منتجات آمنة والالتزام بمعايير صارمة تقلل من نسب المعادن السامة.