إقالة بلان من الاتحاد.. نبوءة عمرها 13 يوما تحققت فما سر القرار المفاجئ

شهدت أروقة نادي الاتحاد تطورات متسارعة عقب الهزيمة الأخيرة أمام النصر حيث تحولت الهمسات والتوقعات إلى قرار رسمي وحاسم أطاح بالمدير الفني الفرنسي لوران بلان من منصبه ليبدأ النادي فصلا جديدا مليئا بالتحديات والبحث عن هوية فنية مفقودة.
قبل ثلاثة عشر يوما من القرار الرسمي خرج أسطورة النادي محمد نور بتصريحات جريئة بدت كأنها نبوءة للمستقبل حين أكد أن إدارة الاتحاد لن تتحمل أي ضغوطات إضافية وأنها ستتجه للتخلص من المدرب بلان في حال تعرض الفريق لخسارة جديدة أمام النصر مشيرا إلى أنه يعرف جيدا ما يدور داخل النادي بحكم خبرته الطويلة كلاعب ومشجع. ولم يكن حديث نور مجرد جملة عابرة في استوديو تحليلي بل كان بمثابة قراءة دقيقة للواقع تحققت بالفعل بعد أيام قليلة حين صدر قرار الإقالة صباح يوم الأحد ليؤكد أن توقعات الأسطورة كانت في محلها تماما.
لم يأت قرار إدارة الاتحاد من فراغ بل كان نتيجة حتمية لتراكمات عديدة بدأت بالخسارة في نصف نهائي كأس السوبر السعودي وتفاقمت مع السقوط مجددا أمام المنافس ذاته في الجولة الرابعة من دوري روشن للمحترفين. هذه الهزيمة الأخيرة كانت أكثر من مجرد خسارة ثلاث نقاط بل كشفت عن عيوب فنية صارخة وعجز تكتيكي واضح في إدارة المباريات الكبرى. ظهر الفريق بلا هوية فنية واضحة مع أداء هجومي باهت ودفاع ارتكب أخطاء متكررة كلفت الفريق نتائج مؤثرة فضلا عن فشل المدرب في استغلال القدرات الهائلة لنجوم الفريق بالشكل الأمثل.
سيكون لرحيل بلان تداعيات مالية كبيرة على خزينة النادي حيث تشير تقارير صحفية إلى أن فسخ عقده سيكلف النادي حوالي أربعة ملايين يورو كشرط جزائي. هذا النزيف المالي لن يتوقف عند هذا الحد فالتعاقد مع مدير فني جديد من الأسماء الكبيرة سيتطلب راتبا ضخما مما يضع الإدارة أمام تحد مالي كبير إلى جانب التحدي الفني.
وبمجرد الإعلان عن رحيل بلان بدأت التكهنات تدور حول هوية المدرب القادم. وطرحت الصحافة العالمية والمحلية عدة أسماء بارزة لتولي المهمة يأتي على رأسها المدرب الإسباني تشافي هيرنانديز المدير الفني السابق لبرشلونة. كما دخل الإيطالي لوتشيانو سباليتي والبرتغالي سيرجيو كونسيساو ضمن قائمة المرشحين المحتملين. وأفادت مصادر مطلعة أن الإدارة تتواصل بالفعل مع بعض هذه الأسماء لمعرفة مدى رغبتها في قيادة الفريق خلال الفترة المقبلة.
إن مغادرة المدرب الفرنسي لا تعني نهاية الأزمة بل قد تكون بداية لمرحلة أكثر صعوبة إذا لم تحسن الإدارة التعامل مع الموقف. فجماهير النادي لم تعد تكتفي بالتعاقد مع اسم عالمي كبير بل تطالب بمشروع رياضي طويل الأمد يعيد للفريق هيبته ويمنحه الاستقرار الفني المفقود منذ سنوات. تنتظر الفريق تحديات ضخمة في المنافسات المحلية ودوري أبطال آسيا للنخبة الأمر الذي يتطلب قرارا سريعا ومدروسا.
المعضلة الحقيقية التي تواجه الإدارة الآن هي هل ستنجح في اختيار المدرب المناسب القادر على بناء منظومة جماعية قوية أم ستستمر دوامة التغييرات التي أنهكت الفريق وأفقدته استقراره. فالدرس المستفاد من تجربة بلان يؤكد أن الأسماء الكبيرة وحدها لا تكفي لتحقيق النجاح في غياب الانسجام والرؤية الفنية الواضحة والقدرة على التعامل مع الضغوط الهائلة.