السكر عدو الصحة الأول.. خبراء يكشفون أخطر أضراره وطرق الوقاية منه

السكر عدو الصحة الأول.. خبراء يكشفون أخطر أضراره وطرق الوقاية منه
السكر عدو الصحة الأول.. خبراء يكشفون أخطر أضراره وطرق الوقاية منه

يتزايد القلق في الأوساط الصحية والعلمية حول استهلاك السكر الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى ما يشبه العدو الأول للصحة العامة حيث تربطه الأبحاث بشكل مباشر بمجموعة واسعة من الأمراض المزمنة مثل السمنة المفرطة والسكري وأمراض القلب وحتى بعض الاضطرابات السلوكية الشبيهة بالإدمان.

يكمن الخطر الأكبر في السكر المضاف الذي يتم إدخاله صناعيا في الأطعمة والمشروبات لتعزيز مذاقها الحلو وليس في السكريات الطبيعية الموجودة في مصادرها الأصلية. فالسكر الطبيعي الموجود في الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان يأتي ضمن حزمة غذائية متكاملة تحتوي على الألياف والفيتامينات والمعادن وهذه العناصر تبطئ عملية امتصاص السكر في الجسم وتقلل من آثاره السلبية.

في المقابل فإن السكر المضاف سواء في المشروبات الغازية أو الحلويات أو المعجنات لا يحتوي على أي قيمة غذائية ويتم هضمه بسرعة فائقة ما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ وحاد في مستوى سكر الدم يليه هبوط حاد بنفس القدر وهذا التقلب هو ما يسبب الشعور بالجوع والرغبة في تناول المزيد من الطعام بعد فترة وجيزة.

على المستوى العلمي يؤدي تناول كميات كبيرة من السكر باستمرار إلى إجهاد البنكرياس وتقليل حساسية خلايا الجسم لهرمون الإنسولين وهي الحالة المعروفة بمقاومة الإنسولين التي قد تتطور مع مرور الوقت لتصبح مرض السكري من النوع الثاني. كما تشير الدراسات إلى أن الاستهلاك العالي للسكر يرتبط بزيادة الدهون الثلاثية وارتفاع ضغط الدم والالتهابات المزمنة وجميعها عوامل خطر رئيسية للإصابة بأمراض القلب.

لا يقتصر ضرر السكر على ذلك بل يمتد إلى صحة الكبد فالجسم يتعامل مع الفركتوز الزائد خاصة القادم من شراب الذرة عالي الفركتوز بتحويله إلى دهون في الكبد وتراكم هذه الدهون يمكن أن يؤدي إلى مرض الكبد الدهني غير الكحولي.

يرتبط الاستهلاك المفرط للسكر بزيادة الوزن والسمنة بشكل مباشر فالسكريات المضافة تمد الجسم بسعرات حرارية فارغة لا تمنح شعورا بالشبع مما يدفع إلى استهلاك المزيد من الطعام وتخزين الفائض على هيئة دهون تتراكم خصوصا في منطقة البطن.

يثير السكر أيضا حالة من الإدمان الغذائي حيث يحفز إفراز هرمون الدوبامين في الدماغ وهو نفس الناقل العصبي المرتبط بالشعور بالمتعة والمكافأة وهذا التأثير يجعل البعض يشعر بحاجة ملحة لتناول المزيد من السكر بشكل مشابه لما يحدث في حالات الإدمان الأخرى.

لفهم السكر بشكل أفضل يجب معرفة أنه كربوهيدرات بسيطة تتكون من أنواع مختلفة أهمها الجلوكوز وهو المصدر الرئيسي للطاقة في مجرى الدم والفركتوز الموجود طبيعيا في الفواكه والعسل والسكروز المعروف بسكر المائدة الأبيض التقليدي وهو مزيج من الجلوكوز والفركتوز.

يحتاج الجسم بالفعل إلى الجلوكوز كمصدر للطاقة لكنه يستطيع الحصول عليه من مصادر صحية مثل الكربوهيدرات المعقدة الموجودة في الشوفان والبطاطا والفواكه الكاملة لذلك لا توجد أي حاجة غذائية حقيقية للسكر المضاف.

تضع الإرشادات الصحية العالمية حدودا واضحة للاستهلاك الآمن للسكر المضاف حيث توصي بألا يتجاوز 10% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية بينما يعتبر الخيار الأمثل هو خفض هذه النسبة إلى أقل من 5% أي ما يعادل حوالي 25 غراما أو ست ملاعق صغيرة للشخص البالغ. للمقارنة فإن علبة مشروب غازي واحدة بحجم 330 مل تحتوي على ما يقارب 35 غراما من السكر بينما قد تحتوي قطعة كعك واحدة على أكثر من 20 غراما.

لتقليل استهلاك السكر ينصح بقراءة المكونات الغذائية على المنتجات والبحث عن مسميات أخرى للسكر مثل شراب الذرة وسكر القصب والمالتوز والدكستروز. يمكن أيضا استبدال المشروبات الغازية بالعصائر الطبيعية أو الماء المنكه وتحضير الحلويات في المنزل للتحكم في كمية السكر المضافة واختيار الفواكه كتحلية طبيعية بدلا من الحلوى المصنعة.

إن اتباع نظام غذائي متوازن وتناول وجبات منتظمة يساعد في تقليل الرغبة المفاجئة في تناول السكريات. لكن هذا لا يعني ضرورة التوقف التام عن تناول السكر فالحرمان الكامل قد يؤدي إلى نتائج عكسية وشعور بالرغبة الشديدة فيه ما يدفع إلى الإفراط في تناوله لاحقا. الحل الأمثل يكمن في الاعتدال أي الاستمتاع بكميات صغيرة من الحلوى بين الحين والآخر ضمن نمط غذائي صحي ومتوازن.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *