طريقة عمل الخُبيزة بوصفة الجدات.. سر طبق الشتاء التراثي بطعمه الأصلي

تعد الخبيزة واحدة من الأكلات الشعبية العريقة التي ترتبط بذاكرة الكثيرين حيث تعيدنا إلى دفء مطابخ الجدات ونكهة الأصالة فهي ليست مجرد نبتة خضراء تنمو في الحقول بل طبق متكامل يجمع بين البساطة والفوائد الصحية العظيمة ويعشقه الكثيرون كوجبة موروثة تحمل عبق الماضي.
لا تقتصر قيمة الخبيزة على مذاقها المميز فحسب بل تمتد لتشمل فوائد صحية متعددة فهي غنية بالألياف الغذائية التي تساعد على تهدئة الجهاز الهضمي وتحسين وظائفه كما أنها مصدر مهم لمضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة في الجسم وتدعم صحته العامة بالإضافة إلى ذلك تحتوي على فيتامينات أساسية مثل فيتامين A وفيتامين C وفيتامين E التي تعمل معًا على تقوية جهاز المناعة.
لتحضير هذا الطبق التقليدي تحتاج إلى مكونات بسيطة ومتوفرة تتمثل في حزمتين طازجتين من الخبيزة المغسولة جيدًا وبصلة مفرومة متوسطة الحجم مع أربعة فصوص من الثوم المهروس وملعقتين كبيرتين من زيت الزيتون أو السمن حسب الذوق ويضاف الملح والفلفل الأسود حسب الرغبة ويمكن تعزيز النكهة بإضافة عصير ليمونة واحدة وملعقة صغيرة من الكزبرة الناشفة كما يستخدم مرق الدجاج أو الماء حسب الحاجة لضبط قوام الطبق.
تبدأ عملية الطهي بتنظيف أوراق الخبيزة بعناية فائقة للتخلص من أي شوائب ثم فرمها ناعما سواء باستخدام السكين أو المفرمة اليدوية وفي قدر على نار متوسطة يوضع زيت الزيتون أو السمن ويضاف إليه البصل المفروم مع التقليب المستمر حتى يذبل ويكتسب لونًا ذهبيًا شفافًا بعد ذلك يضاف الثوم المهروس ويقلب لمدة دقيقة واحدة فقط حتى تفوح رائحته العطرية.
تضاف الخبيزة المفرومة إلى القدر وتقلب جيدًا مع خليط البصل والثوم حتى تبدأ أوراقها بالذبول ثم يضاف ربع كوب من الماء أو المرق ويترك الطبق ليطهى على نار هادئة لمدة تتراوح بين عشر دقائق وخمس عشرة دقيقة وهذه المدة كافية لنضج الخبيزة تمامًا وتبخر جزء من السوائل المضافة وفي المرحلة الأخيرة تضاف التوابل من ملح وفلفل أسود وكزبرة ناشفة مع التقليب لتتجانس النكهات وقبل التقديم مباشرة يمكن إضافة لمسة من عصير الليمون الطازج لإعطاء الطبق مذاقًا منعشًا ومتوازنًا.
يمكن إضفاء لمسات خاصة على طبق الخبيزة ليتناسب مع مختلف الأذواق فمثلا يمكن دمجها مع السبانخ لزيادة القيمة الغذائية والحصول على طبق غني بالحديد أما الوصفة الفلسطينية فتأخذ الطبق إلى مستوى آخر من خلال إضافة قطع اللحم مثل لحم الغنم أو الدجاج المسلوق وطهيها مع الخبيزة في المرق لإكسابها نكهة أعمق وأكثر ثراء ولتسهيل تحضيرها في أي وقت من العام يمكن حفظ الخبيزة في المجمد بعد غسلها وفرمها لاستخدامها لاحقًا.
يقدم طبق الخبيزة ساخنًا وعادة ما يكون الخبز البلدي الطازج هو الرفيق الأمثل له حيث يغمس في الطبق للاستمتاع بكل نكهاته ويمكن تزيينه بشرائح الليمون أو تقديمه بجانب البصل الأخضر وفي بعض المناطق يفضل تقديمه مع الأرز الأبيض أو قد يضاف إليه القليل من البرغل المطبوخ ليصبح وجبة متكاملة ومشبعة.