اتحاد جدة يواجه شبح موسم الصدمة وجيسوس يزيد أوجاع العميد المتتالية

تجاوز انتصار النصر على منافسه الاتحاد مجرد كونه ثلاث نقاط ثمينة في مشوار دوري روشن السعودي بل كان بمثابة فصل جديد في حكاية التفوق التي يكتبها المدرب البرتغالي جورجي جيسوس حيث نجح في ترسيخ عقدة نفسية وتكتيكية لخصمه اللدود وبدأ في رسم ملامح معاناة متجددة لنادي الاتحاد.
استطاع المدرب البرتغالي أن يلقن نظيره الفرنسي لوران بلان مدرب اتحاد جدة درسا تكتيكيا قاسيا في كافة تفاصيل المواجهة الفنية ليرسم طريقا نحو عقدة جديدة للعميد ويبدأ فصلا من التفوق في المواجهات المباشرة بينهما. ويمتلك جيسوس تاريخا مميزا ضد الاتحاد منذ أن كان مدربا للهلال لكن بلان تمكن من التفوق عليه بعد وصوله لتدريب الاتحاد الموسم الماضي.
حقق النصر فوزا مستحقا خارج قواعده على الاتحاد بهدفين دون مقابل على ملعب الإنماء في مدينة جدة ضمن منافسات الجولة الرابعة من البطولة لينفرد بصدارة جدول الترتيب برصيد اثنتي عشرة نقطة متفوقا على العميد بفارق ثلاث نقاط كاملة.
خلال المواجهة الأخيرة التي أقيمت أمس سيطر المدرب البرتغالي على مجريات اللعب طولا وعرضا وفرض ضغطا عاليا على لاعبي الاتحاد كما طبق طريقة الدفاع المتقدم ببراعة وهو ما تسبب في سقوط لاعبي العميد في مصيدة التسلل بشكل متكرر على مدار شوطي المباراة.
أعاد المدرب البرتغالي الذي عرف كيف يحول الكلاسيكو إلى عقدة متجددة إلى الأذهان كابوس موسم الصدمة حين تحطمت طموحات الاتحاد على يد جيسوس نفسه عندما كان يقود الهلال في الموسم قبل الماضي تحديدا. فبعد أن أنهى الاتحاد موسم 2022-2023 محققا لقبي الدوري والسوبر واستقطب في صيف 2023 صفقات عالمية بارزة مثل الفرنسيين كريم بنزيما ونجولو كانتي والبرازيلي فابينيو بجانب وجود لاعبين كبار مثل المغربي عبد الرزاق حمد الله والمصري أحمد حجازي كان العميد المرشح الأبرز لحصد الألقاب.
لكن وصول جيسوس على رأس القيادة الفنية للهلال آنذاك مع كوكبة من النجوم مثل الصربيين ألكسندر ميتروفيتش وميلينكوفيتش سافيتش والبرازيلي مالكوم وغيرهم تسبب في تكوين عقدة لا تنسى للعميد. وقاد جيسوس وقتها الهلال لتحقيق الفوز على الاتحاد في سبع مباريات متتالية ضمن منافسات الدوري السعودي ودوري أبطال آسيا وكأس الملك والسوبر والبطولة العربية.
صحيح أن جيسوس تفوق على بلان في مباراة الدور الأول بالموسم الماضي بنتيجة ثلاثة أهداف لهدف لكن المدرب الفرنسي رد بقوة حين أقصاه من ربع نهائي كأس الملك بركلات الترجيح وفاز عليه في الدور الثاني بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف. لكن القدر شاء أن يمنح جيسوس فرصة الانتقام بعدما تولى تدريب النصر مطلع الموسم الجاري حيث بدأ الرحلة بإقصاء الاتحاد من نصف نهائي السوبر بنتيجة هدفين لهدف في مباراة كان فيها الطرف الأفضل رغم أنه خاض أغلب دقائقها بعشرة لاعبين فقط بعد طرد ساديو ماني.
إجمالا نجح جيسوس في تعزيز تفوقه على الاتحاد ليصبح الفريق السعودي الأكثر تعرضا للخسارة أمامه بواقع اثني عشر فوزا خلال أربع عشرة مباراة جمعتهما في مختلف المسابقات والبطولات. وأصبح جيسوس ثاني أكثر المدربين تحقيقا للفوز على الاتحاد في تاريخ الدوري السعودي برصيد خمسة انتصارات خلف بريكليس شاموسكا وفتحي الجبال ولكل منهما ستة انتصارات.
قاد المدرب البرتغالي الهلال في تلك الفترة للفوز بثلاثية الدوري وكأس الملك والسوبر دون أي هزيمة محققا في الوقت نفسه أفضل معدل انتصارات متتالية عبر تاريخ أندية العالم بواقع أربعة وثلاثين فوزا في مختلف البطولات. كان ذلك الموسم أشبه بصدمة حقيقية على جماهير الاتحاد بسبب المشاكل الفنية والإدارية داخل النادي والتي تسببت في رحيل المدربين البرتغالي نونو سانتو والأرجنتيني مارسيلو جاياردو.
ومع التفوق الواضح لجيسوس خلال الموسم الجاري وتزامنه مع الانتقادات والأزمات التي تطارد الاتحاد فمن الممكن أن ينجح المدرب البرتغالي في تكرار سيناريو موسم الصدمة للعميد. وما يدعم هذا الاحتمال هو وقوع الاتحاد في قرعة النصر خلال ثمن نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين وهو سيناريو يشبه إلى حد كبير ما حدث في موسم الصدمة الماضي.