الإيثيلين في الطماطم والفواكه.. هل يمثل خطورة؟ خبير تغذية يحسم الجدل

الإيثيلين في الطماطم والفواكه.. هل يمثل خطورة؟ خبير تغذية يحسم الجدل
الإيثيلين في الطماطم والفواكه.. هل يمثل خطورة؟ خبير تغذية يحسم الجدل

أثار مقطع فيديو متداول عبر منصات التواصل الاجتماعي قلقا واسعا بين المستهلكين بشأن سلامة ثمار الطماطم ذات اللون الباهت من الداخل حيث حذر المقطع من استخدام المزارعين لمادة الإيثيلين لتسريع عملية النضج وهو ما دفع الخبراء لتوضيح الحقائق العلمية حول هذه المادة وتأثيرها الفعلي على صحة الإنسان.

وفي هذا السياق أوضح الدكتور معتز القيعي أخصائي اللياقة البدنية والتغذية الرياضية حقيقة الادعاءات المنتشرة مؤكدا أن غاز الإيثيلين هو في الأساس مركب طبيعي وآمن تماما للاستهلاك البشري ولا يشكل خطورة على الصحة العامة عند تناوله عبر الفواكه والخضروات.

وشرح القيعي أن الإيثيلين الذي يحمل الصيغة الكيميائية C₂H₄ هو هرمون نباتي تنتجه النباتات بشكل طبيعي لتنظيم عمليات النمو والنضج ولا يقتصر وجوده على الطماطم فقط بل يوجد في العديد من الفواكه الأخرى كالموز والتفاح وهو المسؤول عن التغيرات التي تطرأ على الثمار أثناء تحولها من الحالة غير الناضجة إلى الناضجة.

وأكدت الدراسات العلمية المتاحة حتى الآن أن هذه المادة لا تصنف ضمن المواد المسرطنة للإنسان كما أن الجسم البشري لا يمتصها بكميات خطيرة من الأطعمة نظرا لطبيعتها كغاز سريع التبخر فهو لا يتراكم داخل أنسجة الجسم.

ويجب التمييز بين نوعين من الإيثيلين فالأول هو الطبيعي الذي تفرزه الفاكهة ذاتيا وهو آمن بنسبة مئة بالمئة أما الثاني فيأتي من مصادر صناعية مثل مادة إيثيفون التي يستخدمها المزارعون أحيانا في الزراعة وهذه المادة تتحلل لتطلق غاز الإيثيلين وتخضع عمليات استخدامها لرقابة صارمة وجرعات دقيقة لضمان أن ما يصل للمستهلك النهائي يظل ضمن الحدود الآمنة والمسموح بها عالميا.

وتصنف الطماطم علميا ضمن الفواكه الكليماكتيرية وهي الثمار التي تظهر استجابة مباشرة لغاز الإيثيلين مما يسرع من نضجها وتتجلى هذه الاستجابة في عدة أشكال منها تحفيز تغير لون الثمرة من الأخضر إلى الأحمر وإكساب النسيج الداخلي ليونة وطراوة بالإضافة إلى دوره في تكوين السكريات وإطلاق الروائح والنكهات الطبيعية المميزة للثمرة الناضجة كما يساعد استخدامه في توحيد عملية النضج خلال فترات التخزين والشحن.

وشدد الدكتور معتز القيعي على أنه لا يوجد أي دليل علمي قاطع حتى الآن يثبت وجود علاقة بين تناول الأطعمة المعالجة بالإيثيلين والإصابة بمرض السرطان لدى الإنسان.

ورغم أن استخدام الإيثيلين لتسريع النضج لا يشكل خطرا صحيا على المستهلك إلا أن التعرض المفرط للغاز قد يؤثر سلبا على الثمرة نفسها حيث يمكن أن يقصر من عمرها التخزيني ويؤدي إلى تلفها بشكل أسرع.

ويكمن الخطر الحقيقي والوحيد لمادة الإيثيلين في حالة التعرض لتركيزات عالية جدا من الغاز في أماكن مغلقة سيئة التهوية مثل المخازن الكبرى وهذا الخطر يهدد العاملين في هذه الأماكن حيث قد يسبب تهيجا للجهاز التنفسي أو يؤدي للاختناق لكن هذا التأثير بعيد تماما عن المستهلك العادي الذي يتناول الثمرة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *