جيسوس يكتب خطة الإطاحة بقائد الحملة الفرنسية بعد 147 يوما من الغياب

يترقب عشاق كرة القدم السعودية مواجهة كلاسيكو من العيار الثقيل مساء اليوم الجمعة على ملعب الإنماء حيث لا تقتصر أهمية المباراة على كونها قمة الجولة الرابعة من دوري روشن للمحترفين بين فريقي اتحاد جدة والنصر بل تمتد لتكون فصلا حاسما في قصة صراع شخصي بين مدربين كبيرين.
تتجاوز هذه المباراة حدود التسعين دقيقة التقليدية لتصبح مسرحا تتقاطع فيه خيوط الماضي مع رهانات الحاضر حيث يجد المدرب الفرنسي لوران بلان نفسه في مواجهة مصيرية قد تحدد مستقبله مع الاتحاد بينما يسعى نظيره البرتغالي جورجي جيسوس لكتابة السطر الأخير في سيناريو انتقامي بدأ قبل أشهر قليلة.
يقف لوران بلان على حافة الهاوية فالفريق يعاني من تذبذب كبير في المستوى ظهر جليا في الخسارة الأخيرة أمام الوحدة الإماراتي بنتيجة هدفين لهدف في أولى جولات نخبة آسيا في أداء وصف بالكارثي للمدرب الفرنسي وهو ما زاد من حدة الانتقادات الموجهة إليه وأصبح مستقبله معلقا بنتيجة مباراة اليوم الحاسمة.
جاءت تصريحات أسطورة الاتحاد محمد نور لتزيد من الضغوط على بلان حيث كشف عن معلومات من داخل النادي تؤكد أن الإدارة ستتخذ قرارا بإقالة المدرب في حال تلقيه هزيمة من النصر وهو ما يحول الكلاسيكو إلى ما يشبه ساعة الحساب بالنسبة للمدرب الفرنسي.
على الجانب الآخر يدخل جورجي جيسوس المباراة بمعنويات مختلفة فالانتصار بالنسبة له لا يعني فقط الانفراد بصدارة الدوري بل يمثل أيضا إسدال الستار على قصة بدأت فصولها في مايو الماضي عندما كان بلان سببا رئيسيا في إنهاء مسيرة المدرب البرتغالي مع فريقه السابق الهلال.
تعود جذور القصة إلى الموسم الماضي حين كان جيسوس مدربا للهلال حيث تمكن بلان الذي كان يقود الاتحاد آنذاك من إحكام قبضته على الدوري والكأس وأطاح بالهلال من الدور ربع النهائي بعد مباراة ماراثونية حسمها الاتحاد بركلات الترجيح ثم أكمل المهمة بفوز كبير في الدوري بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف واحد.
ذلك الانتصار الكبير لم يكن عاديا بل كان بمثابة الضربة القاضية التي أنهت تفوق جيسوس والهلال لفترة طويلة ومهدت الطريق لرحيله عن الزعيم بعدما أثرت الهزيمة المحلية على مشوار الفريق الآسيوي الذي ودع البطولة لاحقا على يد أهلي جدة.
بعد رحيل جيسوس عن الهلال في مايو الماضي لم يتوقع أحد عودته السريعة للملاعب السعودية ولكن النصر فجر مفاجأة مدوية بالتعاقد معه بعد شهرين فقط ومنحته الأقدار فرصة لتصفية الحسابات سريعا حيث كانت أولى مبارياته الرسمية في الموسم الجاري ضد اتحاد بلان.
تمكن جيسوس من كسر شوكة بلان في نصف نهائي الكأس محققا الفوز بهدفين لهدف في مباراة كان فيها الطرف الأفضل وسيطر على مجرياتها طولا وعرضا وكانت تلك الهزيمة بمثابة الطعنة الأولى في مسيرة المدرب الفرنسي مع الاتحاد حيث بدأت الأصوات تتعالى مطالبة برحيله والتخلص من عدد من النجوم.
بعد 147 يوما من مغادرته الهلال يجد المدرب البرتغالي نفسه أمام سيناريو درامي متكامل الأركان فالفوز اليوم لن يضعه فقط في صدارة الترتيب بل سيكمل دائرة الانتقام بإزاحة المدرب الذي تسبب في رحيله عن فريقه السابق.