ليوناردو رهان إنزاجي الصعب.. صفقة مفاجئة قد تقلب الموازين في الكالتشيو

أظهر المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي بصمته الواضحة على مسيرة فريق الهلال هذا الموسم حيث اتسمت قراراته بالجرأة والمراهنة على خيارات تكتيكية حاسمة. وبينما نجحت بعض هذه الرهانات بشكل لافت فإن رهانات أخرى أثارت الجدل وكشفت عن الوجه الصارم لشخصية المدرب الذي يفرض كلمته مبكرا على الجميع.
إن عالم التدريب بطبيعته يضع المديرين الفنيين أمام اختبار دائم لقناعاتهم التكتيكية. فالتمسك الشديد بالأفكار قد يقود إلى العناد في بعض الأحيان ولكن نجاح هذه الأفكار على أرض الملعب يجلب الإشادة والتقدير من الجميع بينما يؤدي الفشل إلى وضع المدرب في قفص الاتهام لعدم استماعه لوجهات نظر مختلفة.
وتكشف هذه المواقف عن شخصية إنزاجي الشرسة كمدرب لا يعرف العواطف في عمله فهو يتعامل بلغة عملية بحتة ترتكز على تحقيق الانتصارات والأهداف المنشودة فقط. هذا الأسلوب يمتد حتى إلى تصريحاته الإعلامية التي يتحدث فيها بلهجة حادة تفرض شخصية قوية أمام اللاعبين ووسائل الإعلام بشكل عام.
وقد مر الهلال في بداية الموسم الحالي بفترة يمكن وصفها بالمقبولة شهدت استقرارا فنيا تدريجيا. وعكست تلك المرحلة المبكرة جوانب مختلفة من قرارات المدرب ما بين الرهانات الصائبة والخاطئة قبل أن يجد الفريق اتزانه ويعود بقوة إلى مساره الصحيح.
ومن أبرز رهانات إنزاجي الرابحة كان استقطاب النجم الفرنسي ثيو هيرنانديز لاعب ميلان السابق. لقد راهن المدرب الإيطالي على قدرات اللاعب ونجح في توظيفها بالشكل الأمثل إذ تألق هيرنانديز بشكل ملحوظ على المستويين الدفاعي والهجومي ليثبت أن قرار جلبه كان صائبا بكل المقاييس.
على النقيض من ذلك خسر إنزاجي رهانه على لاعب آخر وهو البرازيلي لودي الذي رفض البقاء كخيار ثالث في الفريق. هذا الموقف أدى إلى رحيل اللاعب بطريقة اعتبرتها الجماهير غير مناسبة مما يمثل إحدى القرارات التي لم تسر في صالح المدرب أو النادي.
رهان آخر ناجح ولكنه متأخر كان المهاجم البرازيلي ماركوس ليوناردو. لقد تحلى اللاعب بالصبر ولم يثر أزمة رغم تفكير المدرب في الاكتفاء بقيده آسيويا فقط. وخدمت الظروف ليوناردو بعد إصابة الظهير الأيمن البرتغالي كانسيلو الطويلة حيث حصل على فرصته وأثبت جدارته مسجلا نفسه ضمن القائمة المحلية على عكس مواطنه لودي الذي اختار طريق المواجهة والرحيل.
وكان ليوناردو نفسه قد أثبت جدارته في الموسم الماضي وعوض بنجاح كبير غياب الهداف ميتروفيتش كما قدم مستويات مميزة في كأس العالم للأندية وهو ما جعله يؤمن بحظوظه في المشاركة أساسيا ورفض الوضع الذي أراده له إنزاجي في حساباته الفنية.