الاتحاد والنصر.. قصة العداوة التاريخية التي بدأت بصداقة وأشعلت الدوري السعودي

تترقب الأوساط الرياضية مواجهة كروية حاسمة تجمع قطبي اللون الأصفر فريقي الاتحاد والنصر في إطار منافسات الجولة الرابعة من دوري روشن للمحترفين حيث يدخل الفريقان المباراة وهما يتقاسمان صدارة الترتيب بتسع نقاط لكل منهما ما يضفي على اللقاء طابعا ثأريا ومعركة خاصة لفض الشراكة والانفراد بالقمة.
تاريخ العلاقة بين الناديين الكبيرين لم يكن دائما يتسم بالتوتر والصراع بل مر بمرحلة فريدة من التحالف والود يمكن وصفها بالاستثنائية في عالم كرة القدم الذي تحكمه المنافسة الشرسة فقد شكلت شخصيتان تاريخيتان هما الأمير الراحل عبد الرحمن بن سعود في الرياض ومنصور البلوي في جدة أساسا لتحالف غير رسمي جعل الناديين أقرب إلى فريق واحد في جسدين مختلفين.
هذه العلاقة الوثيقة لم تقتصر على الإدارات فقط بل امتدت لتشمل المدرجات بشكل لافت حيث كان من المألوف رؤية جماهير الاتحاد تهتف للنصر في ملاعب الرياض ومشجعي النصر يرفعون رايات الاتحاد في جدة وكانت خزائن الاتحاد في فترة من الفترات مفتوحة لدعم النصر الذي كان يمر بإحدى أصعب مراحله المالية في مشهد نادر بين الأندية المتنافسة.
لكن هذه الصداقة المتينة بدأت في التصدع بعد مواجهة شرسة جمعت الفريقين عام 2011 إذ خرج الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر آنذاك بتصريحات أشعلت فتيل الأزمة حين قال إنه لا يوجد سوى أصفر واحد وهو العالمي في إشارة لناديه وكانت هذه الكلمات بمثابة شرارة أنهت عقودا من الود وأدخلت العلاقة في نفق من الجفاء والبرود.
وعلى الرغم من القطيعة التي استمرت لسنوات جاء انتقال القائد التاريخي للاتحاد محمد نور إلى صفوف النصر عام 2013 ليمثل جسرا لإعادة الدفء للعلاقات لم يكن الانتقال مجرد صفقة لاعب بل كان يحمل رمزية كبيرة لإحياء ذكريات التعاون وقد ساهم نور بالفعل في عودة النصر لمنصات التتويج بينما عملت الصفقة في الكواليس على تلطيف الأجواء بين الأصفرين.
إلا أن حالة الهدوء لم تدم طويلا فسرعان ما عادت التوترات لتطفو على السطح مجددا خلال المواسم الأخيرة ودخل الناديان في صراع مفتوح على الصفقات كانت بدايته مع ملف اللاعب البرازيلي أنسيلمو الذي أثار جدلا واسعا بين الطرفين ثم تفجرت الأزمة الكبرى عند انتقال المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله إلى الاتحاد بعد فسخ عقده مع النصر ليتحول الصراع إلى حرب جماهيرية وإعلامية على منصات التواصل الاجتماعي.
جاء عصر النجوم العالميين ليضيف فصلا جديدا من فصول المنافسة حيث وضع وصول الفرنسي كريم بنزيما للاتحاد في صيف 2023 حدا للمقارنات التقليدية وبدأ صراع من نوع آخر مع قائد النصر كريستيانو رونالدو ورغم أن رونالدو تفوق كهداف للدوري في موسمين متتاليين فإن تأثير بنزيما كان حاسما على المستوى الجماعي في الموسم الماضي حيث قاد فريقه لتحقيق ثنائية الدوري وكأس الملك والفوز بجائزة أفضل لاعب.
تجدد الصراع المباشر بين النجمين الكبيرين في مطلع الموسم الحالي حين رد رونالدو على تفوق بنزيما وقاد النصر لإقصاء الاتحاد من نصف نهائي السوبر المحلي بالفوز عليه بهدفين مقابل هدف واحد ليدخل الفريقان مواجهة الدوري المقبلة بدوافع مختلفة فالاتحاد يسعى لرد اعتباره بعد جرح السوبر بينما يتطلع النصر لتأكيد تفوقه ومواصلة طريقه نحو استعادة الألقاب.