كلاسيكو الاتحاد والنصر يشعل ثورة أوروبية بين القرنفل البرتغالي والباستيل الفرنسي

كلاسيكو الاتحاد والنصر يشعل ثورة أوروبية بين القرنفل البرتغالي والباستيل الفرنسي
كلاسيكو الاتحاد والنصر يشعل ثورة أوروبية بين القرنفل البرتغالي والباستيل الفرنسي

تتجه أنظار عشاق كرة القدم السعودية إلى ملعب الإنماء حيث يستضيف نادي الاتحاد غريمه التقليدي النصر مساء الجمعة في قمة مباريات الجولة الرابعة من دوري المحترفين السعودي في مواجهة كلاسيكية بنكهة أوروبية خالصة تحمل في طياتها صراعاً على صدارة الترتيب.

على غرار ثورة الباستيل التي غيرت وجه فرنسا إلى الأبد انطلق نادي الاتحاد في ثورة كروية فرنسية الملامح انتشلته من أحزانه وقادته نحو القمة فبعد أن انتهى موسم 2023-2024 بشكل محبط للفريق الذي حل خامساً في جدول ترتيب الدوري وفشل في التأهل لدوري أبطال آسيا وودع كأس خادم الحرمين الشريفين من نصف النهائي ودوري أبطال آسيا من ربع النهائي تغير كل شيء في الموسم التالي.

بدأت ملامح التغيير الجذري بتعيين المدرب الفرنسي لوران بلان الذي قاد عملية إحلال وتجديد واسعة كان بطلها الأول المهاجم الفرنسي كريم بنزيما ومع بداية موسم 2024-2025 عزز الفريق هويته الفرنسية بضم الجناح موسى ديابي قادماً من أستون فيلا ليشكل مع بنزيما والهولندي ستيفن بيرجوين مثلثاً هجومياً نارياً بالإضافة إلى تدعيم خط الوسط بالجزائري حسام عوار الذي سبق له تمثيل منتخبات فرنسا السنية والفرنسي الآخر كانتي والبرازيلي فابينيو.

هذه الثورة أتت بثمارها سريعاً وبشكل لم يكن متوقعاً فبعد سنوات من المعاناة حقق الاتحاد ما يشبه المعجزة وتمكن من الجمع بين الثنائية المحلية لأول مرة في عصر الاحتراف حيث توج بلقب الدوري السعودي الذي فقده في الموسم السابق ثم أتبعه بلقب كأس خادم الحرمين الشريفين بعد غياب دام سبع سنوات كما ضمن مشاركته الأولى في دوري أبطال آسيا بشكله الجديد دوري النخبة.

يستلهم هذا التحول قصته من التاريخ الفرنسي ففي الرابع عشر من يوليو عام 1789 اقتحم متظاهرون سجن الباستيل في باريس مطلقين شرارة الثورة الفرنسية ورغم أن السجن لم يكن يحوي سوى سبعة أسرى إلا أن اقتحامه كان إعلاناً رمزياً للثورة ضد السلطة الحاكمة وتحول هذا اليوم إلى رمز للجمهورية الفرنسية وعطلة رسمية تعرف بيوم الاتحاد أو يوم الباستيل.

في المقابل سعى نادي النصر لإحداث ثورته الخاصة على طريقة ثورة القرنفل البرتغالية الهادئة لإنهاء حالة الجفاف التي يعاني منها حيث لم يفز بأي بطولة رسمية منذ ما يقارب خمس سنوات حين توج مطلع عام 2021 بلقب كأس السوبر السعودي عن موسم 2019-2020 ومنذ ذلك الحين خسر فريق النصر كل البطولات التي نافس عليها ولم يفز سوى بالبطولة العربية للأندية في 2023 وهي بطولة غير رسمية.

انطلقت الثورة النصراوية بقيادة نجمه الأول كريستيانو رونالدو الذي جدد عقده مع النادي وبموجبه أصبح يمتلك 15% من أسهم النادي وبدأ في رسم ملامح المشروع البرتغالي الجديد فتم تعيين صديقه البرتغالي خوسيه سيميدو رئيساً تنفيذياً ومواطنه سيماو كوتينيو مديراً رياضياً وصولاً إلى التعاقد المفاجئ مع المدرب البرتغالي جورجي جيسوس المدرب السابق للهلال.

ولم تتوقف التعاقدات البرتغالية عند هذا الحد بل ضم النصر اللاعب البرتغالي جواو فيليكس ليكمل مسيرة التعاقدات الأوروبية التي شملت الفرنسي كينجسلي كومان والإسباني إينيجو مارتينيز.

تعرف الثورة البرتغالية التي وقعت في 25 أبريل عام 1974 بثورة القرنفل لأنها لم تشهد إطلاق أي رصاصات بل قام المتظاهرون بتوزيع زهور القرنفل على الجنود الذين وضعوها على ملابسهم وفي فوهات بنادقهم وهي الثورة التي أسقطت نظام استادو نوفو أو الدولة الجديدة بعد 185 عاماً من الثورة الفرنسية وعلى بعد 1500 كيلومتر من باريس في العاصمة لشبونة.

الآن حان وقت الصدام بين امتداد ثورتي الباستيل والقرنفل ليس في باريس أو لشبونة ولكن في مدينة جدة حين يلتقي الفريقان وهما يتصدران ترتيب الدوري السعودي بالعلامة الكاملة برصيد تسع نقاط لكل منهما كأول مواجهة تجمعهما بهويتهما الأوروبية الجديدة.

التقى الفريقان بهويتهما الجديدة لأول مرة في أغسطس الماضي حين فاز النصر على الاتحاد بهدفين مقابل هدف في نصف نهائي كأس السوبر السعودي لكن ثورة النصر لم تكتمل بعد أن خسر النهائي أمام الأهلي بركلات الترجيح ليفشل في تحقيق أول ألقابه في العهد البرتغالي.

وستكون المواجهة القادمة حاسمة لتغيير حقيقة الصدارة المشتركة ففريق واحد قد يكمل المسيرة بالعلامة الكاملة بعد الجولة الرابعة وقد لا ينجح كلاهما في ذلك إذا ما تعثرا بالتعادل لتبدأ حرب الثورات فصلاً جديداً من فصولها على الأراضي العربية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *