الأخضر السعودي من قمة المونديال إلى الملحق ما سر هذا التراجع المفاجئ

يعيش الشارع الرياضي السعودي حالة من الترقب والقلق بعد التحول الكبير في أداء المنتخب الوطني فبعد الإنجاز التاريخي بالفوز على منتخب الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي في مونديال قطر 2022 والذي توج باللقب لاحقا تراجعت نتائج الصقور الخضر بشكل ملحوظ مما أثار تساؤلات حول مستقبل الفريق قبل خوض الملحق الآسيوي الحاسم المؤهل لكأس العالم 2026.
أحد أبرز العوامل التي أثرت على استقرار المنتخب يتمثل في التغييرات المتكررة على مستوى الإدارة الفنية فبعد رحيل المدرب الفرنسي هيرفي رينارد صانع إنجاز المونديال تم تعيين الإيطالي روبرتو مانشيني في أغسطس 2023 لكن فترته لم تدم طويلا حيث أقيل بعد أقل من عام بسبب سوء النتائج وخلال 17 مباراة قاد فيها مانشيني المنتخب حقق الفوز في 7 مباريات فقط مقابل 5 هزائم و5 تعادلات ليعود الاتحاد السعودي ويتعاقد مجددا مع الفرنسي هيرفي رينارد في أكتوبر 2024.
ساهمت حالة عدم الاستقرار الفني في تخبط واضح بالخيارات الفنية حيث اعتمد المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني على 30 لاعبا مختلفا في التشكيلات الأساسية خلال المباريات التسع الأولى التي قادها ووصل إجمالي التغييرات التي أجراها على تشكيلاته إلى 38 تغييرا وهو ما حال دون خلق الانسجام والتفاهم بين اللاعبين ووضع بصمة تكتيكية واضحة على أداء الفريق.
في سياق متصل أثار قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بالسماح لأندية الدوري بتسجيل عدد مفتوح من اللاعبين الأجانب جدلا واسعا حول تأثيره على المنتخب الوطني ويرى أسطورة الكرة السعودية ماجد عبدالله أن هذا القرار أثر سلبا على المهاجمين السعوديين تحديدا حيث تسبب استقطاب الأندية لمهاجمين عالميين في جلوس المواهب المحلية على مقاعد البدلاء مما أدى إلى تراجع المعدل التهديفي للمنتخب في المحافل الدولية.
لم تكن الإصابات بعيدة عن مشهد تراجع أداء الصقور حيث أصبحت ظاهرة شبه دائمة تلاحق الفريق في كل تجمع ومنافسة مهمة ففي المعسكر الأخير غاب سالم الدوسري وأيمن يحيى وزياد الجهني عن التدريبات وابتعد نواف العقيدي وناصر الدوسري عن التمارين أيضا وقبل ذلك في تصفيات المونديال أثرت موجة إصابات على أبرز نجوم الفريق مثل سعود عبدالحميد وحسن كادش مما أجبر الجهاز الفني على استبعادهما من مواجهة اليابان الحاسمة التي خسرها الفريق بهدفين دون رد.
تكررت معاناة المنتخب مع لعنة الإصابات في بطولات أخرى ففي بطولة الكأس الذهبية 2025 عانى الأخضر من نقص عددي بسبب إصابة المدافع عبدالله مادو والظهير همام الهمامي وحسن كادش ومهند آل سعد كما واجه الفريق صعوبات كبيرة قبل انطلاق بطولة خليجي 26 بسبب إصابة لاعبين مؤثرين أبرزهم عبدالإله العمري وعبدالله الخيبري والمهاجم صالح الشهري.
يستعد المنتخب السعودي حاليا لخوض غمار الملحق الآسيوي المؤهل لمونديال 2026 حيث سيواجه منتخب إندونيسيا مساء الأربعاء المقبل ثم يلاقي منتخب العراق يوم 15 من الشهر الجاري وستقام المباراتان في مدينة جدة مما يمنح الصقور فرصة قوية للاستفادة من عاملي الأرض والجمهور لتحقيق بداية مثالية في طريق التأهل.
يضم الملحق الآسيوي 6 منتخبات تم تقسيمها إلى مجموعتين تضم كل مجموعة 3 منتخبات يتأهل متصدر كل مجموعة مباشرة إلى نهائيات كأس العالم بينما يلعب صاحبا المركز الثاني في المجموعتين مباراة فاصلة لتحديد الفريق الذي سيخوض الملحق العالمي كفرصة أخيرة للتأهل.
إلى جانب هذه العوامل واجه المنتخب انتقادات بسبب قناعات بعض المدربين فخلال فترة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد لوحظ إصراره على أسماء معينة رغم تراجع مستواها مثل المدافع علي البليهي في المقابل تجاهل المدرب مطالبات إعلامية وجماهيرية واسعة بضم لاعبين آخرين يقدمون مستويات لافتة مع أنديتهم مثل علي لاجامي أو الشاب سعد الموسى كما كان عبدالله آل سالم هداف اللاعبين المحليين في الدوري السعودي للمحترفين وعبدالرحمن الغريب وتركي العمار ضحايا لعناد رينارد وقراراته.