طلب جيسوس الذي رفضه الهلال فجأة وكيف استغله النصر ليقلب الموازين

كشفت تقارير صحفية أن المدرب البرتغالي خورخي خيسوس المدير الفني لنادي النصر تمكن أخيرا من تحقيق رغبة قديمة راودته طويلا حتى عندما كان يقود الغريم الهلال حيث نجح في تدعيم صفوف فريقه الحالي باللاعبين اللذين طالما سعى للتعاقد معهما وهما الجناح الفرنسي كينغسلي كومان وصانع الألعاب البرتغالي جواو فيليكس.
لم تكن رغبة خيسوس في ضم هذا الثنائي وليدة اللحظة بل تعود إلى فترته مع الهلال حين طلب التعاقد معهما لتعزيز قوة الفريق لكن طلبه قوبل بالرفض آنذاك وبقي الأمر مجرد حلم صعب التحقيق. لكن مع توليه قيادة النصر لاحقا نجح المدرب البرتغالي في تحقيق مبتغاه ليثبت اللاعبان بعد انضمامهما أنهما يصنعان الفارق بشكل واضح وملموس في أداء الفريق.
كانت فترة خيسوس الأخيرة مع الهلال قد شهدت موسما صعبا لم يكن على مستوى النجاحات الكبيرة التي حققها في فترته الأولى خصوصا على الصعيد المحلي. ويعتقد أن بعض الخلافات غير المعلنة حول سياسة التعاقدات كانت أحد أسباب تراجع النتائج والفشل في حصد أي لقب. وجاءت الخسارة أمام الأهلي في نصف نهائي دوري أبطال آسيا لتكون بمثابة نقطة النهاية في علاقة المدرب البرتغالي بالهلال.
يملك خيسوس فلسفة تدريبية خاصة تفرض عليه اختيار نوعية معينة من اللاعبين القادرين على تنفيذ رؤيته التكتيكية على أكمل وجه حتى لو تطلب الأمر التضحية بأسماء كبيرة. ولم يتردد المدرب البرتغالي في الاستغناء عن خدمات النجم البرازيلي نيمار جونيور كثير الإصابات عندما شعر أن الفريق لن يحقق أي استفادة من وجوده وأن بقاءه سيضر الفريق أكثر مما ينفعه كونه يحتل مقعد لاعب أجنبي دون أن يشارك.
منذ وصوله إلى النصر أثبت جواو فيليكس أنه قطعة أساسية لا غنى عنها في كتيبة المدرب خيسوس وأصبح بلا مبالغة أحد أهم لاعبي الفريق. فهو اللاعب الذي يقدم الحلول لزملائه في المواقف الهجومية الصعبة ولا يتوقف عن صناعة الفرص وعندما تتعقد الأمور فإنه يسجل الأهداف بنفسه ويتميز بسجله التهديفي المميز منذ مبارياته الأولى. يمثل وجود فيليكس إضافة نوعية على الصعيدين الفني والتسويقي حيث يجمع بين المهارة العالية والقدرة على إحداث الفارق في المساحات الضيقة ما يجعله أحد أهم الأوراق الهجومية.
يتميز فيليكس بذكاء تكتيكي يسمح له بالتحرك بفاعلية بين الخطوط وربط الوسط بالهجوم كما يملك قدرة فائقة على المراوغة والتمرير الحاسم. هذه المهارات تمنح النصر خيارات متجددة في مواجهة الفرق التي تعتمد على الكثافة الدفاعية. خبرته الأوروبية الواسعة مع أندية كبرى مثل أتلتيكو مدريد وبرشلونة تمنحه ثقة كبيرة في التعامل مع المباريات الحاسمة وينعكس ذلك إيجابا على زملائه داخل الملعب.
على مستوى الأرقام يظهر تأثيره في معدل مساهماته التهديفية سواء عبر التسجيل أو الصناعة بالإضافة إلى معدل تمريراته المفتاحية في كل مباراة ما يجعله من أكثر اللاعبين فعالية في الثلث الهجومي. إن وجوده بجانب نجوم بحجم كريستيانو رونالدو وأندرسون تاليسكا يضاعف من خطورة هجوم النصر ويتيح للفريق تنويع أساليبه الهجومية وعدم الاعتماد على لاعب بعينه. مرونته التكتيكية تمنح المدرب حرية تغيير الرسم الخططي من 4-3-3 إلى 4-2-3-1 دون أن يفقد الفريق توازنه.
أما انضمام كينغسلي كومان فيمثل إضافة هجومية من العيار الثقيل فهو لاعب يمتلك سرعة استثنائية على الأطراف وقدرة هائلة على اختراق الدفاعات بفضل مهاراته الفردية ومراوغاته المتقنة. خبرته في اللعب تحت ضغط المباريات الكبرى مع بايرن ميونخ ومنتخب فرنسا تجعله مؤهلا لتقديم الإضافة في اللحظات الحاسمة التي يحتاج فيها النصر للاعب قادر على تحويل مجريات المباراة بلمسة أو انطلاقة سريعة.
لا يقتصر دور كومان على صناعة الأهداف أو تسجيلها فقط بل يمتد إلى توسيع الملعب عبر تمركزه على الخط الجانبي مما يمنح زملاءه مساحات أكبر للتحرك خاصة المهاجمين في عمق منطقة الجزاء مثل رونالدو وتاليسكا. إحصائياته تبرز معدله العالي من المراوغات الناجحة في المباراة الواحدة بالإضافة إلى دقة تمريراته العرضية التي ترفع من فرص التسجيل.
مع تزايد طموحات النصر للمنافسة بقوة على لقب دوري أبطال آسيا واستعادة لقب الدوري المحلي يبرز دور لاعبين مثل جواو فيليكس وكينغسلي كومان كعناصر قادرة على صناعة الفارق في الأوقات الصعبة وتحويل التفاصيل الصغيرة إلى انتصارات كبيرة ليصبحا من الركائز التي يعول عليها الفريق لرسم ملامح نجاحه في المواسم المقبلة.