تهميش لاعبي السعودية يضع رينارد في أزمة حقيقية قبل ملحق كأس العالم

يواصل المنتخب السعودي الأول استعداداته المكثفة في مدينة جدة قبل أيام قليلة من انطلاق مشواره الحاسم في الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 حيث يواجه تحديا كبيرا يتمثل في جاهزية لاعبيه البدنية بسبب قلة مشاركتهم في مباريات الدوري المحلي هذا الموسم.
يواجه الجهاز الفني للمنتخب السعودي بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد معضلة حقيقية تتعلق بمعدل المشاركة المنخفض للاعبين المحليين في الدوري السعودي للمحترفين حيث كشفت الإحصاءات أن ثلاثة لاعبين فقط من أصل ثمانية وعشرين لاعبا في القائمة الحالية تمكنوا من خوض المباريات الأربع الأولى بشكل كامل هذا الموسم وهو ما يعكس حجم اعتماد الأندية السعودية على المحترفين الأجانب الذين يشغلون ثمانية مراكز أساسية في كل فريق الأمر الذي قلص فرص العناصر المحلية وأفقدهم حساسية المنافسة وبات يشكل تحديا حقيقيا أمام المنتخب في رحلته نحو المونديال.
ويستهل الأخضر السعودي مشواره في الملحق الآسيوي بمواجهة منتخب إندونيسيا يوم الأربعاء المقبل ضمن منافسات المجموعة الثانية التي تستضيفها جدة وتضم أيضا منتخب العراق ويحمل المنتخب طموحات كبيرة لإضافة مشاركة جديدة إلى تاريخه الحافل في المونديال بعد أن سجل حضوره في ست نسخ سابقة كان آخرها في قطر 2022.
وأعلن المدرب هيرفي رينارد عن قائمة مكونة من 28 لاعبا لخوض غمار التصفيات الحاسمة وضمت في حراسة المرمى نواف العقيدي وعبدالرحمن الصانبي ومحمد اليامي وراغد النجار وفي خط الدفاع متعب الحربي وجهاد ذكري ومحمد سليمان وسعد آل موسى وحسان تمبكتي وعلي مجرشي وسعود عبدالحميد وعبدالإله العمري.
واختار رينارد لخط الوسط ناصر الدوسري وعلي الحسن ومصعب الجوير وزياد الجهني ومحمد كنو وعبدالله الخيبري ونواف بوشل بينما يتكون الخط الهجومي من سالم الدوسري وعبدالرحمن العبود وأيمن يحيى وعبدالله الحمدان وصالح أبو الشامات ومهند آل سعد ومروان الصحفي وصالح الشهري وفراس البريكان.
ويتصدر الثلاثي سالم الدوسري وحسان تمبكتي من الهلال وسعد الموسى من الاتحاد قائمة اللاعبين الأكثر جاهزية في تشكيلة الأخضر بعد أن شارك كل منهم في 360 دقيقة كاملة خلال الجولات الأربع الأولى من الدوري السعودي وقدم سالم الدوسري قائد الهلال مستويات مميزة مسجلا ثلاثة أهداف بينما أظهر تمبكتي والموسى أداء دفاعيا صلبا مع فريقيهما.
وعلى النقيض تبدو الصورة مقلقة في مركز حراسة المرمى حيث شارك نواف العقيدي في مباراة واحدة فقط مع النصر لمدة 90 دقيقة قبل أن تبعده الإصابة وحصل راغد النجار على فرصة اللعب في مباراتين بمعدل 180 دقيقة بينما لم يظهر الحارسان الآخران الصانبي واليامي في أي مباراة رسمية حتى الآن وهو ما يضع مركز الحراسة ضمن أكثر الملفات التي تؤرق رينارد.
ويمتد التفاوت في الجاهزية ليشمل خط الدفاع فبعد الثنائي تمبكتي والموسى يأتي علي مجرشي لاعب الأهلي بمشاركته في 301 دقيقة ثم جهاد ذكري بـ111 دقيقة ومتعب الحربي بـ107 دقائق ومحمد سليمان بـ96 دقيقة أما سعود عبدالحميد المحترف في لانس الفرنسي فشارك في 5 مباريات بواقع 75 دقيقة وصنع هدفا بينما لعب عبدالإله العمري 11 دقيقة فقط.
وفي وسط الميدان يتصدر مصعب الجوير لاعب القادسية القائمة بـ316 دقيقة يليه ناصر الدوسري بـ285 دقيقة ونواف بوشل بـ225 دقيقة بينما لعب محمد كنو 76 دقيقة فقط وعلي الحسن 13 دقيقة وفي الهجوم يواصل سالم الدوسري تألقه بـ360 دقيقة يليه مروان الصحفي بـ338 دقيقة ثم أيمن يحيى بـ317 دقيقة وفراس البريكان بـ211 دقيقة.
ويأتي بعدهم في قائمة المهاجمين صالح الشهري بمشاركة بلغت 132 دقيقة ثم عبدالرحمن العبود وصالح أبو الشامات بواقع 109 دقائق لكل منهما بينما شارك مهند آل سعد في 38 دقيقة وعبدالله الحمدان في 8 دقائق فقط وتعتبر هذه الأرقام إنذارا مبكرا قبل المعترك الحاسم الذي يجد فيه رينارد نفسه أمام اختبار مصيري لتجاوز أزمة الدقائق وقيادة الأخضر للمونديال السابع في تاريخه.
ويتطلع المنتخب السعودي لحجز مقعده السابع في كأس العالم ويعد أفضل إنجاز حققه على مدار مشاركاته هو بلوغ دور الستة عشر في نسخة عام 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية وتصعد 8 منتخبات من قارة آسيا إلى المونديال المقبل مباشرة بينما يخوض منتخب تاسع الملحق العالمي.
ويقضي نظام التصفيات بتأهل متصدر المجموعة مباشرة إلى النهائيات بينما يخوض صاحب المركز الثاني مواجهة مع نظيره في المجموعة الأولى على أن يصعد الفائز من هذه المواجهة إلى الملحق العالمي الحاسم لتحديد هوية المتأهل النهائي إلى المونديال الذي سيقام في أمريكا وكندا والمكسيك.