اتحاد جدة يستهدف خطف سباليتي من منتخب إيطاليا بعرض مالي ضخم

اتحاد جدة يستهدف خطف سباليتي من منتخب إيطاليا بعرض مالي ضخم
اتحاد جدة يستهدف خطف سباليتي من منتخب إيطاليا بعرض مالي ضخم

كشفت تقارير إعلامية أن إدارة نادي اتحاد جدة السعودي قدمت عرضا ماليا ضخما للمدرب الإيطالي الشهير لوتشيانو سباليتي بهدف إقناعه بتولي القيادة الفنية للفريق خلال الفترة القادمة خلفا للمدرب الفرنسي لوران بلان الذي تمت إقالته مؤخرا بسبب تراجع النتائج.

يأتي تحرك إدارة الاتحاد بعد رحيل المدرب السابق لوران بلان الذي لم يستمر طويلا في منصبه حيث جاءت الخسارة في مواجهة الكلاسيكو أمام النصر ضمن الجولة الرابعة من دوري روشن للمحترفين لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير. لم تقتنع إدارة النادي بما قدمه المدرب الفرنسي في بداية موسمه الثاني مع الفريق وفضلت البحث عن بديل قادر على إعادة الفريق إلى المسار الصحيح.

وتسعى إدارة النادي لحسم ملف المدرب الجديد في أسرع وقت ممكن مستغلة فترة التوقف الدولي الحالية في شهر سبتمبر وذلك قبل أن يستأنف الفريق تحضيراته للمواجهة القادمة أمام الفيحاء يوم 17 أكتوبر ضمن منافسات الجولة الخامسة من الدوري. وتأمل الإدارة أن يكون المدرب الجديد قد بدأ مهامه بالفعل لقيادة الفريق في سلسلة من المباريات الصعبة التي تنتظره.

ويعتبر لوتشيانو سباليتي الذي قاد نابولي لتحقيق لقب الدوري الإيطالي التاريخي في موسم 2022/2023 ويتولى حاليا تدريب منتخب إيطاليا الهدف الأساسي لإدارة الاتحاد. هذا الإصرار على التعاقد معه يفسر حجم العرض المالي الكبير المقدم له والذي يمتد حسبما ذكر الصحفي الإيطالي الموثوق نيكولو شيرا لمدة موسمين كاملين لمنحه الوقت الكافي لتطبيق فلسفته التدريبية وبناء فريق مستقر.

يمثل الشهر الحالي تحديا كبيرا لبطل الثنائية المحلية حيث تنتظره مواجهات حاسمة على مختلف الأصعدة. فإلى جانب لقاء الشرطة العراقي في دوري أبطال آسيا للنخبة سيخوض الفريق كلاسيكو مرتقبا ضد الهلال في 24 أكتوبر ثم يواجه النصر مجددا بعد أربعة أيام فقط ضمن منافسات الدور ثمن النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين.

يعد سباليتي واحدا من أبرز الأسماء التدريبية في إيطاليا وأوروبا خلال العقدين الماضيين حيث صنع لنفسه اسما لامعا مع أندية كبيرة مثل روما وإنتر ميلان. خبرته الواسعة وقدرته على التعامل مع الضغوط العالية تجعله خيارا مثاليا لناد بحجم الاتحاد الذي يعيش تحت ضغط جماهيري كبير وتطلعات عالية محليا وقاريا.

من الناحية التكتيكية يشتهر سباليتي بمرونته وقدرته على تطبيق خطط لعب متنوعة أبرزها 4-2-3-1 و4-3-3 معتمدا على الاستحواذ على الكرة وبناء اللعب من الخلف. ويركز أسلوبه على توظيف الأظهرة بشكل هجومي لزيادة العرض في الملعب ومنح الأجنحة حرية الاختراق وصناعة الفرص كما يعتمد دفاعيا على الضغط العالي لاستخلاص الكرة سريعا. هذا التوازن بين الصلابة الدفاعية والإبداع الهجومي هو أحد أسباب نجاحاته.

في حال إتمام الصفقة تأمل إدارة الاتحاد ألا يحتاج سباليتي لوقت طويل لوضع بصمته على أداء الفريق خاصة وأن تجارب بعض المدربين الإيطاليين في الملاعب السعودية لم تكن ناجحة بالكامل. على سبيل المثال واجه ستيفانو بيولي صعوبات في فترته مع النصر سابقا كما أن مدرب المنتخب الإيطالي السابق روبرتو مانشيني لا يزال يبحث عن هويته مع المنتخب السعودي.

لكن في المقابل هناك تجارب ناجحة مثل مدرب الهلال الحالي سيموني إنزاجي الذي نجح في فرض أسلوبه سريعا رغم اختلافه الجذري عن طريقة لعب سلفه البرتغالي جورجي جيسوس. وقد أظهر إنزاجي قدرة على التأقلم السريع وحقق نتائج مميزة سواء في كأس العالم للأندية أو في البطولات المحلية والقارية.

تكمن قوة سباليتي في شخصيته القيادية وقدرته على تطوير اللاعبين وفرض الانضباط التكتيكي داخل غرفة الملابس. إلا أن التحدي الأكبر الذي قد يواجهه في الدوري السعودي يرتبط بالجانب البدني حيث يتطلب أسلوبه القائم على الضغط المتواصل مجهودا بدنيا كبيرا وحركة مستمرة وهو ما قد يستلزم تدعيمات خاصة في مراكز الوسط والأجنحة خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير المقبل.

مع امتلاك الاتحاد مجموعة من النجوم البارزين والدعم المالي الكبير فإن التعاقد مع مدرب بقيمة سباليتي يمثل خيارا منطقيا لإعادة التوازن الفني المفقود. قدرة المدرب الإيطالي على المزج بين التنظيم الدفاعي والحلول الهجومية المتنوعة قد تمنح الفريق الاستقرار الذي يبحث عنه لكن نجاح التجربة يبقى مرهونا بمدى سرعة استيعاب اللاعبين لفلسفته ودعم الإدارة لمتطلباته الفنية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *