إدمان الأغذية عالية المعالجة: علامات تحذيرية تكشفه وأسباب خفية قد تفاجئك

أصبحت الأطعمة عالية المعالجة التي تشمل الوجبات السريعة والجاهزة والوجبات الخفيفة تشكل خطرا صحيا كبيرا نظرا لطبيعتها الإدمانية. هذه الأغذية الغنية بالدهون المضافة والكربوهيدرات المكررة لا تؤثر فقط على الوزن بل تحدث تغييرات في كيمياء الدماغ تجعل التوقف عن تناولها أمرا صعبا للغاية مما يضع المستهلكين في دائرة مغلقة من الرغبة الشديدة والاستهلاك المتزايد.
إن الآلية التي تسبب بها هذه الأطعمة الإدمان تشبه إلى حد كبير تأثير المخدرات حيث يعمل مزيج الدهون والسكر والملح على تنشيط مركز المكافأة في الدماغ بشكل مكثف. يؤدي هذا التنشيط إلى إفراز كميات كبيرة من الدوبامين وهو الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالمتعة والرضا مما يخلق لدى الشخص رغبة قوية في تكرار التجربة للحصول على نفس الشعور.
مع الاستهلاك المتكرر للأغذية المصنعة يبدأ الدماغ في ما يشبه إعادة برمجة نفسه حيث يصبح نظام المكافأة أكثر حساسية لمكونات مثل الدهون والسكر. هذا التغيير العصبي يزيد من قوة الرغبة الشديدة في تناول هذه الأطعمة ويؤدي إلى فقدان القدرة على التحكم في الكميات المستهلكة فيجد الشخص نفسه يتناول كميات أكبر بكثير مما كان ينوي.
عندما يحاول شخص معتاد على هذه الأغذية التوقف عن تناولها قد يواجه أعراض انسحاب حقيقية. تتجلى هذه الأعراض على شكلين أعراض جسدية مثل الصداع الشديد وأعراض نفسية وسلوكية تشمل التهيج والعصبية وحتى العدوانية مما يجعل عملية التخلص من هذه العادة الغذائية أمرا شاقا ومليئا بالتحديات.
بالإضافة إلى خطر الإدمان يفتح الاستهلاك المفرط للأطعمة عالية المعالجة الباب أمام قائمة طويلة من المشكلات الصحية الخطيرة. فهي تزيد من خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري وأنواع مختلفة من السرطان. يعود ذلك إلى قدرتها على تحفيز العمليات الالتهابية في الجسم وإحداث تغييرات سلبية على تركيبة البكتيريا المعوية المفيدة.
وقد تم تحديد مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالية الوقوع في فخ إدمان هذه الأطعمة. تشمل هذه العوامل السمنة التي تعد مؤشرا قويا لدى الرجال بشكل خاص وسوء الحالة الصحية البدنية لدى كل من الرجال والنساء. كذلك تلعب الصحة النفسية المتدهورة دورا كبيرا خاصة لدى النساء كما أن العزلة الاجتماعية تعتبر عامل خطر مشترك يؤثر على كلا الجنسين.