إيفان توني في حيرة بين عرض أهلي جدة الضخم وإغراءات البريميرليج

يتردد بقوة في الأوساط الرياضية أن نادي تشيلسي الإنجليزي يضع المهاجم إيفان توني لاعب أهلي جدة على رأس قائمة اهتماماته لتدعيم صفوفه الهجومية خلال فترة الانتقالات المقبلة وهو ما يثير حالة من القلق داخل النادي السعودي بشأن مستقبل أحد أبرز نجومه.
تشير التقارير الإعلامية المتداولة إلى وجود مفاوضات جادة قد بدأت بالفعل من جانب النادي اللندني بهدف إقناع اللاعب بالعودة مجددا إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بنهاية الموسم الجاري وتأتي هذه التحركات في إطار سعي تشيلسي الحثيث للبحث عن حلول هجومية فعالة.
أصبح المهاجم الإنجليزي البالغ من العمر 28 عاما قطعة محورية لا غنى عنها في المنظومة الهجومية التي يعتمد عليها المدرب الألماني ماتياس يايسله حتى وإن كانت بداية اللاعب مع بطل آسيا لم تكن مثالية على الصعيدين المحلي والدولي. ويمثل توني إحدى أبرز الصفقات التي أبرمها الأهلي السعودي في السنوات الأخيرة حين انضم قادما من برينتفورد الإنجليزي ليمنح الفريق ثقلا هجوميا إضافيا في دوري روشن.
يتمتع توني بقدرات فريدة تجمع بين القوة البدنية الهائلة والذكاء التكتيكي فضلا عن قدرته العالية على استغلال أنصاف الفرص وهو ما جعله واحدا من أبرز المهاجمين في الدوري الإنجليزي خلال المواسم الماضية كما يتميز ببراعته في تنفيذ ركلات الجزاء والكرات الثابتة.
منذ انضمامه إلى الأهلي شكل توني ثلاثيا خطيرا مع رياض محرز وأسماء أخرى وأضاف تنوعا كبيرا على طرق لعب الفريق سواء بالاعتماد عليه كمحطة رئيسية لبناء الهجمات أو كهداف مباشر داخل منطقة الجزاء. وساهم وجوده في رفع المعدلات التهديفية للفريق ومنح المدرب مرونة أكبر في تطبيق أسلوب الضغط العالي والتحولات السريعة من الدفاع للهجوم.
في المقابل كشفت المصادر أن اللاعب نفسه قد يرغب في الرحيل عن الأهلي مكتفيا بما قدمه مع الفريق الذي توج معه بلقبين هما دوري أبطال آسيا للنخبة وكأس السوبر السعودي. ويبدو أن فكرة العودة إلى إنجلترا تستهوي توني خاصة أنه لا يزال ضمن حسابات الجهاز الفني للمنتخب الإنجليزي رغم انتقاله للعب في الدوري السعودي.
يأتي هذا الاهتمام في وقت يواجه فيه أهلي جدة موسما مليئا بالتحديات على كافة الأصعدة فبجانب فقدان الفريق أربع نقاط في أول أربع جولات من الدوري تعرض لصدمة كبيرة بالخروج المبكر من بطولة كأس إنتركونتيننتال بعد الخسارة المفاجئة على ملعبه ووسط جماهيره أمام بيراميدز المصري. وكانت طموحات جماهير الأهلي عالية جدا هذا الموسم بالذهاب بعيدا في المسابقة الدولية وربما السعي لمواجهة بطل أوروبا باريس سان جيرمان في المباراة النهائية لكن أحلامهم اصطدمت بأرض الواقع.
قد تمثل الصدمة الأكبر لجماهير الراقي التهديد بفقدان نجومهم البارزين فإذا كان النادي السعودي قد نجح الصيف الماضي في تأمين بقاء عناصر مهمة مثل فرانك كيسي وميريح ديميرال وروجر إيبانيز أمام الإغراءات الأوروبية بينما فشل في الإبقاء على جابري فيجا فإن الدور قد يأتي الآن على توني.
عودة اللاعب المحتملة إلى إنجلترا ستعني خسارة الفريق لورقة هجومية مؤثرة للغاية في وقت يسعى فيه النادي لمواصلة المنافسة محليا وقاريا. ورغم الفوائد المالية المتوقعة من أي صفقة انتقال إلا أن الجانب الفني يبدو أكثر حساسية لأن تعويض مهاجم بمواصفات توني وقدراته لن يكون بالأمر السهل.
يخوض أهلي جدة موسمه الحالي وسط تطلعات كبيرة من جماهيره وإدارته لكنه يواجه في المقابل مجموعة من الصعوبات التي قد تحدد ملامح مساره. أول هذه التحديات يتمثل في ضغوط المنافسة على لقب الدوري في ظل قوة المنافسين التقليديين كالهلال والاتحاد والنصر وحتى الفرق الصاعدة بقوة مثل القادسية ونيوم مما يفرض على الفريق ضرورة تحقيق الاستقرار الفني وتجنب إهدار النقاط.
التحدي الثاني يرتبط بالانسجام بين النجوم الأجانب والمحليين فالفريق يضم أسماء بارزة مثل رياض محرز وإيفان توني والوافدين الجدد كإنزو ميلو وجونزالفيش وأتانجا لكن توظيف هذه الجودة العالية يتطلب توازنا تكتيكيا حتى لا يتحول الأداء إلى فرديات تضر بالمنظومة الجماعية.
كما يواجه الأهلي اختبارا على الصعيد الدفاعي بعدما ظهرت بعض الثغرات في التغطية والرقابة خلال المباريات الماضية وهو ما يحتاج إلى معالجة عاجلة لتجنب كلفة الأخطاء في المباريات الكبرى. وإلى جانب ذلك يشكل ضغط المشاركات القارية تحديا إضافيا إذ يسعى الفريق للذهاب بعيدا في دوري أبطال آسيا للنخبة والدفاع عن لقبه بنجاح وهو ما يعني ضرورة المداورة الذكية وتوزيع الجهد بين المسابقات لتفادي الإرهاق والإصابات.