الماء المخزن في الزجاجة لأسبوع: تحذير من سموم وبكتيريا خطيرة تهدد جسمك

يحذر خبراء الصحة من عادة شائعة قد تبدو غير ضارة وهي شرب المياه من زجاجات بلاستيكية تُرِكت لعدة أيام حتى لو كانت محفوظة في مكان بارد. هذه الممارسة تحمل مخاطر صحية متعددة حيث تتحول المياه الراكدة مع مرور الوقت إلى بيئة مثالية لنمو وتكاثر الكائنات الدقيقة الضارة.

كشفت دراسة حديثة أن المياه المعبأة يمكن أن تحتوي على أنواع من البكتيريا قادرة على تكوين أغشية حيوية معقدة وبعض هذه الأنواع يظهر مقاومة للأدوية. هذه الميكروبات تتكاثر بسرعة مسببة التهابات معوية قد تؤدي إلى أعراض مزعجة مثل عسر الهضم والقيء والإسهال وآلام حادة في منطقة البطن.

يعتقد الكثيرون أن المياه المعبأة تظل صالحة للشرب إلى أجل غير مسمى ما دامت الزجاجة مغلقة لكن هذا الاعتقاد الشائع غير دقيق. فبينما لا يفسد الماء بطبيعته فإن الظروف المحيطة به وتفاعله مع العبوة يمكن أن يلوثه. الزجاجات التي تُركت في السيارة لأسابيع أو حتى تلك المحفوظة في الثلاجة لفترة طويلة لم تعد آمنة للاستهلاك.

تكمن إحدى أبرز المخاطر في تسرب المواد الكيميائية من جدران الزجاجات البلاستيكية إلى المياه بداخلها. تتسارع هذه العملية بشكل كبير عند تعرض الزجاجة للحرارة وأشعة الشمس المباشرة مثل تركها في السيارة. يشير العلماء إلى أن هذه المواد الكيميائية المجهولة قد تكون مرتبطة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل سرطان الثدي ومشكلات صحية أخرى.

إضافة إلى التلوث البكتيري والكيميائي قد ينمو العفن والفطريات في الزجاجات المتروكة لفترات طويلة جدا خاصة حول منطقة الغطاء. شرب المياه الملوثة بالعفن لا يسبب فقط تهيجا للمعدة بل قد يؤدي أيضا إلى ردود فعل تحسسية شديدة والشعور بالغثيان.

لضمان سلامة المياه المعبأة توصي الجهات التنظيمية والخبراء بتخزينها في مكان بارد وجاف وبعيدا عن أي مصادر للمذيبات المنزلية أو الوقود أو المواد الكيميائية الأخرى وكذلك إبعادها عن أشعة الشمس المباشرة.

لتجنب المخاطر الصحية ينصح الأطباء باستهلاك المياه في الزجاجة خلال مدة لا تتجاوز 36 ساعة عند حفظها في ظروف مثالية. أما إذا تم فتح الزجاجة المصممة للاستخدام الواحد فيجب الحرص على عدم استخدامها مرة أخرى بعد مرور يومين على الأكثر.

من الضروري أيضا الحرص على غسل الزجاجات القابلة لإعادة الاستخدام يوميا بالماء الدافئ والصابون وتركها لتجف تماما قبل إعادة ملئها. ويفضل استبدال الزجاجات البلاستيكية بأخرى مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ أو المعدن. كما أن الزجاجات البالية أو التي تظهر عليها خدوش تشكل بيئة خصبة لنمو البكتيريا ولذلك يجب استبدالها بشكل دوري. وقبل كل شيء يجب التأكد دائما من تاريخ انتهاء الصلاحية المدون على العبوة قبل الشرب.