السودان على حافة انهيار صحي شامل وسط تفشي للحميات وتحذيرات طبية

تواجه السودان واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في تاريخها الحديث حيث يقف الاقتصاد عاجزا عن توفير أبسط مقومات الحياة تاركا ملايين المواطنين بين مطرقة المرض وسندان الجوع وانعدام الخدمات الأساسية في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية التي تشهد تدهورا غير مسبوق.
حذرت لجنة نقابة أطباء السودان من تصاعد خطير في الأوضاع الصحية بالبلاد مع الانتشار المتسارع للحميات والأمراض الوبائية في مناطق متفرقة وعلى رأسها العاصمة الخرطوم حيث وصفت المشهد الصحي بأنه بلغ مستوى التفشي الوبائي وحملت وزارة الصحة مسؤولية التقاعس عن أداء دورها.
وكشف تقرير صادر عن تنسيقية المهنيين والنقابات أن القطاع الصحي يواجه انهيارا واسعا فقد خرجت 80% من المستشفيات عن الخدمة تماما بينما غادر أكثر من 70% من الأطباء والكوادر الطبية البلاد سواء بالنزوح الداخلي أو الهجرة إلى الخارج وهو ما فاقم من حجم الكارثة.
وأكدت النقابة في بيان لها أن تجاهل الإعلان الرسمي عن تفشي الأوبئة ستكون له عواقب وخيمة مشيرة إلى تزايد أعداد الوفيات بين السكان المنهكين بفعل الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 فالوضع الوبائي امتد بشكل واسع في ولايتي الخرطوم والجزيرة بينما تواصل الكوليرا انتشارها في دارفور وكسلا.
وأوضحت استشارية الصحة العامة وعضو لجنة النقابة أديبة إبراهيم السيد أن تدهور البيئة وتراكم النفايات ونقص المياه الصالحة للشرب يزيد من خطورة الموقف محذرة من أن عدم تدخل منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر سيفاقم الكارثة الصحية والإنسانية.
ويعيش العاملون الصحيون المتبقون في ظروف بالغة الصعوبة إذ يعانون من انقطاع الرواتب منذ أكثر من عامين ويعملون في مرافق طبية تفتقر إلى أبسط الخدمات مثل الكهرباء والمياه كما وثق التقرير مقتل ما لا يقل عن 73 من الكوادر الصحية منذ اندلاع الحرب.
وترى نقابة الأطباء أن انهيار المنظومة الصحية وغياب نظام موحد لرصد الأوبئة جعل وزارة الصحة عاجزة عن توفير بيانات دقيقة حول حجم الكارثة أو التصدي لها بفاعلية وهو ما ينذر بأزمة كبرى وطالبت النقابة الوزارة بالإعلان الرسمي عن حالة التفشي وإخطار منظمة الصحة العالمية.
وشددت أديبة السيد على أن وزارة الصحة هي الجهة الوحيدة المخولة بفتح قنوات التواصل مع المؤسسات الدولية وأن تقاعسها عن القيام بذلك يعرض البلاد لمزيد من الانهيار الصحي كما دعت النقابة إلى ضرورة تفعيل آليات التعاون الإقليمي والدولي وإطلاق حملات عاجلة للتصدي للأزمة المتفاقمة.