الناتو يدق ناقوس الخطر: أمن الأجواء الأوروبية في خطر بعد حوادث الاختراق

في ظل تصاعد التوترات الأمنية على حدود أوروبا الشرقية دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته إلى تعزيز الجهود الرامية لتأمين الأجواء للدول الأعضاء في الحلف. وتأتي هذه الدعوة الملحة في أعقاب سلسلة من الاختراقات الجوية وتحليق طائرات مسيرة روسية فوق أراضي دول حليفة مما استدعى ردود فعل على أعلى المستويات.
وأكد روته خلال حديثه بجانب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قبيل اجتماع لمفوضي الاتحاد الأوروبي على ضرورة الحفاظ على أمن الأجواء الأوروبية. وأشار إلى الحوادث التي وقعت خلال الأسابيع الماضية مستشهدا بما حدث مع الطائرات المسيرة في بولندا والمقاتلات من طراز ميج-31 في إستونيا بالإضافة إلى ما يجري حاليا في الدنمارك.
وكانت مقاتلات روسية قد اخترقت المجال الجوي لإستونيا مطلع الشهر الجاري وسبق ذلك اختراق عدد كبير من الطائرات المسيرة الروسية للمجال الجوي البولندي. وفي الدنمارك أدت مشاهدات متكررة لطائرات مسيرة إلى إعاقة حركة الملاحة الجوية وما تزال السلطات هناك تواصل تقييم الهدف من وراء هذه التحركات. وأوضح روته أنه بينما من الواضح أن الروس يقفون خلف حوادث بولندا وإستونيا فإن التحقيق لا يزال جاريا لتحديد ما إذا كانت هذه الأعمال متعمدة أم مجرد تصرفات متهورة وغير مقبولة.
واقترح روته مجددا فكرة إنشاء ما يسمى بجدار الطائرات بدون طيار كوسيلة لتوفير حماية أفضل للمجال الجوي الأوروبي. ووصف هذه المبادرة التي تروج لها رئيسة المفوضية الأوروبية بأنها تأتي في وقتها المناسب وتعتبر ضرورية لمواجهة التهديدات الجديدة.
وشدد روته على عدم جدوى الاستراتيجيات الدفاعية الحالية من الناحية الاقتصادية موضحا أنه لا يمكن إنفاق ملايين الدولارات أو اليورو على صواريخ دفاعية متطورة لإسقاط طائرات مسيرة لا تتجاوز تكلفتها بضعة آلاف من الدولارات وهذا الاختلال في التكلفة يستدعي إيجاد حلول أكثر استدامة وكفاءة.
ومن المتوقع أن يناقش قادة الاتحاد الأوروبي هذه المبادرة بشكل موسع خلال اجتماعهم المقرر عقده يوم الأربعاء في كوبنهاجن. وكانت فون دير لاين قد تعهدت باتخاذ إجراءات فورية لإنشاء هذا الجدار مؤكدة على ضرورة أن تقدم أوروبا ردا قويا وموحدا على الخروقات الروسية لحدودها الجوية.