إسرائيل تدخل المرحلة الحاسمة من الحرب وتصعّد قصفها العنيف على غزة

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم السبت أن الجيش يوسع نطاق عملياته العسكرية في غزة ويدخل مرحلة جديدة وحاسمة في حربه المستمرة. وأشار إلى أن ما يزيد على 750 ألفا من السكان قد نزحوا من مدينة غزة باتجاه الجنوب تزامنا مع تكثيف الضربات.
في سياق متصل كشفت وزارة الصحة في غزة عن أحدث إحصائياتها حيث ارتفعت حصيلة الضحايا منذ بدء الحرب إلى 65926 قتيلا و167783 مصابا. وأوضحت الوزارة في تقريرها اليومي أن المستشفيات استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 77 شهيدا و265 مصابا مؤكدة أن أعدادا كبيرة من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات حيث تواجه فرق الإسعاف والدفاع المدني صعوبات بالغة في الوصول إليهم.
وعلى الصعيد الدولي استأنفت الجمعية العامة للأمم المتحدة في مقرها بنيويورك أعمال دورتها الثمانين لليوم الخامس على التوالي حيث شددت دول عدة على ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وأكدت دعمها القوي لحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ودعا وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى تحرك دولي جاد لوقف العدوان على غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية محذرا من أن تقاعس المجتمع الدولي يهدد الأمن الإقليمي والدولي كما جدد إدانة المملكة للاعتداءات الإسرائيلية بما في ذلك ما وصفه بالاعتداء السافر على دولة قطر.
في المقابل تظاهر آلاف الإسرائيليين مساء السبت في تل أبيب للمطالبة بإبرام اتفاق يفضي إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة ويأتي هذا التحرك قبل لقاء مرتقب يجمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم فورا وصرّحت ليشاي ميران لافي زوجة أحد المحتجزين في غزة بأن الحل الوحيد لتجنب الانزلاق نحو الهاوية هو التوصل إلى اتفاق كامل وشامل ينهي الحرب ويعيد جميع الجنود والرهائن.
وعلى النقيض من ذلك حذر وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير رئيس الوزراء نتنياهو من التوصل إلى أي اتفاق لإنهاء الحرب دون تحقيق هزيمة كاملة لحركة حماس. وهدد كاتس في منشور له بأنه إذا لم تفرج حماس عن جميع الرهائن وتتخلى عن سلاحها فإن غزة ستدمر وسيتم القضاء على الحركة بالكامل.
من جانبه أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة أن المباحثات بشأن الوضع في غزة مع دول الشرق الأوسط كانت مكثفة مشيرا إلى أن إسرائيل وحركة حماس على علم بهذه المحادثات التي ستستمر طالما كان ذلك ضروريا للتوصل إلى اتفاق. وكان ترامب قد اجتمع هذا الأسبوع مع قادة ومسؤولين من عدة دول ذات أغلبية مسلمة لمناقشة الوضع في غزة التي تتعرض لهجوم متصاعد من حليف واشنطن. وقدم المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف مقترحات للقادة تضمنت خطة سلام من 21 نقطة بينما قال مسؤول في حركة حماس طالبا عدم الكشف عن هويته إنه لم تعرض على الحركة أي خطة حتى الآن.
وفي إطار الجهود الإنسانية غادر أسطول الحرية المكون من عشر سفن محملة بالمساعدات الإنسانية ميناء كاتانيا في صقلية يوم السبت بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة. ويضم الأسطول على متنه قرابة 60 شخصا من 15 جنسية مختلفة بينهم برلمانيون فرنسيون وأوروبيون ومن المتوقع أن ينضم إلى سفن أسطول الصمود الموجودة حاليا قبالة سواحل جزيرة كريت اليونانية. وأكد منظمو الرحلة أن معظم السفن تحمل إمدادات طبية وأغذية جافة ومواد مدرسية وهي من الأولويات التي حددها الفلسطينيون على الأرض.
وعلى صعيد التحركات الشعبية شهدت العاصمة الألمانية برلين تظاهرات حاشدة يوم السبت للمطالبة بوقف الحرب حيث قدرت الشرطة عدد المشاركين بنحو 60 ألف شخص بينما أفاد المنظمون أن العدد قارب 100 ألف. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات تدعو إلى الحرية لفلسطين وتؤكد أن الغذاء والماء من حقوق الإنسان.
وفي تصريحات لافتة قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يوم الجمعة إنه لن يراهن بحياة المصريين من أجل إدخال المساعدات بالقوة إلى قطاع غزة. وأضاف في كلمة له خلال زيارة تفقدية للأكاديمية العسكرية المصرية أن مصر بذلت جهودا كبيرة خلال العامين الماضيين للحيلولة دون تفاقم الأوضاع وتوسعها بما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة بأكملها.
وفي تطور دبلوماسي أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة أنها ستلغي تأشيرة الرئيس الكولومبي اليساري غوستافو بيترو بسبب ما وصفته بأفعال تحريضية خلال وقفة احتجاجية مؤيدة للفلسطينيين في نيويورك. وأضافت أن الرئيس الكولومبي حث جنودا أمريكيين على عصيان الأوامر وحرض على العنف. وكان بيترو قد دعا في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة دول العالم إلى توحيد الجيوش من أجل تحرير فلسطين. من جهته رد بيترو بأنه يحمل الجنسية الإيطالية وبالتالي لا يحتاج إلى تأشيرة لدخول الولايات المتحدة.
وفي اليونان حذر رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس من أن إسرائيل تخاطر بفقدان ما تبقى من حلفائها بسبب حربها على غزة. ورغم تأكيده على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد هجمات السابع من أكتوبر 2023 إلا أنه شدد على أن ذلك لا يمكن أن يبرر مقتل آلاف الأطفال. وأضاف أن الشراكة الاستراتيجية مع إسرائيل لا تمنع اليونان من التحدث بوضوح وصراحة.