يايسله يفجر غضباً بقرارات صادمة ومشادة عنيفة في قمة الدحيل الآسيوية

يايسله يفجر غضباً بقرارات صادمة ومشادة عنيفة في قمة الدحيل الآسيوية
يايسله يفجر غضباً بقرارات صادمة ومشادة عنيفة في قمة الدحيل الآسيوية

أثارت المواجهة التي جمعت بين أهلي جدة والدحيل القطري جدلا واسعا لم يقتصر على نتيجتها بل امتد إلى مشادة كلامية لافتة بين مدربي الفريقين الألماني ماتياس يايسله والجزائري جمال بلماضي. هذه الواقعة التي حدثت مع نهاية الشوط الأول أصبحت محور الحديث بعد المباراة حيث ظهر يايسله في حالة غضب شديد بسبب ما اعتبره قرارات تحكيمية غير موفقة.

شهدت منصات التواصل الاجتماعي تداولا واسعا لمقطع فيديو يوثق النقاش الحاد الذي دار بين المدربين. وبدا أن بلماضي مدرب الدحيل كان منزعجا من احتجاجات يايسله المستمرة على الحكم الرابع فتوجه إليه وبدأ بينهما تبادل للكلمات عاد بعده المدرب الألماني الشاب لمواصلة حديثه مع بلماضي قبل أن يكمل طريقه نحو غرفة تغيير الملابس بينما بدت على وجهه علامات الاستياء والغضب.

وفي المؤتمر الصحفي الذي تلا اللقاء أوضح يايسله ملابسات الواقعة مؤكدا أن سبب انفعاله كان موجها بالأساس نحو قرارات الحكم وليس لشخص المدرب المنافس. وقال إن لاعبين مثل ميندي ومحرز كانا قريبين من خط التماس وأبديا استياءهما من التحكيم وهو ما دفعه للتعبير عن رأيه أيضا. وأضاف يايسله أنه يكن احتراما كبيرا لجمال بلماضي وأن ما حدث كان مجرد سوء فهم بسبب ضغط المباراة.

على الصعيد الفني انتهت المباراة التي أقيمت ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات لدوري أبطال آسيا بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق. وبهذه النتيجة رفع الأهلي السعودي حامل اللقب رصيده إلى النقطة الرابعة ليحتل المركز الثاني في مجموعته خلف مواطنه الهلال بفارق نقطتين فقط بينما حصد الدحيل نقطته الأولى في البطولة ليحتل المركز التاسع في ترتيب المجموعة.

ورغم خيبة أمل التعادل على أرضه فإن فريق الأهلي نجح في تحقيق رقم تاريخي مهم. فقد وصل الفريق إلى المباراة رقم 20 على التوالي دون أن يتلقى أي هزيمة في البطولة الآسيوية ليحقق ثاني أطول سلسلة لا هزيمة في تاريخ المسابقة. هذه السلسلة الممتدة بدأت في نسخة عام 2021 التي لم يخسر فيها خلال 5 مباريات ثم استكملها في النسخة الماضية التي توج بلقبها دون أي خسارة في 13 مباراة إضافة إلى أول مباراتين في النسخة الحالية.

وبهذا الإنجاز حطم الراقي رقم أوساكا الياباني الذي صمد بين عامي 2006 و 2009 بتسعة عشر مباراة متتالية وعادل رقم الهلال السعودي المسجل بين 2006 و 2010. وأصبح الأهلي على بعد مباراة واحدة فقط من معادلة الرقم القياسي التاريخي المسجل باسم أولسان هيونداي الكوري الجنوبي الذي تجنب الهزيمة في 21 مباراة متتالية بين عامي 2020 و 2022.

وكان الأهلي قد دخل التاريخ في النسخة الماضية عندما توج باللقب القاري للمرة الأولى في تاريخه بفوزه على كاواساكي الياباني بهدفين دون رد في المباراة النهائية. خلال تلك النسخة الاستثنائية لم يخسر الفريق في 13 مباراة محققا 12 انتصارا وتعادلا وحيدا ليصبح ثالث فريق عربي يحقق اللقب دون هزيمة بعد مواطنيه الهلال والاتحاد.

لكن خلف هذه الأرقام القياسية تختبئ علامات استفهام كثيرة حول الأداء الفني للفريق تحت قيادة يايسله. فقد بات أسلوبه التكتيكي يثير جدلا واسعا بين الجماهير والنقاد حيث يصر المدرب الألماني على تطبيق نهج الاستحواذ المفرط على الكرة وهو ما يضع لاعبيه تحت ضغط متواصل ويكشف الثغرات الدفاعية بشكل واضح عند فقدان الكرة.

مباراة الدحيل الأخيرة كانت دليلا جديدا على هذه المعاناة حيث استقبل الفريق هدفين بطريقة متشابهة تقريبا نتجت عن سوء تمركز المدافعين وغياب الرقابة الفردية داخل منطقة الجزاء. هذه الأخطاء الدفاعية المتكررة التي ظهرت أيضا في مباراة ناساف الأوزبكي رغم الفوز تثير قلق جماهير الأهلي التي عبرت عن مخاوفها عبر المنصات الرقمية من أن الفريق يعتمد بشكل مبالغ فيه على الحلول الفردية لنجومه الأجانب لتعويض النقص التكتيكي.

وعلى المستوى الهجومي لا يزال الفريق يعتمد بشكل كبير على المهارات الفردية لرياض محرز وبعض الأسماء الأخرى لخلق الفارق في غياب واضح للخطط الجماعية والعمل التكتيكي المنظم. ورغم تسجيل الفريق ستة أهداف في مباراتين فإن الفاعلية جاءت في معظمها من اجتهادات فردية وليس نتاجا لمنظومة لعب متكاملة وهو ما يطرح تساؤلات حول قدرة يايسله على بناء فريق قوي يمكنه مواجهة كبار القارة في الأدوار المتقدمة.

هذه النتيجة والأداء الباهت وضعا المدرب يايسله تحت ضغط متزايد فالجماهير لم تعد تقتنع بالأرقام التاريخية بقدر ما يهمها مستوى الفريق داخل الملعب. ومع استمرار الأخطاء الدفاعية والقرارات التحكيمية المثيرة للجدل يبقى السؤال مطروحا حول ما إذا كان الأهلي قادرا على المضي قدما للحفاظ على لقبه الآسيوي أم أن المشاكل الداخلية ستعرقل مسيرته.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *